موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فن صناعة الحلى بمصر القديمة بقلم ريهام الرفاعى

2٬934

فن صناعة الحلى بمصر القديمة بقلم ريهام الرفاعى


فطرة حب التزين موجودة عند الانسان منذ بدء التاريخ , وتعتبر الحلى من أكثر أدوات التزين وأجملها. وهى تمثل ضرب من ضروب الفنون الجميلة من حيث إستخدام أسس التصميم الجمالية واختيار الألوان كذا دقة صناعتها وتشكيلها, وهى نتاج لقيم المجتمع ثقافياً وإجتماعياً وإقتصادياً, فمفهوم الجمال والتذوق الفنى والميول الروحية لكل مجتمع تختلف بإختلاف الحياة الاقتصادية والاجتماعية له.
ويحوى التراث الحضاري المصرى القديم بالعديد من المقتنيات من الحلى والمجوهرات ما يجعل الحضارة المصرية القديمة أكثر الحضارات ثراءا وتنوعاً, وقد بلغ المصريون القدماء منذ الأسرة الأولى مستوى رفيع فى صناعة الحلى والنقش على الاحجار الكريمة ,كما نجد أن الشغف قد بلغ بالرجال والنساء على حد سواء فى إرتداء الحلى والزينة واصبح التزين بالحلى هواية المصريين جميعهم ولا تخص الطبقات الموسرة فقط وخاصة بعد توسع الدولة المصرية وزيادة أملاكها فى آسيا وإزدهار التجارة مع بلدان البحر المتوسط.

أشكال وأنواع الحلى :


تجسدت براعة الصانع المصرى القديم فى مراعاته لتناسق الألوان وأسس التصميم فى الحلى وحبه للإبتكار ,وكانت تتنوع تصميمات الحلى طبقاً للمناسبات التى تلبس قيها ما جعلها مصدر إلهام لمصممى الحلى والمجوهرات العالميين حتى يومنا هذا , فمثلاً كان هناك الحلى الجنائزية والدنيوية , الأولى كانت ثقيلة الوزن سهلة الكسر غير ملائمة للحياة الدنيا ولا توجد بها مشابك للغلق , اما الثانية فكانت تصنع من معادن ثقيلة وترصع بالأحجار الكريمة و نصف الكريمة وبها مشابك ذهبية للغلق.


ونستعرض فى هذا المقال بعض من أشكال الحلى ودلالتها لدى المصريين القدماء:

الخواتم….

صمم الصانع المصرى منها آلاف الأنماط والأشكال , ولم يكن إستخدامها للزينة فقط إنما أيضاً كانت تعتبر رمزاً للخصوبة او علامة للنفوذ والقوة, أيضاً بعض الخواتم كانت تستخدم كختم للفرد دلالة على ملكيته للشىء, فقد أعطى فرعون مثلاً خاتمه الى يوسف عليه السلام دليلاً على السلطة المخولة له ” سفر التكوين ” ويذكر ان الخواتم المصنوعة من الخزف الملون قد عرفت فى مصر القديمة.(صورة 1 , 2)
ختم مصرى قديم


الصدريات …

كانت الصدريات تستخدم كحلى وتزخرف برموز مقدسة وأسماء الملوك لأنها تضمن الرخاء للشخص او الحياة والدوام حسب ما كان ينقش عليها, أيضاً تستخدم كتمائم للمتوفى فى الحياة الأخرى وتطلب الحماية من آلهه الذى يعبده مثل ايزيس واوزيريس وعقدة ايزيس للسحر ومركب الشمس وعليها الجعران , بمعنى ان وظيفة الصدرية هى مصاحبة المتوفى لرب الشمس وتأمين وإعادة الحياة مرة اخرى له. ( صورة رقم3)
صدرية على شكل حورس ورأس صقر

الأساور والخلاخيل….

كان يعتقد ان لها قوة سحرية وكانت تستعمل للتزين او لحماية المتوفى , فالأسورة تحيط بالمعصم او تلبس على الزراع لتصنع دائرة سحرية ” تحويطة” وكذلك الخلخال الذى يلبس فى القدم.وقد صنعت منذ عصور ما قبل التاريخ من العظم والحجر والخشب والعاج او من المعدن وكانت ترصع بالأحجار.
ونجد ان الأساور الأربع التى عثر عليها فى مقبرة الملكة ” زر” كانت لها أهمية كبيرة فى تاريخ تلك الصناعة الجميلة وهى عبارة عن وحدة منسجمة من الذهب والفيروز واللازورد وحجر الامشست البديع , نسقت أجزاؤها تنسيقاً رائعاً.

الاقراط…

كان اول من لبس الاقراط من الملوك هو الملك تحتمس الرابع عام 1410 ق.م , لوحظ ذلك من وجود ثقب فى حلمة أذن موميائه , وكانت الأقراط من الذهب وتطعم , ومن أجمل الأقراط التى عثر عليها كانت فى مقبرة الملك توت عنخ آمون و التى تحلت بها الملكة نفرتارى .( صورة رقم 4)
أقراط الملك توت عنخ آمون






حلى الرأس….

