موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” عطر الإبداع في ارتقاء الأنوثة والكبرياء ” “دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ‘” عطرٌ خاص ” للشاعرة اللبنانية مايا عوض نقد وتحليل أسامـة نـور

86

” عطر الإبداع في ارتقاء الأنوثة والكبرياء ” “دراسة نقدية تحليلية لقصيدة ‘” عطرٌ خاص ” للشاعرة اللبنانية مايا عوض نقد وتحليل أسامـة نـور


النص “عطرٌ خاص “

أملكُ عطرًا
يختلفُ عن عطرِ النساءْ
فهو ليس من ذاكرة الجسدْ
بلْ من سُلالةِ القصيدةِ
المعبّقةِ ببسمةِ الجناحْ
عندما أنثرهُ أتحوّلُ
إلى بساطٌ من عسجدٍ
تنامُ بين ذراعيّ بُحّةُ الناياتْ
وتحاكيني حمرةُ الأقاحي
عطري له تاريخ المنحدراتِ
وعصورُغمائمِ غبطةٍ
يلفّني زنّارًا من ثمارِ الأدواحِْ
شهيٌّ عطري لأنّه لغةِ السكرْ
مسكوبة من كؤوسِ الراحْ
ينادي بثورته جنونَ رجلٍ
تاهَ في توابلِه يلتمسُ بهِ
وداعةَ القمر وخدَّ القمحِ
ألفُ حكايةٍ في عطري
كتبت
ألفُ روايةٍ من وشوشاتِ الجرارِ
يندهُكَ لتلتقيه كعنقودٍ
جال في كرمةٍ متعلّقًا
بتذكار النظرِ
فخذْ شذاه مترنّمًا
مُتوردًا ببركةِ التفاحِ
ودعْه يداهمُكَ بعاداتِه
يمسحُ بطيبهِ وجهَكَ
ويعزفُ بك وترًا
من رقصِ الخواصرِ
في فمي نهاراتٌ بيضُ
أنثرُها لكَ
أصوّرُ بها نسيمًا
من الأفراحِ والأتراحِ
أتوقّفُ فجأةً لأقولَ
عطري من قواريرِ أنفاسٍ
ولدت برئتي الشعر
تهب عليك شفاءً من سقام
تلاعبُكَ طفلَ وردٍ
جاء يختلجُ طريقهُ
لا يخشى غرقًا
ولا همسات افتضاحْ

الرؤية النقدية للأستاذ أسامة نور


مقدمة :-
رغم تعدد فنون اللغة ،والأدب ،والتعبير يبقى للشعر وقع في النفس وتأثير أخاذ،وجاذبية ،ومتعة خاصة ؛ فهو بما يضم من فنيات ،ووجدان ، وفكر ، يجعل المتلقي يتجاوب معه ويتماس ، ويستمتع بتلقي الشعر ويسعد به .
الشعر ذاتي ينبع من عاطفة الشاعر ،وقدرته على التعبير عن مشاعره وأحاسيسه ،في إطارمن الجماليات ،وفنيات الإبداع
وكذلك شعر النثر أو النثر الشاعري …له آليات وضوابط أهمها توفر الإبداع والتجديد في الصورة والعمق الفكري والشعوري
والإيجاز ، ورسم الصور الكلية ..والغوص داخل الذات والتعبير عنها.. ومحاكاتها بالطبيعة ..والاعتماد على الإيقاع والموسيقى الداخلية ، وقوة الجملة والدهشة .والتعبير عن الحداثة وما بعدها ..
——-؛؛؛؛؛؛؛؛———-
**”في ماهية العنوان “
للعنوان أثر كبير في جذب المتلقي لقراءة النص ، وله دور كبير في فهم النص ومحاولة تأويلة ،وفك شفراته ، واستكناه مضمونه .
لهذا أفرد النقاد للعنوان مباحث عدة ، وجعلوه مدخلًا رئيسًا للنص ، بل اعتبروه نص مصغر يعبر عن النص الأصلي
ويعد الناقد الفرنسي “جيرار جينت ” في مقدمة النقاد الذين اهتموا بعتبات النص ومنها العنوان ” وجاء ذلك في كتابه
“عتبات النص “
وأصبح العنوان جزءًا من النص ، معبرًا عن كليته ، وأصبح
الكتَّاب المعاصرون يعطون للعنوان أهمية ، وعناية في الاختيار .
النص هنا بعنوان “عطرٌ خاص ” عطر خبر لمبتدأ محذوف وحذف المبتدأ للاهتمام بالخبر ..وخاص نعت ..
العطر في الوجدان الشعري العربي..هو رفيق درب الشاعر العربي ومكوناً أصيلاً من مكونات القصيد الجمالية والرمزية والفنية .
وللعطر مكانة عميقة في النفس منذ القدم ؛ فهو يمثل أكثر اللحظات الشعرية الأثيرة ارتباطًا بوجدان الشاعر والمتلقي على السواء. ..فنجد رائحة اللحظات، رائحة الذكريات، التي كانت دائمًا الأقرب والأحب والأكثر استحواذًاعلى المخيلة، ونصف أكثر المشاهد حميمية وولهًا وعشقًا برائحة العطر.

