موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

محطات بقلم.. عبد الرحيم خير

88

محطات بقلم.. عبد الرحيم خير

==========================

استريح.
لا بد أنك تعبت من السفر، هل تشعر بالدوار؟
_ لا لا، أنا بخير.
لكن يبدو عليك الإجهاد! الحمرة بعينيك تؤكد ذلك.
_ بسبب ما سمعت ورأيت.
_ أنت من تسألهم أم هم من يحكون لك طواعية؟!
_ هم الذين يحكون بمجرد أن أنظر في عيونهم؟
_ لكنهم غرباء، أنت لاتعرفهم كيف لغريب أن يحكي لك كل هذه التفاصيل وبهذه الجرأة؟!
لا أعلم لكنهم يحكون لايخفون عني شيئا.. واليوم ماذا حدث؟
_ سأحكي لك منذ أن ركبنا القطار: سمعته في أول العربة يقول تذاكر يابهوات، كان يقولها وهو كاشر الوجه معقود الحاجبين، بمجرد أن نظرت إليه حكى لي
قال: أظن أنه عندها الآن، أخرج أنا ويدخل هو، منذ أن تزوجنا وهي تعاملنى بغلظة يبدو أنهم أجبروها، علمت بعد زواجنا قصة الحب التي كانت بينهما، هذه الزيارات المتكررة لم تكن طبيعية أبدا، كانت تبرر دائما_ ابن عمي وجاي يزورنا _ وفي كل زيارة تلبس أجمل ثيابها مما لا أراه أنا ولا تلبسه لي، مما يظهر مفاتنها وكلما حدثتها في ذلك اتهمتني بالتخلف والرجعية، في كل زيارة كانت هي من تتحرش به بنظراتها ودلالها وطريقة كلامها التي لاتعجبني، تطورت هذه الزيارات مؤخرا فأصبحت بدون علمي، غالبا تكون في الخفاء من وراء ظهري، حين أكون بالعمل، البيت بجوار الشارع مما يسهل عليه الدخول والخروج ولا أحد معها لتخاف، وحين أعود تكون نائمة بشكل مثير، وعندما تستيقظ يبدو عليها الإرهاق، كل الأشياء بغرفة النوم تكون مبعثرة مما يؤكد شكوكي، أتخيل مايحدث بينهما بوجودي فكيف وقد خلا لها البيت وقت غيابي…
لا بد أن أجد حلا ولا حل إلا أن أقطع الشك باليقين وأتأكد من خيانتها ….
تذاكر ياحضرات تذاكر يا أستاذ تذاكر يا آنسة، أعطيته تذكرتي تأكد منها وهو يقول لا بد أن ينتهي هذا الأمر وبأسرع وقت، ثم غاب عن عينيّ في زحمة القطار لا أراه ولكن من بعيد
أسمعه ينادي .. تذاكر .. تذاكر يابهوات ..

حين نظرتُ عن يميني رأيتها بالمقعد المجاور فتاة عشرينية، بيضاء مكتنزة خالط بياض جبينها حمرة، فتلألأ وجهها المستدير كأنه شمس الصباح ومصدر النور، رُسمت علامات الحزن على وجهها، لم تمهلني حتى أسألها عن اسمها بدأتني قائلة لا أعلم ماذا أفعل ولا كيف أتصرف؟ لقد مضى شهر على ماحدث، هذه السنة هي الأخيرة لي بالجامعة، كانت تحكي وتضع يدها على بطنها قالت: يكبر يوما بعد يوم، أخاف أن يفتضح أمري، حين التقينا قال لي: لاتخافي أنا قد وعدتك، ألا تحبينني؟
_ أحبك، لكن ماعلاقة الحب بما تطلب؟! لقد قبلت أن آتي معك كي لايرانا أحد فيخبرهم ، هنا نكون بأمان ونقضي وقتا جميلا، لولا ثقتي بك ما أتيت،
_ لقد اشتقت إليك ولم أعد أحتمل وقريبا سنتزوج، بقي شهر واحد لن يحدث شيء،
_ نظر في عيني وبدون مقدمات جذبني نحوه وضمنى إلى صدره، أغرقني بالقبل، تعالت أنفاسه فتخدرجسدي وسرت تلك الرغبة المحمومة إلى كل كياني فاستسلمت، لحظات من السعادة الكاذبة بعدها تحولت حياتي إلى جحيم ،
اختفى من يومها، بحثت عنه كثيرا ولم أعثر له على أثر،
ماذا أفعل؟ لم يعد أمامي سوى الانتحار وإلا افتضح أمري، توقف القطار فانتبَهت كانت محطتها، نزلت مسرعة وقبل أن تخبرنى ماذا ستفعل؟!….

