موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” الأدب الساخر …بين اهتراء الواقع ،ومهارات الإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة” مزاد علني” للشاعرة / إبتسام عبد الصبور ..نقد وتحليل / أسامــة نــور

389

” الأدب الساخر …بين اهتراء الواقع ،ومهارات الإبداع ” دراسة نقدية تحليلية لقصيدة” مزاد علني” للشاعرة / إبتسام عبد الصبور ..نقد وتحليل / أسامــة نــور


النص:-“مزاد علني “شعر / إبتسام عبد الصبور


ألا أوووونا… ألادو… تِرِي
وقرّب عندنا قرّب
تلاقي كل ما تبغيه
عروضنا مَشاع
بضاعة دايبه مهروسه
وناس بالسعر مهووسه
وكلُّه في المزاد يتباع
ألا أوووونا …. ألادو … تري

معانا قلب م الغالي
مقامُه كان زمان عالي
وليه شنَّه وليه رنَّه
وخَلْق عزاز
في ساعة الشدة ليك صاحب
لا بيهلِّس ولا يصاحِب
وساعة الكَسر مية عُكاز
ووقت الحق ما بيهداش
مايلزمكوش ؟

وشوفوا القلب ده ..شاطر
بيعمل للكبير خاطر
وفي وقت الخَطر ساتِر
وفي ساعة الوجع ونَّاس
ولو مرة يطبطب لك
تحس إن الزمن طاب لك
وإيدك كل يوم تنباس
ده قسط وكاش
وما بينساش
ما يلزمكوش؟
…………. مايلزمناش

ده قلب عجوز لكن إنسان
وعايش عمره ع الطاير
بيفرد شاله للغلبان
وللمحروم وللحاير
وياما سامِح الغادِر
وقدّر اللي مايسواش
مايلزمكوش ؟
………. مايلزمنااااش

وعَرض أخيرْ، لكنّه غِير
في لينُه شبّهوه بالطير
بيحمي صدر صيادُه
ويتمنى لعِدَاه الخير

شوفوا له ف قلبكو سِكَّة
ولو كان التمن ضِحَكه
وكلمه حلوه
ساعة الجد ما سمعهاشْ
ما يلزمكوش؟
………. ما يلزمناش.

ألا أووونا… ألادو …. تري
ده عرض نهائي ياخوانَّا
و م الآخر
وفرصه أخيره
لو شاطر ماترفضهاش
أنا هاهديك
فـ لفَّة بنت أصل وشيك
هدية وعرض ماتسيبهاش
ها تاخد كل دول ببلاش
مايلزمكوش ؟
……. ما يلزمناش

معانا عروض كتير تانيه
بينقص سعرها ف ثانيه
وكله أصيل ويتحمّل
قلوب دايبه، عقول شايبه
ضماير أصلي أو عِيره
مافيش عُمْلَه وتسعيره
مين اللي معانا هايكمِّل ؟
مزاد عَلني و منُه فيه
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي

مقدمة :-


إن للشاعر مطلق الحرية في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه بالطريقة التي تناسبه ،وتتوافق معها ذائقته ،
وتناسب ميله ومشاعره ، ولكن يجب أن يدرك أن الأمر لن ينتهي به ؛ فبعد طرحه القصيدة ،أونشرها يتلقفها
المبدعون ،والمتلقون والمتذوقون ،والنقاد ، ويبقى الإبداع والتجديد والالتزام بفتيات وآليات الشكل الشعري ، والتجديد في المضمون ،والتصوير هو الفيصل في تلقى النص والإعجاب به ، فيجب أن يحقق النص الإبداع والإمتاع ..
وشعر العامية يرتبط بالواقع ،ويصوره بدقة ،فهو إنعكاس للواقع ،وآلامه وافراحه ،لذا نجد شعراء العامية ، يستخدمون التشكيل الصوتي والبنيوي ،بالتزامن مع قضايا واقعية عامة فيحدث ذلك صدي للمتلقي وتجاوبًا مع النص ،بالإضافة إلى اللهجة العامية المستخدمة التي يفهمها الجميع ،
ورغم الهجوم على الشعر العامي من بعض اللغويين ،وهذا الهجوم مبعثه حب اللغة العربية الفصحى ،والغيرة عليها وقد أدى ذلك إلى إهمال النقاد لشعر العامية ، لكنني أرى “أن لشعر العامية دورًا كبيرًافي الأدب ؛ فهو أدب شعبي يرتبط بالواقع والناس ،ويعبر عن آلام الأمة وأفراحها ،وقد تطور بفضل شعراء كبار ؛أثروا في حركة الشعر والأدب ،مثل صلاح جاهين ،بيرم التونسي ،فؤاد حداد ،عبد الرحمن الأبنودي ،ونبيه محفوظ وغيرهم ،
وقد تطور الشعر العامي على مستوى الشكل ،فانتقل من الزجل الذي يشبه القصيدة العمودية إلى التفعيلة الواحدة، كالشعر الحر ..
كما أن هناك شعراء يكتبون ( الشعر العامي النثري ) الذي لا يلتزم بوزن معين مثل الشاعر طارق مراد ..ويقابل ذلك شعر النثر بالفصحى ،
ومن هنانجد تطور شعر العامية كان متوازنًا مع الشعر الفصيح



