الأخلاق وفخ الانحراف عنها مقال بسن قلم :حسين الجندي
الأخلاق وفخ الانحراف عنها مقال بسن قلم :حسين الجندي
لا تقع في فخ مقولة:
( الزمان غير الزمان والناس غير الناس والظروف غير الظروف)؛
فتنحرف بذلك عن مبادئ الإسلام وتعاليم الدين وأخلاقيات رسولنا الكريم..
فلم ولن تكون هذه المبادئ وتلك التعاليم والأخلاقيات محصورة في زمن دون زمن أو ناس دون ناس وظروف دون ظروف، فمن طبيعة الأخلاق والقيم والمبادئ والتعاليم أنها كلية لا يحدها زمان ولا مكان ولا ظروف ولا طبيعة بشر..
فقط الذي يختلف هو مرونة التعامل والتعايش مع آليات العصر..
فستظل تلك القيم والأخلاق موجودة إلى قيام الساعة :
الصدق
والوفاء
والأمانة
و الشورى
والإخلاص
وصلة الرحم
والإحسان
وبر الوالدين
وجبر الخاطر
والثقة بالله
والانتصار على النفس والدنيا والشيطان
والثبات على الحق
والغيرة على الدين والعرض
وغض البصر
والكلمة الطيبة
ولين الجانب
و إفشاء السلام
ومجاهدة النفس
والرضا
والحمد
والكرم
والحلم
والشجاعة
والمروءة
والاعتدال
وسلامة الصدر
والصبر
والعزة
والرحمة
والإيثار
والإتقان
وإغاثة الملهوف
والحياء
وحفظ اللسان والفرج
والعفة
والعدل
والتواضع
والستر
والعفو عند المقدرة
وكظم الغيظ
والقناعة
والتعاون على الخير
والتسامح
وغيرها..
يا الله!
كل هذه وغيرها مصفوفة أخلاق؟! نعم.. وهناك تحت كل خلق منها أخلاق فرعية تنبثق منها، نعيش بها، قد ننتبه إليها ونعمل بها، وقد تأخذنا ضغوطات الحياة وتجرفنا عن مجرد التفكير فيها..
عندما نطالع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونقرأ تراجم الصحابة والتابعين العظام الكرام نجد مواقف ومواقف تؤسس لتلك الأخلاق وتدعو إليها، وتلك المواقف جلها عملية أكثر منها مواعظ قولية؛ فميزانهم كان بها وحياتهم انْبَنَت عليها، لم يقبلوا تبرير أي خطأ فيها أو تقصير بضيق عيش وكان أغلبهم فقيرا ولا بطبيعة مكان وكانت بيئتهم صحراء قاسية ولا بتصرفات بشر وكانوا يعاشرون القادمين من غياهب الجاهلية بعبلها وغبشها وجلفها..
هذه الأخلاق هي سبب ونتيجة، فهي سبب في صلاحك وهي نتيجة لصلاحك..
فقف ولو دقيقة واحدة أمام كل خُلُق مما سبق وقس نفسك عليه واحسب كم في المائة تمتلك منه، وكم في المائة تمتلك من مجموعها وعلى ضوء النتيجة التي لن يطلع عليها سوى الله ثم نفسك قم بتقييم نفسك، هذا التقييم الذاتي المسبق هو مؤشر كبير لتقييمك أمام الخالق عزوجل يوم العرض عليه.
التعليقات مغلقة.