في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 777 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -14
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة / 777 ” أنس بن مالك بن النضر النجاري”..” قرابته وخادمه والراوي عنه” -14
عاشرا.. رواية البلاذري عما كان بين الحجاج بن يوسف الثقفي وشيخنا أنس بن مالك.. نكمل..
يتهرب الحجاج بن يوسف الثقفي.. وينسحب من مقولته لسيدنا أنس.. ويبرر فعلته بعد كتاب أمير المؤمنين.. ويتهم أنسا بإنه (لم يفهمه.. كالعاده).. وأنه (تعجل بالشكوى.. كالعادة).. وأنه ما كان يقصده وهو سيده بل كان يضرب مثلا في الشدة لأهل العراق.. وهم أسياده… .. نكمل..
فَقَالَ أنس.. مَا شكوت حَتَّى بلغ مني الجهد.. وحتى زعمت أننا الأشرار.. وقد سمانا اللَّه جل وعز الأنصار..
وزعمت أننا أَهْل النفاق.. ونحن الذين تبوأوا الدار والإيمان.. وسيحكم اللَّه عز وجل بيننا وبينك.. فهو أقدر عَلَى الغير.. لا يشبه الحق عنده الباطل.. ولا الصدق الكذب..
وزعمت أنك اتخذتني ذريعة وسلما إلي مساءة أَهْل العراق.. باستحلال مَا حرم اللَّه عز وجل عليك مني..
ولم يكن بي عليك قوة.. فوكلتك إِلَى اللَّه عز وجل.. وإلى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فحفظ من حقي مَا لم تحفظه..
فو الله لو أن النصارى عَلَى كفرهم رأوا رجلا خدم المسيح عيسى بْن مريم يوما واحدا لعرفوا من حقه مَا لم تعرفه من حقي.. وقد خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين..
وبعد.. فإن رأينا خيرا حمدنا اللَّه عز وجل وأثنينا بِهِ.. وإن رأينا غير ذَلِكَ صبرنا والله المستعان..
فرد الحجاج عَلَيْهِ مَا كَانَ قبض من أموالهم..
حادي عشر.. في بئر أنس بن مالك.. رضي الله عنه..
1) عُرفت بئر أنس بن مالك بإسمه لأنها كانت تعود لوالده مالك بن النضر ثم آلت إليه..
2) روى أنس بن مالك رضي الله عنه الحديث المتصل بهذه البئر..
فقال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا.. فاستقى.. فحلبنا له شاةً.. ثم شُبْتُه من ماء بئري هذه..
قال: فأعطيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وأبو بكر عن يساره.. وعُمرُ وجاهَه.. وأعرابيٌّ عن يمينه.. فلما فرغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من شربه.. قال عُمرُ: هذا أبو بكر يا رسول الله.. يُريه إياه.. فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعرابيَّ.. وترك أبا بكر وعمرَ..
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “الأيمنون.. الأيمنون.. الأيمنون”. قال أنسٌ: فهي سُنَّةٌ.. فهي سُنَّةٌ.. فهي سُنَّةٌ..
3) كما ذكر أهل السير أن هذه البئر تُسمى: النزور أو البرود.. وهو إسم لها من الجاهلية..
4) وتجدر الإشارة إلى أن هذه البئر هي التي تعلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم العَوم (السباحة) وكان عمره حينذاك ست سنوات.. وكان برفقة والدته السيدة آمنة حيث كانت في زيارة أخواله بني عدي بن النجار..
5) تقع هذه البئر قديماً في الزقاق المعروف بزقاق الطوال.. ونظراً لتوسعة الحرم النبوي الشريف والساحات المحيطة به.. فقد دخل موقع هذه البئر اليوم ضمن الساحات المحيطة بالحرم النبوي الشريف الآن.. أما موقعها فهو غربي المنبر النبوي على مسافة حوالي 272 متر..
ثاني عشر.. في وداع أنس بن مالك.. وفاته رضي الله عنه..
«شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقنوني لا إله إلا الله.. فلم يزل يقولوها من شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقنوني لا إله إلا الله.. فلم يزل يقولوها.»
وفي رواية.. وقال أنس بن سيرين: «شهدت أنس بن مالك وقد حضره الموت.. فجعل يقول: لقنوني لا إله إلا الله.. فلم يزل يقولوها حتى فاضت روحه.. رضي الله عنه»..
عن صفوان بن هبيرة.. عن أبيه قال: قال لي ثابت البناني: قال لي أنس بن مالك: هذه شعرة من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فضعها تحت لساني.. قال: فوضعتها تحت لسانه.. فدُفن وهي تحت لسانه..
كما أنه كان عنده عصية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر بها فدفنت معه. وقال أنس بن سيرين:
«شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقنوني لا إله إلا الله.. فلم يزل يقولوها كما أنه كان عنده عصية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأمر بها فدفنت معه.»..
تُوُفِّي -رضي الله عنه- بالبصرة.. قيل: سنة إحدى وتسعين.. وقيل: سنة اثنتين وتسعين.. وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية..
قبر أنس بن مالك.. خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه.. في البصرة.. رحم الله أنسًا..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.