تراتيل في محراب العودة… أدهم النمريـــني
تراتيل في محراب العودة.
بماذا يبـــوحُ القلبُ لو جئتُ أكتبُ؟
وهل في أسى الأشعارِ يرتاحُ مُتْعَبُ؟
فَنِصفـي حنيـــنٌ لا يَمَلُّ أضــــالعي
ونِصفـي بصَفْعــــاتِ الأنيـــنِ مُعَذَّبُ
أبِيــتُ معَ الذّكرى أُنــادِمُ لَوعتي
و مِنْ حولِيَ الأطيــافُ تَنأى و تَقْرُبُ
ألوذُ بأشعــــاري و أرجو رحيقَـها
عسى القلبُ يسلو في مَداها و يُطربُ
و لكنْ صَدى الأشعارِ يــاءاتُ صارخٍ
تهلُّ بدمعِ الباكيــــــــاتِ وتُلْهَبُ
تئنُّ بنـــايــــاتِ الفــؤادِ مَطـــالعي
وليسَ لهــــا من مُقلةِ السَّعدِ مَكسبُ
سِوى ما روى المعنى الكئيب ، فحالتي
دموعُ الأســى تُدمي العيونَ وتُنْضِبُ
وما كنتُ في هذا البيــــانِ مُجــاهرًا
ولكنَّ أشعـــــاري بذي الآهِ تُكْتَبُ
فلا تعذلوا قلبـــًا يذوبُ صَبــــابةً
لهُ مشرِقٌ في النّادِبــــــاتِ ومغربُ
بكيتُ ديــارًا مُذْ لَوى الشّوقُ أضلعي
وما زلتُ فـــي ذكري لهـــا أتَعَذَّبُ
أُقَلَّبُ طَرفي فــــي ديــــارٍ بكيتُهــا
و ما ليْ سِوى وصلِ الأحبَّةِ مَأرَبُ
وأخفي بُكــــائي عن صغيريْ إذا دَنـا
َّو رُوحي على صاري الْمواجعِ تُصْلَبُ
فقد كنتُ قبلَ الأمسِ ألهو بحضنهــا
وصِرتُ بأسيـــافِ البُغـــــاةِ أُغَرَّبُ
جذوري بأطرافِ الدّيـــــارِ سليبةٌ
وأغصـــانُ أحلامي تُجَثُّ وتُحطَبُ
ألا تَذْكُرينَ الدَّارَ يـا جــــارَةَ الصِّبــــا
على رقصةِ الأفنــــــانِ نشدو ونلعبُ !!
ومن زادِ أمّي كَمْ طَعِمنـــــا حَلاوةً
ومن عطفِها نروي العِطاشَ و نشربُ !!
دُعـــائي إلى اللهِ العظيـــــم أبثّهُ
فمــا عزَّ فـــي نجواهُ بالدّمعِ مَطْلبُ
فللحقِّ جَولاتٌ وللشّرِّ جَولةٌ
وما زلتُ أحصي الوقتَ شوقًا و أرقُبُ
ومن رَحْمِ أوجــاعي سيولدُ ثائرٌ
عَصـــاهُ بكَفِّ الحقِّ للشَّرِّ تَضربُ
فَألوي ذراعَ الحزنِ بعدَ إيـــــابـِنا
ويبسمُ ثَغْرٌ للقصيـــــدِ ويعذُبُ
فعذرًا إذا ناحَ القصيــــدُ بمـا رَوى
فَـبَوحي لأنـــّاتِ الحشـــاشةِ يُنْسَبُ
أدهم النمريـــني.
التعليقات مغلقة.