موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة مع حسين الجندي…ورقة الشيطان الجزء الأول و الثاني

191

قصة حياة مع حسين الجندي…ورقة الشيطان الجزء الأول و الثاني

قصة قصيرة : ورقة الشيطان – الجزء الأول

في نهاية السبعينيات من القرن الماضي وفي إحدى القري المطلة على النيل،كانت الحياة تتوقف تماما قبيل المغرب؛ فعمال شركة النسيج قد عادوا إلى منازهم وكذا الفلاحون و التجار والطلاب..

معظم أهل القرية على وشك الدخول في سبات عميق؛ فالجميع يستيقظ مع آذان الفجر وينهمك في العمل، وعندما تختفي الشمس يلزم كل فرد منزله، لا وجود للتيار الكهربائي والاعتماد الكلي في الإنارة على مصابيح الكيروسين أو على لمبات الفتائل (المِشْعِلة)..

تسير الحياة بسيطة هادئة وئيدة،
والجيران يتداخلون مع بعضهم البعض في نسيج واحد فبالكاد تستطيع أن تفرق بين أهل البيت الأصليين وبين جيرانهم..
يجتمعون على نقش الكعك وبَلّ الشربات في الأفراح والأعياد كما يجتمعون بالملابس المتشحة بالسواد في الأحزان والمُلِمَّات..

كذا يصطف الرجال لتنظيف البهائم على شاطئ النيل وعلى مقربة منهم تصطف النساء مشمرات سواعدهن وأرجلهن لغسيل الملابس والمواعين..

القهاوي هي المتنفس الوحيد للرجال، وعتبات المنازل هي مجتمع الغيبةو النميمة للنساء،هناك حالة من السعادة بتلك الحياة البسيطة..

استيقظ الجميع على صويت حاد مزلزل!

هُرِعوا إلى مصدر الصويت فوجدوا ما هالهم وأصابهم بالرعب؛ففي منتصف جسر النيل توجد جثة مقطوعة الرأس والأوصال،لرجل غريب عن أهل البلدة..

على الفور استدعى العمدة شرطة المركز من خلال تليفونه ذي المَنَفِلَّة..

بعد المعاينة المبدئية اتضح أن الجثة بلا أوراق رسمية تثبت هُوِيتها..

بدأت تحريات المباحث والتي لم تصل لشيء يُذْكَر،وبعد بحث وعناء استمر لأيام عديدة،ظلت تلك الجثة مجهولة فلا يوجد بها أيدي لرفع البصمات ولا رأسٌ للاستدلال على ملامح القتيل،ولم تكن تقنية الحمض النووي رائجة ومنتشرة في هذا التوقيت خاصة في القرى والكفور،وكأن القاتل تعمَّد إخفاء هوية القتيل..

فقط أوراق شجر تحيط بالجثة وكأنها تصنع كفنا لها، أوراق عجيبة غريبة بمجرد الاقتراب منها تتطاير وكأنها ما كانت..

لمن تلك الجثة؟
ومن القاتل؟
وما هدفه من القتل؟
ولماذا مثَّل بالجثة بهذا الشكل المقزز المفزع؟
ثم أين الرأس والأطراف؟

دارت كل هذه التساؤلات في ذهن الجميع،لكن ظل سؤال يؤرق حياتهم:
هل تكون تلك الجريمة حادثا عارضا أم أن القدر يخبيء لهم شيئا آخرا؟

ترك الجميع تلك التساؤلات للشرطة وللأيام لتجيب عنها..

انتشرت إشاعات عديدة داخل القرية..
أرأيت:
عصابة تقطع الرؤوس لتستخرج كنزا فرعونيا دفينا؟
أسمعت:
البلد فيها بلطجية لابتزاز الناس واغتصاب ثرواتهم؟
يقولون:
هناك عفاريت وشياطين تنتقم من أهل القرية لأن أحدهم تسبَّب في أذى لواحد منهم!

سيطرت حالة من الرعب على أهل القرية،ولكنهم واصلوا أعمالهم بشكل يبدو طبيعيا..

مرت الأيام تَتْرى،ونسي الناس الحادثة وكأنها ما كانت..

وفي يوم ظليم عاد محمود من عمله راكبا دراجته ممتطيا صهوة جسر النيل،وهو يتلو كعادته بعضا مما تيسر له من قصار السور،وفي منتصف الطريق وجد ورقة شجر تسقط على قفاه وبتلقائية شديدة وضع يده على قفاه وأزاحها،وواصل السير،لم يلبث إلا وورقة أخرى تسقط على قفاه مرة أخرى،
فتعامل معها كما فعل بأختها،لكن القلق هذه المرة بدأ يتسرب إلى قلبه،وقد وصل منسوب الأدرنالين لمستوى مرتفع،خاصة أنه ما أن يزيح واحدة إلا وجد غيرها تعانق قفاه،لم يجد مفرا، أخذ يسرع التدريج بدراجته وكأن يسابق الريح،ألهمه عقله إلى الاحتفاظ بورقة شجر في جيبه ليتفحصها عند العودة للبيت..