شاي شاي .. شاي سخن ….. يحمل براده ويدور ينادي بأعلى صوته شاي ياحضرات، شاي سخن … يقول الكلمات يرددها بلسانه وقد ترك قلبه وعقله معها…
هكذا أخبرني بمجرد أن صب الشاي .. لن أزوجها لك، يقولون: زوج ابنته لبائع شاي سَرّيح .. أنت مجنون أبحث عن زوجة تناسبك وتليق بك …
ماذا فعلت ؟! لقد طردني أبوكِ لم يوافق .. ( وماله بياع الشاي) أنت رجل تكسب رزقك من الحلال ..

هذا الحلال لايعجب أبوك ..حاولي أنت معه وإلا ليس أمامنا إلا الهرب … الهرب؟! ستكون فضيحة، لن يسامحوني إن تمكنوا مني ربما يقتلونني ..
_ هل لديكِ حل آخر .. قلت لك أنه سيرفضني قلتِ حاول .. لقد حاولت لتعلمي صدق حبي .. الدور الآن دورك ليس أمامنا إلا الهرب، وإلا لاتحاولي الاتصال بي مرة أخرى …
_ وأين سنذهب؟! إلى أي مكان نتزوج ونضعهم بالأمر الواقع
لا حل أمامنا سوى الهرب
لا تترددي …

انشغل عني بسب هذا النداء المتكرر الذي يطلبه بصوت يشبه صافرة القطار بقوته، نظرت لأرى صاحب الصوت وجدته يجلس بجوار الباب بعد أن أغلقة وتمدد، بجلبابه الصوف الأسود وعمامته البيضاء التي تدلت على عينه فكادت أن تحجبهما، عدل عمامته وقال: شاي تقيل يابلدينا ،تقيل حبر، دفع إليه المال ومع أول رشفة من الشاي أصبح بجواري تنهّد ثم قال: لا أعلم أين أذهب بعد أن قتلته دون أن يرمش لى جفن لقد ربتني أمي لهذا اليوم، تأخر كثيرا لكنه أتى وانتقمت لأبي أخذت ثأره، اجتمعوا عليه قبل عشر سنوات أجبروه أن يبيع هذه القراريط التي يملكها والتي تحيطها أرضهم من جميع الجهات، رفض فقتلوه وتخلصوا من جثته لم نر جثته ولم نتمكن من دفنه، حُفظت القضية ضد مجهول لم يتعرفوا على الفاعل، وهوبيننا حر طليق ينظر في أعيننا ويعيرنا ضعفنا، يهددنا
إنْ لم نوافق؛ مصيركم كمصير والدكم إن لم تقبلوا بالبيع، خافت أمي فهم مجرمون، يفعلونها وأنا ولدها الوحيد وأربع بنات تركهم أبي في رقبتها وتركني أحمل هذا الهم الكبير؛ أربع بنات وثأره …..
قتلته وهربت … لا أعلم كيف حالهم الآن ما يطمئنني أن الثأر والانتقام لا يكون في النساء، وأنا لم أتعد على أحد فقط انتقمت لأبي، قتلت من قتله، نحن الآن متعادلون.
لم يكمل كلامه وقفز قبل أن يتوقف القطار قبل دخول المحطة لما أتت دورية التفتيش ….