**ماهية العنوان “البعد اللدلالي والإسقاط “


للعنوان أثر كبير في جذب المتلقي لقراءة النص ، وله دور كبير في فهم النص ومحاولة تأويلة ،وفك شفراته ، واستكناه مضمونه .
لهذا أفرد النقاد للعنوان مباحث عدة ، وجعلوه مدخلًا رئيسًا للنص ، بل اعتبروه نصًّا مصغرًا يعبر عن النص الأصلي
ويعد الناقد الفرنسي “جيرار جينت ” في مقدمة النقاد الذين اهتموا بعتبات النص ومنها العنوان ” وجاء ذلك في كتابه
“عتبات النص “
وأصبح العنوان جزءًا من النص ، معبرًا عن كليته ، وأصبح
الكتَّاب المعاصرون يعطون للعنوان أهمية ، وعناية في الاختيار .
..العنوان هنا ‘ مزاد علني “
يتكون من كلمتين “مزاد ” وهو بيع وشراء البضائع بالمزايدة
أي طرح سعر ، ويقوم الراغبون في الشراء بتخفيضه ،أو زيادته؛ حسب قيمة الشئ،ورغبتهم في الشراء .
فالكلمة هنا خبر لمبتدأ محذوف ، ووصف هذا المزاد بكلمة علني ..للتأكيد على أن المزاد متاح للجميع.
فهناك أنواع للمزاد منها :-
المزاد العلني
المزاد الإلكتروني
مزادات السعر الوحيد الأعلى
عطاء الظرف المختوم.
فالمزاد العلني هنا أوسعها ،وأشملها ، حيث يحق لأي شخص دخول المزاد بعد دفع مبلغ التأمين ،كما أنه يحق له المزايدة كما يحلو له، وفي النهاية ،يفوز بالمزاد مَن قدَّم أعلى ثمن ..
…لكن عندما تستخدم هذا اللفظ في الأدب ، يقصد به الإسقاط..على واقع يعاني من الكساد والركود.، فالمزاد يكون على بضاعة، ليس لها قبول ، أو أنها بلا جدوى ..
فلم تعد حتى مِن الآثار التي تزداد قيمتها كلما تعمقت في محراب الزمن .
فالمزاد هنا بكائية على تدهو الحال، يدل على التراخي التراجع ، فالمزاد ليس ماديًا إنما هو معنويًا يعرض الأخلاق
والقيم ،والنبل ..ولكن هل مازالت تتمتع هذي القيم بالقبول والرغبة..
العنوان هنا ساخر ،ولاذع ، يتكأ على الجراح؛ ليخرج ما بها ،ويطهرها ، صرخة في وجه المجتمع الذي يتغير للأسوء
لأسباب كثيرة.
العنوان مشوق ، جاذب المتلقي .


