في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 800 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..” ولا تنطق فيما لا يعنيك” -16
في جهاد الصحابة.. بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 800 ” عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي”..” ولا تنطق فيما لا يعنيك” –16
ثالث عشر.. سيرة عبدالله بن عمرو ونصيبه من التراجم: (من موسوعة رواة الحديث) ..
حادي عشر.. إبن منظور – في مختصر تاريخ دمشق.. نكمل..
عن حميد بن هلال قال: كان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: دع ما لست منه في شيءٍ.. ولا تنطق فيما لا يعنيك.. واخزن لسانك كما تخزن ورقك.
قال الشعبي: قيل لعبد الله بن عمرو وهو قاعد بالكعبة: إن كنت تريد أن تذكر فقد ذكرت.. وإن كنت تريد أن يشاع حديثك فقد أشيع.. حدثنا شيئاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعنا مما وجدت في خرجك.. فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه “.. وكانت راية عمرو بن العاص يوم اليرموك يحملها ابنه عبد الله بن عمرو.. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص على الميمنة بصفين مع معاوية..!
عن حنظلة بن خويلد العنزي قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمارٍ.. يقول كل واحد منهما: أنا قتلته.. فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفساً لصاحبه؛ فإني سمعت – يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول: ” تقتله الفئة الباغية ” فقال معاوية: ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو.. فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أطع أباك ما دام حياً.. ولا تعصه ما دام حياً ” وأنا معكم ولست أقاتل..
وقال عبد الله بن عمرو: كنت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء أبو بكر.. فاستأذن.. فقال: ” ائذن له وبشره بالجنة ” ثم جاء عمر.. فاستأذن.. فقال: ” ائذن له وبشره بالجنة ” ثم جاء عثمان فاستأذن.. فقال: ” ائذن له وبشره بالجنة ” قال: قلت: فأين أنا؟ قال: ” أنت مع أبيك “.
وقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” كيف بك إذا بقيت في حثالةٍ من الناس.. قد مرجت عهودهم ومواثيقهم.. وكانوا هكذا ” – فخالف بين أصابعه – قال: تأمرني بأمرٍ يا رسول الله؟ قال: ” تأخذ ما تعرف.. وتدع ما تنكر.. وتعمل بخاصة نفسك.. وتدع الناس وعوام أمرهم ” قال: فلما كان يوم صفين قال له أبوه عمرو بن العاص: يا عبد الله بن عمرو.. اخرج فقاتل.. فقال: يا أبتاه أتأمرني أن أخرج فأقاتل.. وقد سمعت ما سمعت يوم يعهد إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يعهد؟ فقال: أنشدك الله يا عبد الله بن عمرو ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أخذ بيدك فوضعها بيدي.. ثم قال: ” أطع أباك ” قال: اللهم بلى.. قال: فإني أعزم عليك أن تخرج فتقاتل.. فخرج عبد الله بن عمرو.. فقاتل يومئذٍ متقلداً بسيفين.. فلما انكشف الحرب أنشأ عمرو بن العاص يقول: (من الرمل) ..
شبت الحرب فأعددت لها … مفرغ الحارك مروي الثبجْ
يصل الشد بشدٍّ فإذا … دنت الخيل من الشد معج
جرشع أعظمه جفرته … فإذا ابتل من الماء حدج.. .. – قال: وأنشأ عبد الله بن عمرو: (من الطويل) ..
فلو شهدت جمل مقامي ومشهدي … بصفين يوماً شاب منها الوائب
عشية جا أهل العراق كأنهم … سحاب ربيعٍ دفعته الجنائب
وجئناهم نردي كأن صفوفنا … من البحر موج موجه متراكب
إذا قلت: قد ولوا سراعاً بدت لنا … كتائب منهم.. وارجحنّت كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم … سراة النهار ما تولي المناكب
كان عبد الله بن عمرو بن العاص في زمن عمر وعثمان بمصر يجلس يحدث.. وكان يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ” إنها ستكون فتنة عمياء صماء الراقد فيها خير من اليقظان.. والجالس فيها خير من القائم.. والماشي فيها خير من الساعي ” فلما كانت الفتنة التي كانت بين معاوية وعلي حضر عبد الله بن عمرو صفين فقاتل فيها.. فاستعمل معاوية بذلك عمرو بن العاص على مصر.. فلما ولي عبد الله مصر جلس ذلك المجلس الذي كان يجلسه في زمن عمر وعثمان.. فحدث كيف كان القتال بصفين.. فقال له رجل من أهل مصر: قاتلت؟ قال: بلى.. قال: والله لا أكلمك كلمةً بعد هذا..
عن عبد الله بن أبي مُليكة قال: كان عبد الله بن عمرو يأتي الجمعة من المغمَّس.. فيصلي الصبح.. ثم يرتفع إلى الحجر ويكبر حتى تطلع الشمس.. ثم يقوم في جوف الحجر.. فيجلس إليه الناس.. فقال يوماً: ما أفرق على نفسي إلا من ثلاثٍ: مواطن في دم عثمان. فقال له عبد الله بن صفوان: إن كنت رضيت قتله فقد شركت في دمه.. وأني آخذ المال.. فأقول: أقرضه الله هذه الليلة.. فيصبح في مكانه.. فقال ابن صفوان: أنت امرؤ لم توق شح نفسك.. ويوم صفين..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.