كان صراخه يتعالى كلما اقتربت، ارتفع الصوت حين اقتربت منها في طريقي نحو الحمام، كانت تضمه إلى صدرها تحاول إسكاته، مل كل من حولها من صراخه، حاولى أن تسكتيه، ربما يكون جائعا، أرضعيه ليهدأ ويتوقف عن البكاء .. صدعنا…
رأيت المقعد بجوارها فارغا فجلست، مسّدتُ رأسه فسكت
كانت منتقبة، لم أرَ من وجهها إلا عينيها حين نظرت فيهما بكت وقالت:
بعد علاقة الحب التي دامت لسنوات وفّى بوعده وتقدم لخطبتي كان يكبرني بخمس سنوات، بيتنا مجاور لبيته كلما مر أمامي اشتعل بقلبي الحريق …
طالت أيام حبنا وكلما كبرنا كبر معنا، استجاب الله دعائي فكان من نصيبي، لم يغضبني يوما ولم أغضبه، كانت حياتنا مثالية في كل شيء، كثيرون يحسدوننا على مانحن فيه، لم يمض وقت طويل على زواجنا حتى بشرني الطبيب بالحمل .. ولد! أتمنى أن يشبهك ليكون نسخة منك وسلوتي عنك أوقات غيابك ..
سنذهب رحلة بمناسبة هذا الخبر السعيد ..
على البحر كانت الأمواج عالية والرياح تكاد تقتلع الخيام من على الشاطئ ، لا تخاطر الأمواج عالية أرجوك ، توجد تحذيرات بعدم النزول في هذه الأ جواء،
لاتخافي زوجك سباح ماهر، لم تكن إلا لحظة واحدة سحبته فيها أول موجة وأخذته معها وإلى الآن لم يعد…..
لم أعرف منها إلى أين تذهب لم تخبرني بوجهتها،
كانت ساعتها تشارك طفلها البكاء حين فتح باب الحمام ودخلتُ.

اصطدمتُ به فور خروجي كنت أود سؤاله ماذا ستفعل وكيف ستتصرف مع خيانتها، لكن وقبل أن أسأله رأيتها تفترش الأرض هو يكلمها، وهي تنظر في ذهول ولا تجيب، تذاكر ياحجة .. .. أين تذكرتك؟
لم ترد، فكرر ماقاله( أنتي ما بتسمعيش)؟!
في العقد السابع من عمرها، شاب شعرها وضعف بصرها لاتسمع جيدا اقترب منها أكثر، إلى أين تذهبين؟! أي مكان يا ابني أي مكان أنتو رايحين فين ؟! القطار من أسوان إلى الأسكندرية ( قولي هتنزلي فين) ؟ لاترد ولاتعرف إجابة لسؤاله إلى أين تذهبين؟ أشفقت على حالتها ونظرت إليها فأخبرتني بما حدث ..
تكررت شكوى زوجته من وجودي ، لم تعد تحتمل، خيرته إما أنا أو هي بالبيت، اتهمتني كذبا قالت: طلباتها لاتنتهي وكذلك بكاؤها وشكواها، عليكَ أن تختار إما أنا أو هي، لم يجد بدا من أن يتخلص مني، لا أحد لي بالدنيا غيره هو وحيدي وحبيبي،

دار العجزة قريبة ولكن لا أملك
الإنفاق عليها هناك، إذن أرسلها إلى أي مكان ضعها في القطار وسيتولى الله أمرها، يكرر سؤاله بغضب، هتنزلى فين ياحجة ؟ هو لم يخبرني قال اركبي القطار وودعني لا أدري لمَ كان يبكي، طلبت منه أن يتوقف عن البكاءاحترق قلبي عليه.
سألتها أنا والآن ماذا ستفعلين؟ سأبقى هنا في القطار ربما يغير رأيه ويأتي ليأخذني، مسكين لا يستطيع أن يرفض طلباتها، كان النداء الآلي يعلن أن المحطة القادمة هي محطة رمسيس انشغلت بتجهيز حقائبي لم يمهلني الوقت لأساعدها، مازالت صورتها بخيالي، لن أنسى عينيها المتعبتين، نزلت من القطار بينما كانت تلوح لي ودموعها تنهمر.

استريح…
كما أنت، اشرب الليمون مهدئ جيد للأعصاب، يمكنك أن تتمدد، سأعود بعد قليل أشار إلى أحدهم ممن كانوا معه ليخرج في صحبته خرجوا من حجرة الكشف ودخلوا المكتب المجاور، سأله أخبرني ما المشكلة؟ لا أعتقد مع كل هذه التفاصيل والحكايات أن شيئا أصاب عقله، تصرفاته أيضا لاتدل أن بعقله أي خلل،
حقيقة يادكتور أنا لا أعلم ماذا أقول لقد رافقناه طوال السفر من قريتنا إلى القاهرة، كان طوال الوقت يتفحص وجوه المارة،
ينظر إليهم ويحدق في أعينهم، جلسنا بمقاعد متجاورة، راقبناه جيدا خوفا من تصرفاته وأفعاله الغريبة، كان الجميع يستغربون نظراته لكنه لم يكلم أحداً ولم يكلمه أحدٌ، المشكلة هي أن كل ما قاله وحكاه من وحي الخيال.

التعليقات مغلقة.