موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

حجرين غربة بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

430

حجرين غربة بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

أقلب الصحف في لهوجة،أستغل انشغال البائعة،تفحصني متأذية،أترك جملها بما حمل،أقرضها ثمن الصحيفة،ألف إلي المقهى،ألوي جسدي للقعود،صوت جهوري يلعلع:قال لي اقرأ.أنظر لوجهه؛أبيض ومدور،وتحتله لحية خشنة؛هكذا يدل شكلها!أستوي علي الكنبة المطلية بجلد رمادي،يلتفت إليّ الأسمر قائلاً:دورت عليك الأمس،وسائق التاكسي صمم أن يأخذ عشرة جنيهات؛اسأله حتي تصدق،وما وجدتك وكأنك فص ملح ذاب!ضحك الأسمر ولم أضحك،ربما ابتسم بعض الرواد!أظن أنني أخطأت المقهى،فما أكثر المقاهي التي تعترض طريقي!ولكن كيف التأكد؟عموما سواء كان المقهي هو ذات المقهى |أم لا،فلن يفرق كثيراً؛فالمقهى صغير ودمه خفيف،فقط كنبتان متقابلتان مدككتان بالزبائن،فالوجوه لا ترقب إلا الوجوه،لا يمكنك الاستفراد بنفسك،بل أنت مدفوع للمشاركة،الرجل أحضر لي النارجيلة دون طلب،ها أن – الآن- أيقنت أن المقهي هو ذاته،أمسح الحضور بعينيّ الكالتين،أركن ساقاً فوق قرينتها،أشد نفساً ونفساً،أحبس الأدخنة،أظن أنها احتبست بمحض إرادتها،مع أنها لم ترتكب جرماً،ولم تتمرد،أغمض عينيّ،أفتح فمي،تأبى الخروج،ربما امتزجت مع الجوف،وربما انطفأت جذوتها في بئر قالوا أنه ليس له قرار،همس اللغط ينفجر،أبحلق،أكتشف أن جوربي ملئ بالثقوب،تنزلق الساق،وتندس الساق الأخرى أسفل الدكة،يقول الأسود:أنا كنت شقياً.يتوجه باعترافه إلي من يرص مئات أحجار المعسل في طاولة خشبية غربالية،يكبس كل حجر بالمعسل المبتل بالماء.تجدني في بولاق وحلوان،الحانات تعرفني في النهار قبل الليل،وفي الكأس روقان البال؛لا عيال،ولا زوجة،ولا مصاريف،ورثت دكاناً ضيقاً لصناعة الأحذية،أمامه فاترينة مكهربة بالنيون للعرض،والأيام تروح وتجئ والناس يشترون جزم المكن،وكل حين ومين أبيع حذاء.لم أنس أن بيدي صحيفة،وفيها قصة،ومن الأفضل قراءتها للهروب من هذه الحكاية المكرورة:”في نيويورك تعرف علي ماري،أنها لا تلحس العسلية،ولكنها قد تمنحه الجنسية،حاكت من فحولته الأساطير،سطرتها علي صفحات الانترنت،تقدم له مع كل طلعة شمس وجبة ليس فيها إلا الجوع والهزال،لا يملك إلا الانبهار؛الشوارع واسعة،والعمارات تخترق السماء،لا أحد يترجل.”أركن الصحيفة،أختبر القدرة علي الفهم،لم يبق شيئا مما قرأته،مازال الأسود يستعرض مسيرته،لماذا لا أقطع عليه استرساله؟ لماذا تشغل بالك به؟دعه ينهنه،ليستغرقه القص:قال لي العابر:اقرأ وربك الأكرم.يضع يديه في جيبيّ الجاكت،تخرج يداه مكتظتين بالأوراق،يراقب الشارع؛المارة،الرواد،ويداه تفرز الأوراق – كيفما عن لها- علي الطقطوقة الموضوعة أمامه،ولسانه يزوم بالحروف،تارة تخفت،والأخري تصخب،والثالثة تترنح،ينبه فيكمل:بعت الدكان،هجرت الحانة،صاحب الحانة شتمني،طردني،جربت التسول،في الحواري لا أحد يدفع،وفوق الكباري يعبرون بسرعة،قلت في عقل بالي:لا بد من التطوير.زبائني اللآن من علية القوم،وكلنا في الهوى سو اء،يصمت ،يناول النادل عشرين جنيها،ينطق:لكل شيئ ثمن،ولكل فولة كيال،والفن يا حبيبي هو كيف تجبرهم علي الدفع،أتلو آيات الجنة،منهم من يعطيني مائة،ومن يدس في يدي خمسين،كله يرجع إلي التساهيل.أتى علي كوب الشاي في جرعة واحدة،لا بل جرعة ونصف،شيشتي تعطلت،النادل يجدد الولعة،الأدخنة تكسو فراغ المقهى،يسأل:ما رأيك في الولعة؟يبذر الأسود الحكمة:النار لا تحرق مؤمناً.الكلام زنق حلقي كالحجر الصوان،والظاهر أن الحوار سيلج بنا دائرة المآسي،فأدع الرواد يتغامزون،ويهمسون،ويتعاتبون،لأرجع لقصة الصحيفة:”صاحبنا صال وجال،تشبث بذيل ماري،وفي الصباح يمون السيارات بالبنزين،ومع التكرار ضاقت عليه الجدر،يقهقه،يحرق التبغ،يختنق برائحة البرفان،مسامير في كل مكان،لا يمكنه القعود،الشرفة عالية عالية،تناطح السحاب،تدلت رأسها منها،لا شيئ أمامه سوى الاسمنت الجاف،تراجع،واجهته بوجهها المتعب،في رأسه مليون لمبة،يضئ بعضها وينطفئ الآخر،قعد،قام،نام،استيقظ؛السوس ينخر ذاكرته.”اغلقت الصحيفة،الأسمر مازال يمزح:طوافي انتهي أمام الأطرحة حيث السكون،الخشوع،أحاديث الجوى.انتبهت إليه جيدا،ففي لسانه شجون الموال.في تلفاز المقهى،شهريار يستدعي مسرور،وشهرزاد تنكمش في جلدها.

تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.