دائماً ما يرمز التاج الى السلطان والقوة وقد بدأ بأكاليل من أغصان الشجر والزهور ثم صنع بعدها من الذهب والنحاس , كما صنعت باروكات الشعر من جدائل الكتان او الصوف او الشعر وزخرفت بالذهب او الأحجار الكريمة او الزجاج الملون .
أيضاً وجد الكثيرمن اشكال الحلى الأخرى مثل السلاسل الذهبية والدلايات والعقود.(صورة رقم 5)
اكليل كانت تلبسه الاميرة نفرت زوجة رع حتب
مفردات ومعانى التمائم فى الحلى لدى المصريين القدماء:
وكما أشرنا سابقاً فان الحلى والأحجار كانت تلبس كتمائم لها أهميتها فى دفع الشر والسحر والحسد وكان لكل تميمة معنى ,فكانت التميمة التى تصنع على هيئة أشكال الآلهة او الرموز المقدسة تعرف باللغة المصرية بإسم ” وجا” وتعنى الشفاء , وقد تأخذ شكل ثعبان الكوبرا لتمد الحماية لمن يحملها , الجعران تضمن بعثاً وتجدد شباب من يحملها وتمده بالحظ السعيد خاصة إذا كانت مصنوعة من حجر أخضر او أزرق او بنى , وكان من يملك الفضة يملك الثروة ويُشفى.
وقد يُقرأ على التميمة تعويذة سحرية فيستمر مفعولها لو كُتبت على التميمة, تميمة عمود ” الجد” تزود الجسد بالدوام والقوة , ساق البردى ترمز لقوة الشباب أما العين المقدسة ” وجات” تضمن سلامة الجسد ضد العين الشريرة والحسد, الخاتم ” شن” يمثل دائرة سحرية “تحويطة ” لحماية الاصبع من الكسر ويمد من يلبسه بالقوة, فى حين يقوم الصولجان ” واس” بضمان الرخاء, أماعقدة إيريس كانت لحل مشاكل الحب , بينما تميمة ” المنيت ” كانت تساعد فى سهولة الولادة والرضاعة لإرتباطها بالربة حتحور, تمائم التيجان الأبيض والأحمر تمد الملك بالقوة ومخلب الطائر يرمز للدفاع عن النفس.
أما تمائم حماية المتوفى فكانت تتمثل فى : تميمة الرأس ” ورس” وكان يوضع عليها تعويذة خاصة من كتاب الموتى والتى كانت تساعد فى حفظ وصل الرأس بالجسد, و علامة ” سما” كانت لوحدة أجزاء الجسم , أما الذراعين المرتفعتين ” كا” فكانت تضمن وجود القرين بالقرب من المتوفى ليتقبل القرابين.

المعادن المستخدمة فى صناعة الحلى قديماً:


برع المصرى القديم فى التنقيب عن المعادن من خلال دراسته للعلوم التى كانت سبيله فى البحث والتنقيب , ونجد ان أغلب الحلى فى مصر القديمة كانت تصنع من النحاس والذهب وكان يتم إستخراجهما من الصحراء الشرقية وسيناء وساحل البحر الأحمر وفيما بعد كان الذهب يجلب من السودان وغرب آسيا , بينما معدن الفضة لم يكن متوفر فى أرض مصر وكان يتم جلبه من آسيا لذلك كان أغلى من الذهب , ايضا كان يستخدم معدن الالكتروم ” الذهب الابيض ” وهو عبارة عن خليط من 75% ذهب , 22% فضة , 3% نحاس وكان يستورد بكميات كبيرة من بلاد البونت ” الصومال” وكان اكثر صلابة من الذهب , اما الحديد فقد لاحظ قدماء المصريين إنه معدن قابل للصدأ لذلك لم يكن يستخدم كثيراً.
ومن الجدير بالذكر ان المصريون القدماء اول من اكتشف الذهب حيث اكتشفوا نحو 125 منجما فى الصحراء الشرقية والبحر الأحمر والنوبة والتى تعنى أرض الذهب باللغة المصرية القديمة وكانت مصر غنية بالذهب لدرجة ان أحد حكام الشرق الأدنى قال للملك أمنمحتب الثالث ” ابعث لى بكمية من الذهب لان الذهب فى بلادك مثل التراب”, وظل إستغلال الذهب مستمر طوال العصر المصرى القديم حتى الأسرة الثامنة عشر فى عهد الملك توت عنخ آمون, ويذكر التاريخ ان كميات كبيرة من الذهب نقلت من مصر الى روما خلال العصر الرومانى بعد وفاة كليوباترا.