فنجد امرؤ القيس يذكر من محبوبتيه أم الحويرث وجارتها أم الرباب برائحة المسك الممتزج بالقرنفل:
كَـــدَأْبِكَ مِــنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْـــلَهَـا
وَجَـــــــارَتِــــهَــا أُمِّ الــــرَّبَــابِ بِمَأْسَــــــــلِ
إِذَا قَــــامَتَا تَضَـــوَّعَ المِسْــــكُ مِنْهُمَـا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القرنفلِ
فالعطر رمز الأنوثة والجمال ..
لكن الشاعرة هنا عنونت نصها ” عطر خاص “
هي تخطت عطر الجسد لتبحث عن عطر الروح ..الأنوثة في أوج كبريائها وتمردها ..على أن تبقى أسيرة الجسد والرؤية الشهوانية لها ..إنه عطر الإحساس بالكيان …سمو المعاني
خارج بوتقة الألفاظ ..
لهذا فإن العنوان مشوق مثير ..يدفعنا إلى الدخول في عالم الشاعرة لاستنشاق عطرها الخاص .
——-؛؛؛؛؛؛——–
من حيث الشكل والإيقاع “
القصيدة من حيث الشكل تنتمي لشعر النثر أو النثر الشاعري ؛ فهي لا تلتزم بوزن ولا قافية ؛لهذا فهي تتخذ الصورة الطريفة ، والتأثير الذهني الوجداني
وديناميكية الطبيعة ، وفلسفة الذات والأشياء ، والعلاقات المتداخلة غير المباشرة ، والجمل القصيرة المتناسقة ..
وسيلة لشاعرية النص ،
كما أنها تعتمد على الإيقاع ؛لإحداث موسيقى داخليه رنانة تستعيض بها عن الموسيقى الخارجية المتمثلة في الوزن والقافية .
والإيقاع : هوتكرار الأصوات بتتابع زمني ، وبوحدة منتظمة
واستخدام الجمل المتناسقة ، والاعتماد على التقابل ،والتصاد
والجناس ،والترادف ، والصور الوجدانية العميقة التي تنبعث من العمق الشعوري الداخلي، والذات المشتعلة ؛ لتتوزع على الطبيعة الخارجية .
فتكون عالمًا أسطوريًا يتخذ من الحركة ، والدراما المتصاعدة الهيكل البنيوي للنص .
ونلحظ ذلك في بداية النص حيث تقول الشاعرة :-
أملكُ عطرًا
يختلفُ عن عطرِ النساءِ
فهو ليس من ذاكرة الجسدِ
بلْ من سُلالةِ القصيدة
المعبّقةِ ببسمةِ الجناحِ
نلحظ هنا الاعتماد على الجملة..والإيقاع المتناغم
ونجد ذلك في قولها :-
شهيٌّ عطري لأنّه لغةِ السكرِ
مسكوبة في كؤوسِ الراح
ينادي بثورته جنونَ رجلٍ
تاه في توابلِه يلتمسُ به
وداعةَ القمر وخدَّ القمحِ
نجد أيضًا الجمل القصيرة المتجانسة .
والصور الكلية المعبرة عن الحالة والرؤية ..
فالشاعرة هنا تعتمد على الموسيقى الداخلية ،وعمق الإحساس ، لتؤثر في الوجدان والذهن .
** ونجد أيضًا استخدام حرف الحاء في نهاية بعض الأسطر والمقاطع ..مما أعطى موسيقى وعمقًا ؛فمخرج حرف الراء من أقصى الحلق
ويدل حرف الحاء على العمق الفكري الوجداني وعلى بعد الرؤية ..
ونجد ذلك في
“**وتحاكيني حمرةُ الأقاحي،
……..
يلفّني زنّارا من ثمارِ الأدواحِ
……..
مُتوردًا ببركةِ التفاحِ
………
من الأفراحِ والأتراحِ
……..
ولا همسات افتضاحِ.

