قاربُ ورقيْ بقلم / رباب حسن

قاربُ ورقيْ..
صنعَتُه أناملُك البريئةُ
من آثامِ.. البشرِ
ودماءِ القلوبِ
قاربٌ ورقيٌّ..
يحملُ…. في دروبهِ
هذيانَ الغربةِ
وعنوسةَ حلمٍ
وقلباً موءوداً
بسكينِ الأملِ
قاربٌ ورقيٌّ.
يحملُ وطناً
وطناً مسجوناً.. ومقيداً
بسلاسلِ الغدرِ
وأقفالُ الفتنِ.. يأكلُها الصدأُ
وجرذانُ الحرفِ الموبوءةِ
تتغذّى..
على دمِ الأرضِ.
قاربٌ ورقيٌّ..
يحملُ.. أرجوحةَ طفلٍ جائعٍ
والخبزُ بينَ يديهِ. عفِنُ
ترتعدُ أصابعُهُ برداً
ويمشطُ رغماً عنه… الصبرَ
قاربٌ ورقيٌّ
يحملُ وشاحاً…
من خيطِ الوجعِ
لفتاةِ ليلٍ.. مقسومةٍ نصفينِ
نصفٌ كالحجرِ… قربان.ُ.
للعتمةِ يقدمُ…
مع رجفةِ جسدٍ
ويباعُ بمائدةِ الظماء
زهيدَ الثمنِ
والنصفُ الآخرُ
أطفالٌ جياعٌ
أحشاءُ تصرخُ.. تنتظرُ..
حلولَ الفجرِ…
أن تطهى الحلوى… من فمِها..
.. ومن خصرِ الوجعِ.
قاربٌ ورقيٌّ..
يحملُ نداءاتٍ
وصرخاتِ عجوزٍ
تترجّى الحاكمَ.. لحظةَ رجوعٍ
والحاكمُ مثقوبُ الأذنِ
مثقوبُ العينِ.
قاربُ من ورق…
قد حملَ البلدَ…
وبقلبِ البحرِ
قد غرقَ.

الجورية