“لماذا؟” مقالات بسن القلم: حسين الجندي
التشويش على الحياة يجعلنا نحيد عن الهدف، أو يصل بنا إلى حياة بلا معنى،ويعبر بنا نهرا لا نعرفه لشاطئ به أناس لا نعرفهم،حتى يدفعنا ذلك إلى أن نكلم ذواتنا:
من نحن؟
ولماذا نحن هنا؟
وما هذا الذي نفعله؟
من هؤلاء الغرباء؟
لماذا تركنا أحبابنا؟
ماذا نريد إذا كانت لنا في الأصل إرادة؟
ما تلك الدفة التي أمسكنا بها؟
ومن وضعها في يدنا؟
لماذا نقسو على من نحب؟
ولماذا نحنو على من يؤذينا؟
لماذا نجلس ملتصقين بمقعدنا كأشلاء وعندما تأتي محطتنا لا نقدر على النزول؟
ولماذا ننزل دوما في محطة الغير؟
لماذا نبحث دوما عن رقم عشرين ونجعله من أولوياتنا ونترك رقم واحد واثنين وثلاثة؟
لماذا الابتسام الخاطئ في وجه الشخص الذي لا يستحق؟
ولماذا العبوس دوما في وجه من نحب؟
لماذا نتألم ونتوجع دوما أمام من يتحملنا ونلهب ظهره بما لا يطيق؟
ولماذا تضيع تلك الأوجاع وتُرْسَم البسمات أمام من يمتلك الزمام؟
لماذا تتسرب الحياة بالساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنوات بسرعة البرق الخاطف فيما لا فائدة منه ولا فيه؟
ولماذا تحبو كسلحفاة في تحقيق ما نرجو؟
لماذا لا تتوقف ألسنتنا عن كلام نوقن تماما بأنه بلا قيمة ولاهدف؟
ولماذا نمسكها جبرا عن كُلَيْمة في الصميم؟
لماذا نتمسك بالوهم وأصحابه؟
ولماذا نفرط في أهل اليقين؟
لماذا نصر على الزراعة في أرض الغير البور؟
ولماذا نصر على تبوير ما تحت أرجلنا من خصيب الأرض؟
لماذا نستمتع بالجهل وأهله؟
ولماذا تأتينا دوما غصة التعليم؟
لماذا لا نعبأ مطلقا بمصاب الغير مهما كان جللا؟
ولماذا نستوحش منهم ذلك إذا تبدلت الأدوار؟
لماذا لا نفكر إلا في أنفسنا في قوتنا ؟
ولماذا ننكر ذلك على الغير عند ضعفنا؟
لماذا نتلذذ بالهدم ونعاون عليه؟
ولماذا نهرب ونفر من حمل طوب البناء؟
لماذا نهتم بمن يتجاهلنا ولا يرانا؟
ولماذا نهمل من يذوب في هوانا؟
لماذا نحاول دوما التشبث حثيثا بما لا يخصنا؟
ولماذا نزهد بكل قوة فيما بين أيدينا؟
لماذا نهوى الصعود إلى مصارعنا؟
ولماذا نعاف الهبوط إلى مآمننا؟
لماذا لا نرى الحُسْن في الناس ولو كان ظاهرا؟
ولماذا تصر عيوننا أن ترى النواقص ولو كانت في حجم الأنملة؟
لماذا تصر قلوبنا على عدم الصفح بلا مقابل؟
ولماذا تنسى الإساءة بحجم الجبال إذا اشتمت رائحة المال؟
لماذا ندع حبات عقد الحب تنفرط؟
ولماذا نلضم بكل ما أوتينا من قوة عقد الكراهية؟
وبعد..
لماذا ندع التشويش يملأ حياتنا ويسيطر على تصرفاتنا؟
ولماذا لا نتمسك بالموجة الصحيحة والنغمة العذبة والتردد المواتي، حتى يعتدل مزاجنا وتَنْصَع فطرتنا ويستقيم مركبنا،ونرى نور الأمل، ونتمتع بنسيم النجاة..
لماذا؟!
التعليقات مغلقة.