دخل غرفته بهدوء واطمأن على زوجته وحرص ألا يوقظها،مد يده بحذر ليخرج الورقة من جيبه وكانت المفاجأة!
لم يجد لها أثرا وكأنها تبخرت!
وجد في يده شيئا لزجا له قوام غليظ وتنبعث منه رائحة مميزة غير مريحة،قفز عقله عندما دمج بين القوام اللزج وتلك الرائحة،نهض سريعا خارجا من الحجرة حيث الصالة..
أضاف المصباح الكيروسيني العتيق لونا مميزا لذلك الشيء الذي لوَّث يده،وهنا أدرك ماهيته،ارتج جسده وارتجفت أوصاله..
ياربي ما هذا؟!
أهذا معقووول؟!
دم.. دم.. دم!
كررها وعقله لا يجد لهذا الدم تفسيرا،فأخذ يتحسس جسده عله يجد فيه جرحا،لكنه لم يعثر حتى على وخز إبرة،فدلف إلى الحمام وخلع كافة ملابسه،أصابته صاعقة
فقد وجد بنطاله ملوثا بالدماء من أسفل حتى إلى ما قبل الركبة!

تساؤلات كثيرة دارت بخلده كساقية لا تتوقف..

وقبل أن يجد لأحدها إجابة،إذ بورقة الشجرة تطير أمامه من جديد وتستقر على قفاه،بلغ الفزع به مبلغا لدرجة جعلته يصرخ صرخة يكاد يسمعها من بالقبور..

أفاق محمود فوجد نفسه ممدا على سريره ومرتديا ملابس النوم وبجواره زوجته وأولاده وبعض من إخوته وأهل الحارة..

كان الجميع ينتظر بلهفة بالغة لحظة الإفاقة، لقد أكلهم الفضول،ولكن خاب ظنهم؛فأول شيء طلبه هو أن يحضروا له ملابسه التي كان يرتديها بالأمس،فأخبرته الزوجة بأنها في الغسيل،همَّ أن يسألها عن بقع الدم التي لطخت بنطاله إذ بزوجته تحاول بكل جهدها أن تشوِّش على كلامه حتى لا يفهمه أحد من الحضور،ثم ما لبثت أن استأذنت الجميع في الانصراف مُعَلِّلَة ذلك لهم بأنه يهذي ويحتاج لمزيد من الراحة..

بمجرد خروجهم جلس محمود على طرف سريره متحفزا،وقبل أن يتكلم،صدمته زوجته بسؤال غير متوقع:
لماذا قتلته؟!

قتلته!
قتلتُ من؟!
وهنا أخبرته زوجته عن مقتل أحدهم بالأمس بنفس طريقة قتل الرجل السابق منذ شهور،بل وفي نفس المكان،دارت الدنيا به وأخذ يسترجع أحداث الليلة السابقة،
لكنه لم يتذكر سوى ماحدث له،
ولا علاقة له بقتل أو غيره،وقبل أن يُعقِّب، عاجلته الزوجة :
على العموم أنا أحرقت الملابس،
لكن هناك أمر غريب لا أعرف له تفسيرا،هنا اعتدل في جلسته وبدا عليه الاهتمام وأطرق أذنيه وكأنه يستحثها على الإكمال..
قالت:
وجدت في جيب البنطال ورقة..

ورقة؟! أي ورقة؟!

ورقة شجر لكن شكلها غريب،
حقيقةً لا أدري ماسر شعوري بغرابتها، ولكني أشعر أنها ( واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم) – في سرها-
من الممكن أن تكون والعياذ بالله… عِفريت!

استمع للجزء الأول الآن :

( ورقة الشيطان ) الجزء الثاني

هنا أسقط في يد محمود وبات لديه يقين بأن تلك الورقة بالفعل،والعياذ بالله،كما قالت زوجته…
عِفريت!

مرت أيام على الحادثة الأخيرة ولم تعثر الشرطة على الجاني،ولم تتعرَّف أيضا على هُوِية المجني عليه!

أقسم محمود في قرارة نفسه أن يكشف للكل لغز القاتل الخفي حتى لو كلفه ذلك حياته..

أخذ إجازة من عمله وخرج من بيته كل ليلة متخفيا،واختار موقعا متميزا من جسر النيل بعيدا عن العيون،وليلة تلو أخرى ولا جديد،
حتى قاربت إجازته على الانتهاء..

