رسالة الميلاد
بقلم المهندس أسامه أنيس
يشتد برد الشتاء القارص … صقيع وأمطار وثليج … كل المخلوقات تختبىء فى أكنانها حتى الهواء وكأنه يريد أن يتدثر من نفسه … أصوات الطبيعة تعلي صرخاتها المرعبة فتطغى على كل شىء … صفير الهواء الصارخ وحفيف أوراق شجر أثقلته الأمطار … الكل خائف متربص حذر … العالم غارق فى ظلمات أقلها الجهل لا يشقها إلا ومضات برق تذكر الدنيا بالأمل والنور ثم دوى مدافع الرعد وكأن الطبيعة قد أعلنت الحرب
وسط هذا أطلقت العذراء صرخات طلقها ومخاضها فأصطفت الملائكة … أطلقت صرختها الأخيرة فتحررت من حملها وخوفها … وتحتضن وليدها
أخيراً جاء المسيح المنتظر
هذا الحمل والميلاد العبقرى المعجز الذى ألزم الكون الصمت وألتزم … هذا القادم يحمل النور والمعرفة والأمان والسلام والمحبة … هذا الميلاد الذى سجله الله فى القرآن
فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً (24) ….. سورة مريم
هذا الذى مسحه الله فكان وحده من بين كل من مُسحوا “المسيح” … يجمعنا بمساجدنا وكنائسنا وبقرآننا وأنجيلنا لنتوحد ونصطف مع الملائكة
صف واحدٌٌ … نبينا محمد ونبينا المسيح عيسى أبن مريم بيننا … ومعنا كل مسلمى ومسيحيى هذا الوطن لنرفع رايات النور والسلام فى وجه كل أعدائنا …
سنعلن الليلة – ليلة عيد الميلاد – للعالم ولعدونا أننا وإن أردنا الخير والسلام ، فنحن نعرف كيف تكون الحرب وكلنا نحب الشهادة تحت رايات “لا إله إلا الله” وأغصان الزيتون … وتحت أسم مصر
التعليقات مغلقة.