——؛؛؛؛؛؛——–
**” من حيث اللغة والمضمون والتجربة الشعرية “
تستخدم الشاعرة اللغة الحية ، وتستخدم المفردة المعبرة عن الحالة ،تجمع بين السلاسة في اللفظ والجزالة والقوة في المعنى ..تستخدم تراكيب خاصة ..ولها قاموس لغوي يتسم
بالسعة والقدرة على التعبير عن تجربتها الشعرية ورؤيتها
فالشاعرة تصرح في بداية النص أن عطرها يختلف عن عطر النساء ….فالعطر واحد ولكن رمزيته مختلفة ..فهي ليست تبحث عن الزينة وعوامل الجذب ..لكنها تبحث عن السمو الروحي والفكري بعيدًا عن النظرة الشهوانية للجسد ..
فتقول :-
أملكُ عطرًا
يختلفُ عن عطرِ النساء
فهو ليس من ذاكرة الجسد
بلْ من سُلالةِ القصيدة
المعبّقةِ ببسمةِ الجناح
عندما أنثرهُ أتحوّلُ
إلى بساطٌ من عسجدِ
تنامُ بين ذراعيّ بُحّةُ الناياتِ
وتحاكيني حمرةُ الأقاحي
فهي متمردة تهوى السباحة في فضاءات الأماني ..
تتوحد مع الطبيعة بصفائها ونقائها..لا تقبل سيطرة الآخر عليها أو التقليل منها ..ووضعها في دائرة الجسد ..
لذلك تقول :-
عطري له تاريخ المنحدرات
وعصورٌ غمائمُ غبطةٍ
يلفّني زنّارا من ثمارِ الأدواحِ
شهيٌّ عطري لأنّه لغةِ السكر
مسكوبةً من كؤوسِ الراح
ينادي بثورته جنونَ رجلٍ
تاه في توابلِه يلتمسُ به
وداعةَ القمر وخدَّ القمح
ألفُ حكايةٍ في عطري
كتبت
ألفُ روايةٍ من وشوشاتِ الجرارِ
حركة وتصاعد درامي مقابلات ..وحسن تقسيم ..
أثر الأنثى ..في ثنائية الروح الروح والجسد ..
ثم تختم قصيدته بقولها :-
عطري من قواريرِ أنفاسٍ
ولدت برئتي الشعرِ
تهب عليك شفاءً من سقامِ
تلاعبُكَ طفلَ وردٍ
جاء يختلجُ طريقه
لا يخشى غرقًا
ولا همسات افتضاحِ.
كبرياء الأنثى الشاعرة التي تصوغ القصيدة من عطرها
ويتنفس الشعر أنوثتها فيزفر عطرها شفاءً..وحياة ..
في براءة ورقة…وإباء ..
تكتب الشاعرة ذاتها ..فالنص يعبر عن وجدانها وفكرها وطبيعتها…فالنص ليس مجرد تجربة صادقة بل طبيعة أنثى
متمردة حالمة ..تجمع بين براءة الطفولة ونقائها ..وإعتداد الأنثى واعتزازها ..
——؛؛؛؛؛؛؛؛؛——–
**” من حيث الأساليب والصور “
اعتمدت الشاعرة على الأسلوب الخبري الذي يفيد التقرير والتأكيد ..مثل أملكُ عطرًا/يختلفُ عن عطرِ النساءِ
فهو ليس من ذاكرة الجسدِ/بلْ من سُلالةِ القصيدة
تنامُ بين ذراعيّ بُحّةُ الناياتِ /وتحاكيني حمرةُ الأقاحي
