موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

يوم تجد كل نفس ما عملت بقلم.. محمـــد الدكـــروري

136

يوم تجد كل نفس ما عملت بقلم.. محمـــد الدكـــروري

إن القلوب تحتاج إلى سياط المواعظ، حتى تنزجر وتنكف، وإلا هلكت في أودية الدنيا، فكم نحن بحاجة لمن يذكرنا بالله سبحانه ومقامنا بين يديه، حتى لا ننساه، فيقول الله عز وجل في سوة الحج ” يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وتري الناس سكاري وما هم بسكاري ولكن عذاب الله شديد” وقال القحطاني رحمه الله في نونيته، يوم القيامة لو علمت بهوله، لفررت من أهل ومن أوطان، يوم تشققت السماء لهوله، وتشيب منه مفارق الولدان، يوم عبوس قمطرير شره، في الخلق منتشر عظيم الشأن، يوم يجيء المتقون لربهم وفدا على نجب من العقيان، ويجئ فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشان.

والجنة العليا ونار جهنم، داران للخصمين دائمتان، فماذا أعددت لهوله؟ ماذا أعددت لذلك الموقف العصيب؟ هل أنت ممن حافظ على الصلاة والصيام؟ هل أنت ممن خاف من الملك العلام؟ هل أنت ممن راقبت الحق المبين؟ أم أنت معرض عن الله تبارك وتعالى منهمك على المعاصي والسيئات, مبارزا بالقبائح والمنكرات؟ فإلى متى وأنت معرض؟ أتحسب أنك ستخلد؟ أما سمعت وقرأت قول رب العزة والجلال كما جاء في سورة آل عمران ” كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور” أما علمت أنك ستسأل عن كل ما عملت؟ فقال تعالي آل عمران ” يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد”

ويقول تعالي كما جاء في سورة الفجر ” وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأني له الذكري، يقول يا ليتني قدمت لحياتي” ففي ذلك اليوم لا كاشف من كربه إلا الله سبحانه، حيث قال الله تبارك وتعالى في سورة النجم ” أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة” فإنه الداء وإنه الدواء، أما الداء فكلنا يعرفه ماذا فعلت قسوة القلوب بقلوبنا ؟ وأما الدواء فذكر الدار الآخرة، وذكر لقاء الله، وذكر وقوفك بين يدي الله، ويجب علينا أن نتأمل ونتدبر بمشاهد يوم القيامة، ومشاهد عذاب الناس يوم القيامة، ومشاهد تخاطب وتحاور الناس وتخاصم أهل النار يوم القيامة، ومشاهد عرصات يوم القيامة، ولو تذكر صاحب اللب السليم لأثمر في قلبه خشية لله، ومراقبة له، ولعظم لقاء الله سبحانه وتعالى.

فتأمل نفسك الآن، وتخيّل نفسك الآن، وأنت بين يدي الله رب العالمين، قمت بين يدي الله رب العالمين، وبدأ مشهد الشهادة، حيث بدأ الله سبحانه وتعالى يستدعي عليك الشهود، فكم هم الشهود ؟ ومن هم هؤلاء الشهود، وتأملوا المقام بين يدي الله رب العالمين، وقد أذن الله تعالى بدخول الشهود، وفي محكمة العدل لا يشهد إلا شهود الصدق، وبدأ الشهود يتوافدون، فمن الشاهد الأول الذي سيقف خصما لك يوم القيامة ؟ ومن هو هذا الشاهد الذي سيشهد عليك بين يدي الله رب العالمين ؟ فإن شهود يوم الدين ليسوا واحدا، وليسوا باثنين، هؤلاء شهود الدنيا، أما شهود يوم الدين فهم أكثر من ذلك وأجل ؟ أما الشاهد الأول، فإذا به يأتي ليشهد، تنظر تتأمل فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبد الله سيد الخلائق.

أعظم الناس مقاما عند الله رب العالمين، يتقدم إلى الله سبحانه وتعالى للشهادة، حيث يقول تعالي في سورة الأحزاب ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا” وأول ما ذكر الله تعالي من وظائفه وأعماله صلى الله عليه وسلم ذكر مقام الشهادة العظيم، فما حالك أيها المسلم يوم أن يُسقط في يديك، فترى رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما أمامك، وهو يخاصمك عند الله عز وجل، وهو يشهد عليك عند الله، وهو يجادل عليك وعنك عند الله، فماذا أنت قائل ؟ وماذا يومها أنت صانع؟ والله إن الواحد منا ليسقط بيديه، ويعلم بالهلاك، كيف وخصمه وشاهد عليه هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يدخل بقية الشهود، وحالة العبد بين يدي ربه سبحانه وتعالى حالة عظيمة، فإذا بأمة محمد يأتون يشهدون عليه كذلك، تأتي الأمة المحمدية تشهد على هذا العبد، وكل يشهد على الآخر بما قدّم وبما أخر.

التعليقات مغلقة.