موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة : سرحان … الجزء الأول … حسين الجندي

141

قصة حياة : سرحان … الجزء الأول … حسين الجندي

وضع سرحان البطاقة في ماكينة الصراف الآلي وانتظر نزول الراتب بفارغ الصبر، أخذه وهم بالانصراف، تحسس حافظته ليؤمن على وجود البطاقة داخلها، لم يجدها،ساوره شك في أن يكون قد ابتلعتها الماكينة،حاول إخراجها فلم يفلح، انتظر مجيء أي عميل آخر لعلها تخرج أثناء معاملته، ولكن لم يحدث، يبدو أنها سقطت داخلها..
توجه في لوع واضطراب إلى موظف أمن الشركة التي توجد الماكينة في محيطها، أخبره باستحالة إخراجها بدون موظفي البنك..
علم منه أنهم سيغذونها بالنقود في الثامنة صباحا، فعليه إذن الانصراف والعودة في هذا التوقيت..
فالساعة الآن تشير إلى الحادية عشرة مساءً..
ألح عليه أن يحاول إخراجها له على أن يعطيه مكافأة سخية..
ابتسم موظف الأمن في سخرية قائلا:
يا فندم أنا لست إلا فردَ أمن ولا علاقة لي بالبنك، حضرتك تفضل وعُدْ في الثامنة صباحا ومعك بطاقتك الشخصية وربنا ييسر الأمور..
عقد سرحان حاجبيه وأصابه الهم والغم وتمنى وقتها أن يمتلك مفاتيح الماكينة لا ليسرقها بل ليأخذ بطاقته وينصرف هادئَ النفس مرتاحَ البال..
ظل يتردد حول المكان ويلف ويدور لعل أحد موظفي البنك يظهر ويعطيه بطاقته ويكفيه شر التفكير..
و بينما هو كذلك وضع يده في جيب بنطاله بطريقة عصبية يكاد معها تمزيقه..
رباااه ما هذا؟!
البطاقة في جيبه وهو لايدري، والنقود أيضا، حقا فالنقود لن تخرج من الماكينة إلا بعد خروج البطاقة..
عادت إليه ابتسامته المفقودة، والتي سرعان ما تحولت إلى عبوس حاد، ليس هذه المرة لفقد شيء بل لفقد عقله ووسواسه اللامعقول..

نعم هو مريض حتما بالوسواس القهري الذي نغص عليه حياته وجعل من أصغر العكوسات التي تواجهه مصائب كبرى ومشكلات عضال..

كثيرا ما لام نفسه وعاتبها على إصرارها الدائم على أن تطمئن على كل شيء وأي شيء..
مواقف متعددة محرجة مرَّ بها جعلته مثار سخرية الآخرين، وربما اتهامهم..

فهو لن ينس أبدا عندما ركب الحافلة ذات يوم ليذهب إلى عمله، وتصادف أن ركبت بنت جميلة بجواره، وأخذ الوسواس ينخر كالعادة في عقله، وطالبه بأن يطمئن على محفظته، وعلى الفور وضع يده على جيب بنطاله الخلفي حيث تقبع، فاحتكت بدون قصد بفخذ الفتاة، نظرت إليه منزعجة، لكنه اعتذر لها بصوت منخفض:
أنه لا يقصد التحرش بها..
وأثناء سير الحافلة صرخ راكب :
حرااامي حرااامي..
قالها و رآه يهرب خارجها ليختفي وسط زحام المدينة..
بدأ الوسواس يأكله مرة أخرى ويوحي إليه بهاجس أن محفظته قد سرقها الحرامي..
عجبا فهو لم يتحرك من مكانه منذ أن استقل الحافلة فكيف لها أن تُسْرَق؟!
وبرغم بداهة الأمر وعقلانيته إلا أنه لابد أن يقطع الشك باليقين:
اطمئن على محفظتك، فلن تخسر شيئا، وبتلقائية شديدة وضع يده على جيبه فاحتكت مرة أخرى بفخذ الفتاة، وهنا صرخت :
هذا ليس معقولا، هذه قلةُ أدب، وسفالة، احترم نفسك..
ولا يخفى على أحد شهامة أهل البلد وتطوعهم في نصرة أي مظلوم خاصة إذا كان فتاة جميلة..
بدأ الأمر باللوم والتقريع من البعض ثم تطور إلى وصلة من التوبيخ، سرعان ما تحول إلى ضرب بكل ما تحمله أيديهم :
جرنال.. بطيخة.. دوسيه..
ناهيك عن خلع بعضهم لحذائه وتنفيضه على رأس سرحان المسكين الذي أخذ علقة لم يأخذها حرامي في حارة ولا حمار في مطلع..
ههه وهنا من الممكن أن نقول :
لم يأخذها سرحان في حافلة..
ههههه لم ينس هذا اليوم..

-يا سرحااااان يا عم اخرج (بقى أبوس إيدين اللي جابوك..
هعملها على نفسي وربنا..
إيه بتقول إيه؟! لسة شوية معقووول؟
أنت جوَّة الحمام من ساعة)
قالها أخوه عارف وهو يكاد يتميز من الحزق..
وفي الأخير أخذ يجري في الشارع لعله يصل إلى المسجد القريب في الوقت المناسب،لقد تولَّد لديه يقين لا يقبل الشك:
أن سرحان إذا دخل الحمام لن يخرج منه إلا بعد أن يطمئن أنه صار طاهرا مئة بالمئة، وهذا طبعا يجعله يعيد الغسل مرات ومرات..

هذا وقد يعود لسيارته المركونة في الشارع المجاور مرارا وتكرارا في الليلة الواحدة من أجل الاطمئنان عليها..

وياويلها نقوده التي تذوب عرقا في يديه من كثرة تكرار عدها..

لقد سمعهم ذات يوم يقولون:
فيروس كورونا يجب محاربته بالكحول ولبس الكمامة، ومن يومها والكحول ينتحر بسببه،والكمامة المسكينة لا تبارح وجهه..

حتى السباكة لم تسلم منه؛حيث يصر على إصلاحها بنفسه ولكي يتأكد من إحكامه لربط (صواميل) الخلاطات يظل يربط ويربط حتى تتحطم في يديه ضاربة للمياه في وجهه، وقتها قذف المفتاح الفرنساوي من يده لاعنا اليوم الذي قرر فيه القيام بدور نجاح الموجي في أهلا بالسكان (خليل هتسلك) لكن من الواضح أنها سلكت منه خالص..

لقد صارت حياته عذابا في عذاب،مواقف لا حصر لها..
في البيت والعمل والشارع والمسجد والنادي وكل المناسبات..

حاول أكثر من مرة التخلص من وسواسه القهري ولم يفلح..

أخيرا…

استمع للقصة الآن

التعليقات مغلقة.