/عطري له تاريخ المنحدرات.
لكن الاشتعال الحقيقي داخل النص
هو التصوير الرائع الذي استطاع نقل الحالة والرؤية ، بدقة وجمال ، فنجد الصور الكلية والجزئية الطريفة ..
ممزوجة بالرمز ..فجعلت النص لوحة جمالية تعبر عن الشاعرة
حالتها النفسية وطبيعتها ورؤيتها ..
ونجد ذلك في :-
يختلفُ عن عطرِ النساءِ/فهو ليس من ذاكرة الجسدِ
بلْ من سُلالةِ القصيدة/المعبّقةِ ببسمةِ الجناحِ
صورة كلية منسوجة بسلاسة من وجدان الشاعرة تارة
ومن الطبيعة المنتسية بالعطر تارة أخرى ..
ونجد كذلك :-
إلى بساطٌ من عسجدِ
تنامُ بين ذراعيّ بُحّةُ الناياتِ
وتحاكيني حمرةُ الأقاحي
عطري له تاريخ المنحدرات
وعصورٌ غمائمُ غبطةٍ
يلفّني زنّارًا من ثمارِ الأدواحِ
توليد الصور ..وتنوعها لتعكس الحالة والرؤية لنتعايش
داخل النص ونتماس معه ..
ويستمر هذا التصوير حتى نهاية النص فتقول :-
تهب عليك شفاءً من سقامِ
تلاعبُكَ طفل وردٍ
جاء يختلجُ طريقه
لا يخشى غرقًا
ولا همسات افتضاحِ.
صور حية ديناميكية متحركة ..تلائم الحالة النفسية ..
جعلت النص يفيض جمالًا وعذوبة.
** وقد استخدمت الشاعرة المحسنات البديعية دون تكلف أو تصنع ..فساهمت المحسنات البديعية والصور الفنية في تناغم الموسيقى الداخلية ..
ومن ذلك التضاد في الأفراح الأتراح “شفاء ، سقام “
ونجد حسن التقسيم في
تاه في توابلِه يلتمسُ به
وداعةَ القمر وخدَّ القمحِ
وكذلك :-
يمسحُ بطيبهِ وجهَكَ
ويعزفُ بك وترا
من رقصِ الخواصرِ
في فمي نهاراتٌ بيضُ
..نجد كذلك استخدام الجمع مما أعطى النص عمقًا وموسيقى مثل :- النايات ،الأقاحي، المنحدرات ، عصور، غمائم ،وسوشات الجرار، الأفراح ،الأتراح ،همسات ،
——؛؛؛؛؛؛؛——-
“**تبقى من وجهة نظري :-
الاعتماد على الأسلوب الخبري حدّ من قوة ، كما الأسلوب الإنشائي يحرك المشاعر ويثير الذهن مما يجعل المتلقي أكثر تجاوبًا مع النص .
—-؛؛؛؛؛—-
قصيدة نثرية رائعة ، اتسمت بالشاعرية والصدق الفني .وعمق الدلالة والإيحاء والإيجاز ، ودقة التصوير وسعة الخيال، والتماسك البنيوي .
وطرافته، تشع بالحركة والتناغم الإيقاعي .يتماس معها المتلقي ويتاثر بها.
تتوافر فيها آليات شعرالنثر ، وتعبر عن الحداثة ،وما بعدها.
قصيدة معبرة رائعة حققت الإبداع والإمتاع .
تحياتي/ أسامــة نــور

التعليقات مغلقة.