بورسعيد الباسلة.. والقاهرة عاصمة أم الدنيا بقلم منى الشوربجي
بلدي الحبيبة وزهرة فؤادي وأميرة قلبي الساحرة بل هي ملكة البحار التي توجت بالأمس القريب كعاصمة الثقافة المصرية والتي تتربع على حافة البحر عروس الصباح والمساء.. هي التي ولدت بها وكبرت فيها وعلمني أبي في مدارسها وقبل أن يطبع كل درس تعلمته في مدارسها على قلبي وشخصيتي؛ علمني هو معان كثيرة جعلت مني أقوى انسان أنا واخوتي علمنا الكرامة والحق والخير وتذوقنا معه معنى الجمال الحقيقي من خلال رسوماته والصور الطبيعية التي كان يلتقطها بآلة التصوير الخاصة به.. علمنا كيف يكون حب الوطن والدفاع عنه وعن ترابه.. علمتنا أمي حب بورسعيد من خلال ملحمة عاشتها تحت قصف المدفعية بكل حب لأبي وبلده وأهله حتى كادت توصف ببورسعيد ية المنشأ من أهل بورسعيد الباسلة ولكن أمي كانت من أهل القاهرة فأنا نصفان جزء مني يحاكي أجمل بلدان العالم باريس الشرق والجزء الآخر أيضا أغلى بلدان العالم ألا وهو العاصمة .. تعلمت الحنان والشجاعة في الحق واعتقادي دوما أني لي نصيب من تاريخ ميلادي كما لي نصيب من اسمي.. سأروي لكم كيف كان لي نصيب من تاريخ ميلادي ؛ ولدت في حرب الاستنزاف وفيها استهدفت الجبهة المصرية تحقيق النصر بعد الهزيمة فنحن شعب لا نيأس ابدا الشعب البورسعيدي لا يعرف الهزيمة أبداً ممكن أن نمر مر السحاب ويرانا الآخرون أننا منسحبون ولكن نعد العدة ونعود لننتصر وفعلا انتصرنا لأننا تأكدنا أن المعتدي لا يريد السلام فوجب علينا تعليمه درساً.. شعب تعود الإنتصار ولو بعد حين في يوم ميلادي صدرت الأوامر بتوجيه قصفة مدفعية مركزية في حرب الإستنزاف بحشد نيراني بلغ ٢٤ كتيبة مدفعية علاوة على أسلحة الضرب المباشر واستمرت القصة ٥ ساعات متواصلة وأحدثت خسائر قوية في دشم بارليف وبطاريات المدفعية الإسرائيلية لا أدري أاحتفالا بوصولي .. لذا أصبح بدمي ضرورة حفظ كرامتي وماء وجهي وكيفية حب بلدي والدفاع عنها لأني جزء منها..وكان لي نصيب من اسمي حيث كثرة الأمنيات والتي لم يتحقق منها سوي ماأراد الله ورضيت به.
بورسعيد العادات والتقاليد.. بورسعيد القوة والثقة بالنفس وايثار الغير والشهامة والعزة.
تعتبر بورسعيد البوابة الشرقية للأم الحبيبة مصر فكانت المصد لكل بلد فيها قبل أن يتخطاها أي معتد متعد .. بورسعيد نسيم البحر العليل.. كسوة الكعبة كانت من جزيرة تنيس البورسعيدية…
اتجه الآن لأتحدث عن الجزء الثاني مني وهو أني قاهرية بلد أمي وكيف تعلمت الألفة وحب الخير وتجمع الجيران في مناسبات الفرح والحزن والسهر معهم واللعب مع خالاتي اللواتي يكبروننا بسنوات قليلة والصلاة بصحبة جدي لأمي في مسجد الرفاعي والسلطان حسن حيث مسكنهم مع جدتي فقد كان جدي لأمي قاضيا شرعياً رحمة الله عليه الذي توفي أثناء أدائه فريضة الحج وتم دفنه بجوار صحابة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.. كان لجدي الحبيب دوراً في بناء شخصيتي الأدبية منذ أن كان عمري ١١ عام كتبت أول مسرحية اجتماعية وقام بدعمي كي ترى النور على مسرح مدرستي..
كَبِرت وكبُرت معي أحلامي وكانت خليطاً من ثقافة البحر وجماله وثقافة أثرية قديمة لكل معالم بلدي والتحقت بجامعة القاهرة كلية الآثار وبدأت في الكثير من الأعمال الأدبية بها لطموح ظل يراودني ان أكون مذيعة محترفة وصحفية دؤوبة؛ لذا أقمت مهرجانات الجامعة وكنت المسئول الأول عنها وتقمصت دور المذيعة التي أحببت أن أكون هي منذ الصغر وأنا بالمدرسة وأقمت معارضاً للتصوير الفوتوغرافي لموهبة وهبها لي الله _ لأكون مثل أبي_ متى وكيف أصنع صورة تاريخية… عشقت الحياة كما علمتني أمي بإباء (البنت الجدعة كما ربتني حبيبتي ألف رحمة ونور عليها) وكانت بصمة أمي في شخصيتي؛ إن خذلني الآخرون أكون أقوى ولا أنظر ورائي مما فقدت من أصدقاء زيفتهم لي الحياة.. عملت مدرسة للغة المصرية القديمة ( الهيروغليفية) بمعهد السياحة والفنادق ببورسعيد.. باشجع النادي الأهلي والنادي المصري.. الاتنين من أهلي لأمي وأبي.
لا يهمني كم وقعت قدر اهتمامي ما استفدت نتيجة وقوعي وما حققت من نجاح .. تلك كل درس زرعته في قلب أبنائي فلا يعرفون المستحيل.
تحياتي.. مني الشوربجي
التعليقات مغلقة.