موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة في الومضة القصصية (فساد) للكاتب السوداني محمد شداد شداد بقلم: عاشور زكي وهبة

140

قراءة في الومضة القصصية (فساد) للكاتب السوداني محمد شداد شداد
بقلم: عاشور زكي وهبة

أولا: النصّ
فسادٌ
قبرَ الدجَّالُ كلبَهُ؛ اتَّخَذُوهُ مزارًا.

ثانيًا: القراءة

العنوان: ( فساد )
مصدر من ( فسدَ )، وله معانٍ كثيرة: ( النتن/العطب/التلف/الخلل)
لكن أىُّ نوع من الفساد الّذي تطلعنا وتحذرنا منه الومضة؟

الشطر الأول: قبرَ الدَّجالُ كلبَهُ.

من المعلوم أنّ إكرامَ الميتِ دفنه.. لكن من المقبورُ في ومضتنا؟ إنَّهُ كلبُ الدَّجال!
الدجَّال: بارعٌ في الدجل.. صيغة مبالغة من الفعل( دجل ) وصفته ( داجل ).. الّذي يُلبسُ الحقَّ بالباطل.
وما أكثر أنواع الدجل في زماننا! حتّى توجد قنوات فضائية ترعى الدجل وتؤازره وتزيّنه للغافلين… بدءً بالدجل والشعوذة المرتبط بالسحرة والمشعوذين الّذين يجلبون الحظَّ ويفكّون المربوط ليلة العرس ويردّون المطلقة ويبطل نحس العنوسة.. انتهاءً بالدجل السياسي وسدنته وكهنته من المناصرين للأنظمة الفاسدة المُفسدة ويُخدِّرون الشعوبِ المقهورة بالآمال العريضة؛ لكنّهم يجنون في النهاية وعد الغرور كما يعدُ إبليس مريديه ويتبرأ منهم بعد سقوطهم في شركه.
هذا الدجال الداهية يصبغُ كل شىءٍ يخصّه بالمهابة والقداسة والجلال حتّى لو كان حيوانًا أعجمَ ( كلبًا )
ومن عادة الكلب الإخلاص لصاحبه.. ماذا يفعل المريدون ليظهروا إخلاصهم لصاحب الكلب ( الدجال )؟!
يلهمونه: ابنِ عليه بنيانًا يا سيدنا كي نتبرَّكَ به!
لدىّ طرفة أودُّ أن أذكرها لكم.. في شرق النيل حيثُ نقبر موتانا، يوجدُ أعلى الجبل بناية صغيرة ملفوفة براية خضراء سألت عنها، فقالوا: إنّها مقام الشيخة مبروكة (حِمارة ).
واتهموني بالجهل بأنني لا أعلم صاحبة المقام الرفيع. سألتُ مُتعجِّبًا: معذرةً لجهلي! من تكون؟
قالَ صاحب العلم السامي: لقد كانت هذه الحمارة تسقي الناس القادمين لزيارة موتاهم.. يوضع عليها قدرين كبيرين وتهبط إلى النيل بمفردها وتعود بالقدرين المملوءين ماءً.. أليست هذه كرامة من كرامات الأولياء؟!
أومأتُ موافقًا خشيةَ أن يصموني بالكفر.
من المعلوم أنّ الدجل قرين الجهل وعلى علاقة طردية وطيدة ببعضهما، كلما تفاقم الجهل جثم الدجل على القلوب والعقول وكلّ الحواس المريضة.

الشطر الثاني: اتَّخذوه مزارًا.

ربما تكون قصّتي هذه أوفت بالغرض.. قديمًا قالوا: مات كلبُ الباشا كَثُرَ النواح، مات الباشا؛ قالوا: كلبٌ وراح.
لكن في حياة الدجّال صاحب المقام الجليل، يجب إكرام كلبه وكلابه المتحلّقين حوله المنتفعين من دجله الخائفين من عفاريته ( زبانيته ) المختبئة في مكانٍ لا يمكن رؤيته.
ومضة جميلة.
تحياتي لصديقي الوامض محمد شداد متمنيًا له دوام التوفيق.

التعليقات مغلقة.