موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الحمولة… بقلم مرفت شتلة

177

الحمولة…

بقلم مرفت شتلة

قصة قصيرة
الحمولة

وضعت يداي فوق أذني؛ لأكتم عويل أشباحي، أشهق أنفاسي علي صخب نبضي، وهم يركضون خلفي، فأتبعثر وسط أشلائهم؛ فتسقط عيني فوق قلبي ،فتدهسهم الدبابات والمدرعات، وأقود نعشي الكبير فوق الحدود عائدًا بجثامين قتلى الحرب، أقف على حافة الهاوية، أتلو بعض الآيات، وأدفن شبحي في مقبرة جماعية، وأخيرًا تنقذني الشمس من انتحاري، الأخير، لأعود في نفس الوقت لتكرار المشاهد.
بدأ كل هذا عندما سافرت حاملًا حقيبة أحلامي، يطوق رقبتي بعد وفاة أبي خمسة هموم بأعمار مختلفة، نسقت الأماني وجعلت دورى الأخير، وعلى أرصفة الغربة، وسط أفواه البطالة، تعثرت في وظيفة ألقتها صقور غرست مخالب الخوف من شبح الترحيل؛ سائق لسيارة كبيرة [تريلا]، تابوت ضخم ينتقل بين الحدود، يحمل صناديق الهم والفاكهة، والخضروات بجانب الحزن، مصفوفة بين خطوط الوهم، فرغت خزانات الوقت، وبعض المرح النادر، واندلعت الحرب بتصارع مقيت، وأُغلقت الحدود، وافترشنا الغربة مآقي تذرف الحسرة، وتنتشي أمل العودة، وقلوب عصرتها أكف ترتدي لباس النصح والنخوة.
ورأت الحدود جرائم مغموسة بأحقاد، وحب السيطرة، وتبدلت حمولتي فصارت تُعبأ بجثامين شُنقت مائة مرة قبل أن تقتلها الرصاصات، رحلة بمذاق العلقم، ورائحة القبر، ودروب افترشتها الأشباح فتصرعها السيارات والمجنزرات، مرات ومرات، وتلون الأسفلت باللون الأحمر القاتم، ولزوجة تقفز بالسيارات إلي قبور الموتى.
بدعوات أمي وطوقي البريء، عدت إلي الوطن، لم أعد بحقيبة فارغة بل امتلأت عن أخرها برؤوس القتلى، سلبوا عيونهم لقتل الحقيقة، وأشلاء، وبقايا، والأشباح التي سبقتني واستوطنت فراشي، وتمددت بجوار أنفاسي تنهش لحظات الفرح،
وتدفع بالدماء في رأسي، لتنساب دمائهم أمامي كل ليلة والحمولة تتمايل بثقل ما فيها، وبحثي عن مكان وزمان، وسؤال ينهي حلمي اليومي [متي أُفرغ الحمولة].

التعليقات مغلقة.