الاحجار المستخدمة لتطعيم الحلى :

وقد عرف صناع الحلى فى مصر القديمة الأحجارالكريمة وشبه الكريمة منذ أيام تاريخ ما قبل الأسرات وبرعوا فى إكتشاف طرق إستخراجها وطرق صقلها وتطيمعها فى الحلى, ومنها : العقيق اليمانى , والعقيق الاحمر , اللازورد, والجمشت , الزمرد والمرمر المصرى والفلسبار الاخضر والبلور الصخرى والعقيق الابيض وكانوا يجلبونها من الصحراء الشرقية اما الفيروز فكان من أرض سيناء , بينما اللؤلؤ لم يُعرف قبل العصر البطلمى.

رموز ودلالات الألوان فى الحلى عند المصرى القديم:


الأزرق : كان يرمز للخصوبة والحماية من العين الشريرة ( الحسد).
الأخضر: لضمان الخصوبة والرفاهية وتجديد الشباب , وكانت الجعارين والتمائم تُصنع من الاحجار ذات اللون الأخضر او الأزرق لتضمن الخصوبة وإعادة الولادة وتيسيرها والحماية لحاملها.
البنى : كان لون الدم والحياة.
الأسود : كان يرمز أيضا للخصوبة وكان جسد “اوزير” رب البعث والعالم الآخر يمثل باللون الأسود.

الأدوات المستخدمة فى صناعة الحلى وطريقة صنعها :


كانت الأدوات المستخدمة فى صناعة الحلى وقتها هى البوتقة وتصنع من الطين أو الفخار ثم تطورت لتصبح مثل الكماشة , الملقاط من البرونز, والقوالب المفتوحة والمعلقة , أداة النفخ , المثقاب النبوبى والوترى , والأزميل المستخدم فى الحفر والنقش على الحلى , كذلك الميزان القاعدى الثابت واليدوى ,والسنج التى لها اكثر من شكل.
وكانت طرق التصنيع اليدوى التى رسمت على المقابر والمعابد عبارة عن :
التفريغ….ويستعمل فى صناعة الصدريات وكان يتم بدقة وبراعة عالية.
التكفيت ….إستخدام رقائق من الذهب يصاغ عليها أشكال دقيقة بواسطة تثبيت أسلاك الذهب وتطعم بالأحجار.
البرغلة ” التحبيب” وهى تعتمد على صهر الشرائط الذهبية لتشكيل الحبيبات الذهبية ثم صقل الحلى بطبقة المينا حيث يتم وضع مادة فوق أخرى ويتم فيها وضع مادة لامعة على المعدن ” ومازلنا نتعجب من كيفية صناعة هذه الكرات الصغيرة جدا من الذهب وكيف يتم لحامها على أسطح من الرقائق الذهبية لتكوين أشكالاً إنسانية وحيوانية وزخارف مختلفة.

ويعقب الدكتور محمد السيد بالإدارة المركزية للآثار الغارقة بالأسكندرية, بأن المصرى القديم حافظ على إسلوب فنى فى أعماله يرتبط بدافع او نظام دينى فلا يمكن ان تفهم هذه الأعمال على إنها رغبة فى الزخرفة او بعث السرور من الناحية الجمالية فقط ( فالفن ليس للفن كما هو معهود فى الغرب) إنما الفن كان عند المصرى القديم هو التصوير الواقعى المرتبط بالمعتقدات الدينية , فكان الغرض هو الرسالة الرمزية التى تحقق وظيفة الإستبدال الدينى , لكن هذا لا ينفى كون المصرى القديم كان يتمتع بموهبة ومهارة فنية بالغة.
وقد كان الفنانون ينتمون الى طبقة الحرفيين ومنهم من حظى بمكانة خاصة لدى الملوك نظراً لمهاراتهم بينما حظى الآخرون برعاية الإله ” بتاح” إله الفن, ويوضح ما تم العثور عليه من كنوز فى نهايات القرن التاسع عشر والقرن العشرين مدى روعة ودقة ومهارة صانعى الحلى القدماء.

من ناحية اخرى يوضح دكتور محمد السيد مدى أهمية معدن الذهب عند قدماء المصريين فقد كان معدناً مقدساً لإنه غير قابل للفناء , وقد عرف بإسم ” نبو NBW ” باللغة المصرية القديمة , وهذا المعدن المقدس كان يرتبط عند المصرى القديم إرتباطاً طبيعياً بتألق الشمس ايضاً بأسماء الآله مثل حورس الذهبى الذى أصبح آخر ألقاب الملوك منذ زمن مبكر فى عصر الدولة القديمة , أما فى عصر الدولة الحديثة فقد لقبت حجرة الدفن الملكية بإسم ” منزل الذهب ” , وهذا يدل على رمزية معدن الذهب الدينية عند المصرى القديم حيث يعد تعبيراً فى مفهومه عن عدم قابلية الحياة للتغير بعد الموت وايضاً يعد رمزاً للطبيعة المقدسة للملك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
كتاب “الحلى فى التاريخ والفن” للدكتور عد الرحمن زكى
كتاب ” فنون صناعة الحلى فى مصر القديمة “
بعض المصادر من الشبكة العنكبوتية ” ويكيبيديا”

التعليقات مغلقة.