موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة انطباعية في ققج: (وصيّة) للأديب الفلسطيني حمدي الكحلوت بقلم: عاشور زكي وهبة (مصر)

363

قراءة انطباعية في ققج: (وصيّة) للأديب الفلسطيني حمدي الكحلوت
بقلم: عاشور زكي وهبة (مصر)

أولا: النصّوصيّةتهاوى كشجرة جافّة، كفّت يده عن الإغداق، انفضّوا وتركوه وحيدًا مع الأمرّين، ليله كنهاره، أنين وذكريات، قال لهم: سأطلعكم على سرّ، هذا الصندوق المقفل بمجوهراته لكم، افتحوه عندما يحين الأجل. تفانوا في خدمته، أغرقوه في بحر حنانهم، عادت أيامه، قضى مبتسمًا، سارعوا لتنفيذ الوصية، وجدوه فارغًا إلا من ورقة صغيرة كتب عليها: ” وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون”.أ. حمدي الكحلوتثانيًا: القراءة١. العنوان (وصيّة) عتبة النص والمدخل لسبر أغواره، مصدر من وصى والجمع وصايا، وما يوصى به. وصايا الله ما فرضه على عباده. والوصية وثيقة يخبر فيها المرء عن رغبته في كيفية توزيع أمواله ومتلكاته بعد موته. الوصايا العشر هي أرفع الآثار الموسويّة في التراث اليهوديّ المسيحيّ، تلقفها موسى النبي منقوشة على لوحىّ الشريعة في جبل حوريب. ٢. متن القصة*المقدمة والعقدة:لخّصت جملتان فعليّتان حياة مديدة مليئة بالعطاء الجزيل لشخص فريد: تهاوى كشجرة جافٍة/ كفّت يده عن الإغداق. تشبيه بليغ لخريف العمر حينما يتحوّل الإنسان كشجرة جافة متهاويّة كأعجاز نخل خاويّة. لكن مهما ذبلت الزهرة يبقى عطرها وأريجها ماثلا فيها. ” والخير في أمّتي إلى قيام الساعة” كما قال الهادي الأمين. كفّت/امتنعت اليد… اليد العليا خير من اليد السفلى. كانت يده دومًا هي العليا، سخيّة تمنح اليمن والبركات لمن حولها، والإغداق يعبر عن شدّة الكرم.. والكريم لا يُضام. الجملتان التاليتان تعبران عن مدى جهود ونكران أصحاب الأيدي السفلى/ ناكري الجميل والمعروف الذين عبّر عنهم بضمير (واو الجماعة) مع أنه ضمير متصل يعبر عن اسم معرفة: قد يكونوا أبناء الرجل أو أهله وعشيرته؛ لكنهم نكرة في نظر السارد العليم الذي يحكي القصّة، لا يستحقون الذكر. كومضة قصصيّة صادمة العجز: انفضّوا، وتركوه وحيدًا مع (الأمرّين): الهِرم والمرض، الفقر والوحدة، العري والجوع.أقصى وأقسى أنواع الجحود والخذلان قدمه هؤلاء القوم لمن أحسن إليهم، مما يدلّ على أنهم أصحاب دنيا فانيّة، يحبون العاجلة ويذرون الأخرة. ربما يعبر هذا الرجل الكريم رمزيًا عن الوطن يتعامل معه الجميع كبقرة حلوب، ما أن يجفّ ضرعها حتى تضحى عامل طرد ونفور للمنتفعين منها. فالوطن كما نأخذ منه، لابدّ أن نعطيه أغلى ما لدينا. نتقرب إليه بالأعمال الصالحة التي تجعله في قمّة الأمم. أضحى صاحبنا العجوز وحيدًا يعاني الأمرّين.. ليله كنهاره: أنين وذكريات. حينما يتساوى الليل بالنهار في نظر إنسان يعبر عمّا وصلت إليه حالته المزريّة من الرتابة والملل وقلة الحيلة: هل تستوي الظلمات والنور؟!أنين الليالي التعيسة الأنيّة الحاليّة مع الوحدة والمرض والفقر، والذكريات السعيدة الماضيّة حينما كان ملء السمع والبصر لمن حوله حينما كان يغدق عليهم من خيراته.* البحث عن مخرجمن عادة الكريم أن يلتمس الأعذار حتى لمن خذلوه، ويعطيهم الفرص لإثبات حسن نواياهم.. قال لهم: سأطلعكم على سرّ. وهل يصبح السر سرًا وقد ظهر للعلن، يفصح به على الملإ جهارًا نهارًا ويعلمه الجميع؟!هذا الصندوق المقفل بمجوهراته لكم… ها هو يراود مطامعهم الدنيويّة الفانيّة ب: صندوق/مقفل/مجوهرات…إلخ.ثمة علاقة بين الصندوق/تابوت العهد الإسرائيلي.. الوصية والوصايا العشر!.. لقد حرّك العجوز مياههم الراكدة وعواطفهم الجامدة إزاءه بأن أظهر لهم بأنه في إمكانه المنح والعطاء.. كان يمنحهم في شبابه وعنفوانه وثرائه دون قيد أو شرط؛ لكنه سيطيعهم الآن بشرط وضبط: أن يفتحوه بعد وفاته! ماذا كان ردّ فعلهم؟التفاني في خدمة العجوز وإغراقه في بحر حنانهم حتى عادت أيامه المنصرمة من السعادة والهناء، ومات وعلى شفتيه ابتسامة الرضا والامتنان. * الخاتمة الصادمة (السعيدة) تطالعنا جملة: سارعوا لتنفيذ الوصية.. ها قد تعبنا وسهرنا على راحتك أيها العجوز حتى توفيت وأنت راضٍ عنا، لا تفارقك ابتسامة الرضا حتى في موتك.. وجب عليك أن تمنحنا أجر تعبنا عاجًلًا.. فنحن أهل دنيا كما وعيت ودريت: فتح الصندوق واقتسام الغنائم! يا للهول! لقد وجدوا الصندوق فارغًا كعقولهم الخاويّة! إلا من ورقة صغيرة كتب عليها…خلاصة ما أطلعتنا عليه الصحف الأولى: صحف إبراهيم وموسى.. والأخرة خير وأبقى. ماذا كانت الوصية المكتوبة في الورقة الصغيرة: جزء من الأية 36 من سورة الشورى:” فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكلون”.حذف كاتبنا الجزء الأول لعلمنا به وعملنا به: “وما الدنيا إلا متاع الغرور”.أليست هذه الوصية الخالدة خلاصة مسعانا في هذه الدنيا الفانيّة؟!الإيمان والتوكّل على الله في الدنيا يمنحنا سعادة الدارين: العاجلة والآجلة. الحق هذه المرة الأولى التي أقرأ فيها قصّة تختتم بأية قرآنية.. القرآن الذي هجرناه قراءةً لآياته، وتدبرًا لمعانيه، وعملًا بوصاياه ونواهيه.إنها خاتمة صادمة للعقل الغافل تعيده إلى جادّة الصواب، حتى ينال الثواب وسعادة الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر، لا تفنى خزائنه، ولديه جنات فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. في الختام أحيي أستاذنا الكبير حمدي الكحلوت على قصته الرائعة متمنيًـا له دوام التوفيق والإبداع. في أمان الله.عاشور زكي وهبة / مصرالجمعة 5 أغسطس 2022 م7 من محرم 1444 ھ

التعليقات مغلقة.