**من حيث “الشكل ،والمضمون “


كتبت الشاعرة النص باللهجة العامية ، لكنها عامية راقية ،قريبة من الفصحى ،فهى العامية المتفصحة ..
التي تتجاوب مع المتلقي ،لسهولتها ، وسلاسة التعبير بها
مع تنوع الأسلوب ، والعرض الساخر الذي يحمل في طياته
البكاء والألم ..
يبدأ النص بكلمات شهيرة ..تستخدم في بداية المزاد ،وفي نهايته .هي
“ألا أوووونا… ألادو… تِرِي” ،
وهي كلمات إيطالية
“ألا أونا, ألا دوي, ألا تري” all’una ,alla due ,alla tre”
كتبت الشاعرة النص في سبعة مقاطع ..المقطع الأول بداية المزاد، المقطع من الثاني إلي السادس عرض بضاعتها ،وينتهي كل مقطع بجملتين حواريتين ..
الأول سؤال ،والثانية جواب له:-
“ما يلزمكوش؟
………. ما يلزمناش”
وكان لهاتين الجميلتين أثر في التعبير عن عدم الاهتمام بالبضاعة المعروضة ، كما كان لهما أثر موسيقى ، ودور في ربط المقاطع ..
فنجد المقطع الأول :-
ألا أوووونا… ألادو… تِرِي
وقرّب عندنا قرّب
تلاقي كل ما تبغيه
عروضنا مَشاع
بضاعة دايبه مهروسه
وناس بالسعر مهووسه
وكلُّه في المزاد يتباع ..
فالبصاعة هنا دايبة ومهروسة ، وكأنها تعرف أن بضاعتها غير رائجه ، وبعد هذا المفتتح تعرص بضاعتها فتقول :-
معانا قلب م الغالي
مقامُه كان زمان عالي
وليه شنَّه وليه رنَّه
وخَلْق عزاز
في ساعة الشدة ليك صاحب
لا بيهلِّس ولا يصاحِب
وساعة الكَسر مية عُكاز
ووقت الحق ما بيهداش
مايلزمكوش ؟
البضاعة “قلب “ممايوحي بكل معاني الحب ، والإنسانية ،والقيم والأخلاق ..وهنا إشارة إلى حديث الرسول الكريم:-
” أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». متفق عليه[1].
فالقلب هنا قالب و رمز للإصلاح ، وما فسد الناس إلا بفساد القلوب…
وفي المقطع الثالث تقول :-

وشوفوا القلب ده ..شاطر
بيعمل للكبير خاطر
وفي وقت الخَطر ساتِر
وفي ساعة الوجع ونَّاس
ولو مرة يطبطب لك
تحس إن الزمن طاب لك
وإيدك كل يوم تنباس
ده قسط وكاش
وما بينساش
ما يلزمكوش
……مايلزمناش
هنا قلب الصغير ،الذي يحترم الكبير ،ويوقره ، ويرحم الضعيف ،ويجبره ..فتقول بيعمل للكبير خاطر .
وتقول في المقطع الرابع :-
“ده قلب عجوز لكن إنسان
وعايش عمره ع الطاير
بيفرد شاله للغلبان
وللمحروم وللحاير
وياما سامِح الغادِر
وقدّر اللي مايسواش
مايلزمكوش ؟
………. مايلزمنااااش “
قلب الحكمة ، الكبير من يسع الناس بقلبه ، ويفيدهم بعقله ..
الذي يكون قدوة في كلامه وفعله ..
وفي المقطع الخامس تقول :-
“وعَرض أخيرْ، لكنّه غِير
في لينُه شبّهوه بالطير
بيحمي صدر صيادُه
ويتمنى لعِدَاه الخير
شوفوا له ف قلبكو سِكَّة
ولو كان التمن ضِحَكه
وكلمه حلوه
ساعة الجد ما سمعهاشْ
ما يلزمكوش؟
………. ما يلزمناش.
تناص مع الحديث الشريف :-
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» صدق رسول الله،
وهنا إشارة إلى الرقة واللين ، فالهدف هنا بلاغي ، فني
وتقول في المقطع الخامس :-
“ألا أووونا… ألادو …. تري
ده عرض نهائي ياخوانَّا
و م الآخر
وفرصه أخيره
لو شاطر ماترفضهاش
أنا هاهديك
فـ لفَّة بنت أصل وشيك
هدية وعرض ماتسيبهاش
ها تاخد كل دول ببلاش
مايلزمكوش ؟
……. ما يلزمناش
هنا تنويه إلى البنت المحتشمه ، التي تلتزم بالأخلاق قولًا وشكلًا وفعلًا ،
فالشياكة لاتكون بالميوعة ،والملابس الخادشة ، فالشياكة في حسن الهندام ، الوسطية ..فنحن لسنا مع شكل أو ضد شكل
إنما نحن مع الوسيطة ،والذوق الرفيع ،والخلق القويم ما يتفق مع معايير القيم ،وتقاليد المجتمع السليمة ..
وتنهي الشاعرة قصيدتها بقولها :-
معانا عروض كتير تانيه
بينقص سعرها ف ثانيه
وكله أصيل ويتحمّل
قلوب دايبه، عقول شايبه
ضماير أصلي أو عِيره
مافيش عُمْلَه وتسعيره
مين اللي معانا هايكمِّل ؟
مزاد عَلني و منُه فيه
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي
تؤكد الشاعرة على كثرة العروض ،وتنوعها ، ثم تنهي المزاد
بعبارة
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي
ألا أوونا .. ألادو .. ترِي
** نص يحمل الغيرة على المجتمع ،يحمل تجربة شعرية تعاصرها الشاعرة ، ويعاصرها المبدع الحقيقي الذي يتألم
لحال المجتمع ..


