“الأبواب المنخفضة “يحكيها لكم : سامي حنا
“الأبواب المنخفضة “
يحكيها لكم : سامي حنا
كان يا ماكان في سالف العصر والأوان ، أوصى ملك عبيده ببناء قصر منيف له من أفضل أنواع الرخام الملون ، فقام العبيد والبنائون ومعهم أمهر المهندسين والمزخرفين والنجارين وشيدوا القصر وأصبح في أبهى وأروع صورة .
وعندما حضر الوزراء وكبار رجال الممكلة ليشاهدوا القصر بعد أن اكتمل بناؤه انبهروا به انبهاراً شديداً ولكنهم لاحظوا شيئاً غريباً ألا وهو أن أبواب القصر كانت منخفضة على غير العادة بحيث لايستطيع الشخص العادي المرور من هذه الأبواب لشدة انخافضها ألا إذا انحنى .
فسأل رئيس الوزراء الملك قائلاً عفواً جلاله الملك ، ألا تخبرنا عند قصد جلالتكم بشأن هذه الأبواب المنخفضة ؟
أجابه الملك بابتسامة ذات مغزى قائلاً : يوم افتتاح القصر سأقيم حفلاً كبيراً داخله وحينذاك سيعرف الجميع قصدي وحكمتي من ذلك الأمر.
وجاء يوم الاحتفال بافتتاح القصر والجديد وحضر الوزراء وكبار رجال المملكة ورجال الحاشية يرتدون أبهى حللهم وفي كامل زينتهم ومعهم أطفالهم مسرورين فقد دعاهم الملك أيضاً لحفل تدشين وافتتاح القصر الجديد.
وبمجرد أن وصل الأطفال أمام القصر ركضوا ودلفوا من أبواب القصر فرحين مهللين بينما تعذر ذلك الأمر على الرجال مالم يخلعوا تيجانهم وينحنون بشدة لكي يتمكنوا من الدخول من هذه الأبواب المخفضة .
وهنا ابتسم الملك قائلاً : لعلكم الأن قد أدركتم حكمتي ، فإن لم تتواضعوا وتصيروا مثل هؤلاء الأطفال في بساطتهم وتبتعدوا عن غروركم وزينتكم الزائفة فلن تدخلوا قصري الجديد.
samihanna@rocketmail.com
التعليقات مغلقة.