صرختي الأخيرة بقلم.. كريم علي الشريف

صرختي الأخيرة بقلم.. كريم علي الشريف

ورغم كونها, صرختي الأخيرة ..
لا أخشى الموت!
فقط..
تؤذيني رائحة الحَنوط
كافور ومسك وماء الورد!
لمـَ؟!
ارتعب من قطيفة قاتمة أُدثر بها
وقدم تتعثر بمفرق بابنا
فاترجرج
تدغدغني جنبات خشبة
لطالما أقلت غيري
وأنا على مضض انضوِ بها
صرخة لدمعة ترقرقت بعين أبي
وهول ما احتل قسمات أُمي.
لمن تعطرونني ؟!
أتساءلُ..

لدود الأرض!!
تفعلون..
أبينكم رحم؟!
اتجمعكم خِسة؟!
أيعنيكم.. أن تكون..
الوجبة شهية؟!
هل صرّح بأنه تأفف من ذي قبل
من جيفة لم تجد من يغرقها بالكافور
هل صرخ بوجوهكم: كيف تقدم الوجبة..
أُشنوطة تُلجم فاهي!
لا تقلقوا
وَلّىٰ عهد الصياح!

وهل تأفف إذ قدمتموني

دونما قطنة..

تنحشر بمنخاري
تحبس..
زفرة أخيرة
تكاد تَمَيّْزُ من القهر
شُهبًا
تتدافع
تصرعها

قطنة!

احتمى بها وجه الكون.

تكتم دُبري
وهل عَاجلَهُ القئ؟
إذا ما اعترضت
وأخرجتُ
ريحًا!
ريحٌ
أخر ما أملك
من جمل الاعتراض!
أيؤذيكم أن أقابله كما أنا!
أيضيركم إن كنت..
باليًا
رثًّا..
مُنهكًا
مُنتهكًا
أتخشون ليلة بلا نوم إذ
لم أُقدم كما وجب!
وجبة خالية الدسم
أعيتها..
أنفاسكم
سلامكم
بسماتكم
لمزاتكم
لا..لن أكون مستساغًا بعد الآن
لن يهنأ بجيفتي الدود
سأسير له راسخًا
وإن تخشبت..
بخشبة
خشبة
حلت محل سريري
خشبة تسمع ضجري
تلمح نقمتي
تجد مني
جيفة مبتسمة..
لم تترك لمعدته مايصلح
فقسمًا بجسدي الذي حاصرته
طويلاً بعنايتي

لأصلن له
ولا شيء بي مُغريًا
وقد أهرأت انسجتي
ودمرت رئتي
وخَرّبت كليتي

أبشر يا دود أفندي
سيحل بكل أنفة
خشب مُسجى
بخشبة
أقلت لطالما
وجبات
ندية
شَذية
مشذبة
ليّنة….

فاتركوني ..
دون مايكتم ..
ريحي
دون ما يخنق صرختي الأخيرة