***…”الموسيقى وفنيات الإبداع “

كتبت الشاعرة قصيدتها على نغمة موسيقية رنانة جاذبة للمتلقي ، ويختلف الإيقاع من منطقة لأخرى حسب الغرض
من الجملة ، والهدف من صياغتها ..
فنجد الموسيقى السريعة ،ووحدة الإيقاع في المقطع الأول
ألا أوووونا… ألادو… تِرِي
وقرّب عندنا قرّب
تلاقي كل ما تبغيه
عروضنا مَشاع
بضاعة دايبه مهروسه
وناس بالسعر مهووسه
وكلُّه في المزاد يتباع
ألا أوووونا …. ألادو … تري
ثم نجد الإيقاع البطئ الذي يتناسب مع عرض البضاعة في
المقطع الثاني
معانا قلب م الغالي
مقامُه كان زمان عالي
وليه شنَّه وليه رنَّه
وخَلْق عزاز
في ساعة الشدة ليك صاحب
لا بيهلِّس ولا يصاحِب
وساعة الكَسر مية عُكاز
ووقت الحق ما بيهداش
مايلزمكوش.
…..مايلزمناش
ثم الإيقاع الهدئ الهامس في” مايلزمكوش..مايلزمناش”
وكذلك في بقية المقاطع ..نوعت الشاعرة الإيقاع الموسيقى حسب الحالة ، والشعور الداخلى ،والتوجه العام ..
كذلك تكرار نهاية المقاطع ..
مايلزمكوش.
…..مايلزمناش..
كذلك استخدام الموسيقى الداخلية كالجناس ،والتضاد ..
كل ذلك جعل في النص حركة وتناغمًا موسيقيًا ..
فكانت الموسيقى مبرزة جماليات النص ..تساير الحالة والمشهد ،وكأنها موسيقى تصويرية .
**الأساليب والصور الفنية “
نوعت الشاعرة بين الأسلوب الخبري للتقرير ،والتأكيد ،
وكذلك الأسلوب الإنشائي مثل “ألا أوونا” للتنبيه والاستفهام مايلزمكوش ؟! ومين اللي معانا هيكمل ؟!
…لإثارة الذهن وجذب السامع
….
التصوير الفني كان حاضرًا بقوة وعذوبة ، فقد صبغ النص بالمشهدية ،وكأننا أمام مزاد حقيقي ..
ومن ذلك بضاعة دايبه مهروسه
وناس بالسعر مهووسه / بيهلِّس ولا يصاحِب
وساعة الكَسر مية عُكاز
ووقت الحق ما بيهداش،/
وعايش عمره ع الطاير
بيفرد شاله للغلبان
وللمحروم وللحاير/
والتصوير الرائع في
“في لينُه شبّهوه بالطير
بيحمي صدر صيادُه
ويتمنى لعِدَاه الخير “

أنا هاهديك
فـ لفَّة بنت أصل وشيك
هدية وعرض ماتسيبهاش..
صور حية ناطقة ..تجاوزت السمعي إلى المرئي …يتخللها الرمز والإيحاء ، وعمق الدلالة ..
نجد كذلك استخدام الفضاء النصي ،الذي يترك مساحة تخيلية للمتلقي ..وله دلالاته وإيحاءاته ..وكذلك
وضع النقط قبل الإجابة ……ما يلزمناش .
وما لها من صراع ،ودراما داخليه وتفكير ،في جدوى البضاعة المطروحة في الواقع المعاش ،

——-؛؛؛؛؛؛؛؛——–
قصيدة رائعة تحمل فنيات شعر العامية
فنجد استخدام شكل القصيدة العامية في إطار حداثي و
جاء المضمون أيضًا حداثيًا من خلال التجديد
في البنية والصور والتركيب ،وحقق الإبداع من خلال تصوير
وطرح الفكرة في إطار ساخر ..
وفي مشهدية و تشكيل درامي ،وصور رائعة طريفة ، وصدق فني وإيجاز وتكثيف …ونجد الحركة والحيوية والتناغم الموسيقى ،وتنوع الإيقاع، ..مما النص يتماس مع الآخر .
فتحقق والإبداع والإمتاع .
تحياتي/ أســامـة نــور

التعليقات مغلقة.