في الليلة قبل الأخيرة وقبل الفجر بسويعات،وبينما هو قابع في مخبئه في بطن الجسر،إذ سمع صوتا خافتا ما لبث أن ازدادت حدته،فرأى على ضوء النجوم الخافت رجلا أقل ما يُوصف به أنه عملاق ويمسك بيده رجلا آخرا يبدو بالنسبة إليه مجرد قزم،وأخذ يُرْكِعَه على ركبتيه،وسط توسلاتٍ ضارعةٍونشيجٍ مكتومٍ سَرعان ما تحوَّل إلى بكاء ونحيب، لحظات، ورفع يده بساطور ليهوي به على عنق الرجل المسكين ليقتلعها من منبتها..
ولكنه فوجئ بمحمود يأتي من خلفه ويمسك بكل عزم بيده التي تمسك بالساطور محاولا منعه،قاومه بكل قوة وفي الأخير نجح، وولَّى الرجل هاربا،التفت العملاق وهو في منتهى الغضب إلى محمود،ونظر إليه نظرةً كلها رغبةٌ عارمةٌ في الانتقام ممن أضاع عليه فريسته،فأمسك بساطوره وأخذ يهوى به على عنق محمود الذي استسلم لقضاء الله وتمتم بالشهادة..

لكن أيدي أخرى أمسكت بيد العملاق ولكنها هذه المرة كانت أيدي رجال الشرطة التي كانت تراقب الموقف عن كثب بعد أن أبلغتهم زوجة محمود حبا في زوجها وخوفا عليه..

تمَّ توجيه الشكر لمحمود وحُكِمَ على العملاق بالإعدام شنقا..

تبيَّن من التحقيقات أنه سفاح مصاب بمرض نفسي يجعله يُمثِّل بجثث ضحاياه..

وبعدها عاد الهدوء للقرية،وإن تحوَّل جسر النيل إلى أرض خصيبة لنسج الحكايات والأساطير وقصص الجان والعفاريت..

محمود هو الوحيد الذي لم يهنأ له بال،وكيف يرتاح ولغز ورقة الشجرة لم يُحَل بعد،فقرر أن يخوض معركته القادمة مع الجن..
بدأت خطته..
اتفق محمود مع كثير من أهل القرية على التجمع ليلا على جسر النيل في نفس مكان جرائم القتل وقد وعدهم بتحطيم أسطورة العفاريت التي سيطرت عليهم وأقلقت مضاجعهم إلى الأبد..

وحانت اللحظة الفارقة حيث وقف عاقدا يديه على صدره ومعلنا التحدي وتعمد أن تبدو عليه أسمى مظاهرِ الثقة ورِباطةِ الجأش..

مرت اللحظات بطيئة على الجميع ولكنها مرعبة مزلزلة لنفوسهم في نفس الوقت..
يبدو أنه لا جديد على السطح..

استعد الجميع للانصراف..
وفجأة!
تسمَّروا في أماكنهم عندما وجدوا محمودا وهو يهتز ويرتج كمن أمسك بكابل ضغط عالٍ..
أيقن الجميع بهلاكه فقرروا أن يتركوه ليواجه مصيره فهم لا حول لهم ولا قوة..
وفجأة صدرت ضحكة عالية ارتج بها المكان..
ضحكة في قوتها وكأنها صادرة من أعماق سحيقة في فراغ شاسع..

لكنهم لاحظوا أن صاحب هذه الضحكة هو… نعم هو.. محمود!

فالتفتوا جميعا في وقت واحد ليجدوه في غاية السعادة وعلى وجهه إشراقة الصباح برغم أنهم في غسق الليل!
ونطق بكل إيمان:
{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّه}.
قالها ومشى وفي يده ما يطحنه بكل قوة،ثم ذرَّاه في الهواء ليضيع في الكون إلى الأبد..
نعم..كانت الورقة.. ورقة الشجرة..
ورقة الشيطان!

وعندما وصل إلى بيته وجد على جانب بابه رجلا حَسِبَ أنه رآه من قبل وعلى وجهه أمارات الغضب والغيظ الشديدين،فلم يُعِرْه اهتماما وأغلق باب بيته دونه وتركه يزبد ويُرغي ويتوعَّد..

في داخل البيت وتحديدا في الحمام وجد شبحا يُطِلُّ برأسه من المرآة، نظر إليه،فرأى وجهه هو ولكن بدون عينين..

أخذ نفسا عميقا وأغمض عينيه واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وحاول بقوة منع قلبه من التوقف..

ثوانٍ وفتح عينيه بحذر فوجد عبارة على المرآة قرأها بصوت خفيض:
إلى لقاء آخر يا قاهر الشيطان..
ثم سمع بعدها قهقهة عالية رجت المكان.

استمع للجزء الثاني

التعليقات مغلقة.