تـاج العُــلا كلمات /بشير أبو سالم ” إلى الرفيقة الغالية زوجتي”
(١)
أتــاني الشـــعر مبسـوط الجبـــينِ..
ومنــه يفـــوح عطـــر الياسمـــينِ.
(٢)
يقـــول ألـم يحِــن دور القــوافي..
لنرســـم لوحـــة الحـب الدفـــينِ.
(٣)
فقلــــت لـــهُ بـلـى، واللهِ إنـــــي..
لمنتـظـــرٌ قدومــك مــن ســنــينِ.
(٤)
وكـم هَــمَ الفـــؤاد على اشتيـاقٍ..
بنقـــش حروفـــها فـي كــل حينِ.
(٥)
وإن مشــاعـــري تحتــــاج فنـــًـا..
يليـــق بقـدرهـا العــالي المكــينِ.
(٦)
وجــدتُ الشـــعـر منسـابًا إليـــها..
وفيــاضًـــا بــهِ كــــــل الفنــــونِ.
(٧)
وإني الآن حــــين كتبــتُ عنـــها..
أرى الأنفـــاس منــها تحتـــوينـي.
(٨)
فأشعـر بالحـروف وقـد تلاشـــتْ..
وحَــــلَّ محلـــها نــــور العــــيونِ.
(٩)
وقلبـي فـي هــواها مـثل بحـــــرٍ..
تَراقَـــصَ موجُـهُ حــول السفــينِ.
(١٠
وإني حيثـــما ولَّيـــــتُ وجـــهى..
أراهــا عـــن يســـاري أو يمــيني.
(١١)
ومـــن بـــــردٍ شــديدٍ أرتـديهـــا..
فتحتضـــن الفــــؤاد وترتـديــني.
(١٢)
يقـولـون الـزواجُ كمثـل سـجـــنٍ..
ستلــقى بعــده رَيـــــب المَنُـــونِ.
(١٣)
فعـــش حُـــرَّا طليــقا دون قــيدٍ..
فقلـــت لهــم دعُــوني بالســجونِ.
(١٤)
فما أحـلى القـــيود بحضن قلـبٍ..
أرى فيــــه الحــــــياة فهنئــــوني.
(١٥)
هـي البســتان تُهــدي منـه قلـبي..
بـرمَّــــــانٍ وزيــتـــــونٍ وتـــــــينِ.
(١٦)
وقـــد أهــدت فــؤادي زهــرتيــها..
فكان الطِـيب مـن أحلى الغصـونِ.
(١٧)
فعـود المسك من أنفاس”حمـدي”..
وعطـــر الورد يبـدأ مـن “حنــينِ”.
(١٨)
ومــن ثمـــراتهــا يمتــد عمـــــري..
بوصـل فــؤادهـا الحبــل المتــينِ.
(١٩)
وأنهــل من ضحى العينـين دفـئا..
كأن الشمـس تشــرق في عيـوني.
(٢٠)
وأســكن فـي الليـــالي مقلتيـــها..
فنعــــم المقلــتان مــع الســـكونِ.
(٢١)
فأنعـــم بالرفيـــقة مــن حَصـــانٍ..
ومـن عــونٍ، ومــن زوجٍ مصـونِ.
(٢٢)
ومــن سنـــدٍ ومـن قلـــبٍ وفــيٍ..
ومــن ســكـنٍ ومــن أمٍ حـنـــونِ.
(٢٣)
فكم عانـت على الأولاد حرصـًـا..
وتربيــــةً عــلى خـلـــقٍ وديــــنِ.
(٢٤)
وتـرعـى بيـــتها وتصــون زوجـًا..
وتلـك وصــية الهَــــدي الأمـــينِ.
(٢٥)
وتُرضِــي ربـهـــا لتقــيم صــرحًا..
على الأخلاقِ والحصن الحصـينِ.
(٢٦)
بترحــــالي تكــــون أبـًـا وأمَّــــا..
وفي حِـلّي أرى خـــير المعــــينِ.
(٢٧)
تشــاركني السـعادة في سـروري..
وفـي حــزني تقــاســمني أنـــيني.
(٢٨)
فكيــف أكــون ذا شــأنٍ وقـــدرٍ..
إذا أهملـــتُ في الكــنز الثمـــينِ.
(٢٩)
حـيــاتي كلــــها أنهــــار حــــبٍ..
بهـــا ولهــا أعيـــش فصـدقـوني.
(٣٠)
فإن حــانـت وفــاتي ذات يــومٍ..
بســـاحتهـا فقــومـــوا كفنـــوني.
(٣١
وصَلُّــوا باثنتــــين بـلا ركــــوعٍ..
وفـي قلـــب الرفيـــقة أنزلــوني.
(٣٢)
أواسـي نبضــها من بعـد مـوتي..
لكــي لا تكــــرهَ الدنــيا بـدونـي.
(٣٣)
قلــوب المخلصـين تظـل دومّـا..
حـيــــاةً أو ممـــاتـًا فاعــذروني.
(٣٤)
وقـولوا كيفــما شئـــتم بشـأني..
وثـــوروا وانعتــونـي بالجـــنونِ.
(٣٥)
فإنـي فـي هــــواهـــا لا أبـالـي..
بما تبــدون مــن ســوء الظنـونِ.
(٣٦)
ويكــفـي أنهــــا مِــرآة عمـــري..
أرى نفســي بهـا عــينَ اليقـــينِ.
(٣٧)
كتــاجٍ للعُــلا هـي فــوق رأسي..
فتعـليــني ومــن بـأسٍ تقـــيني.
(٣٨)
هـي الدنــيا أعـيـش لهـا وفيـها..
أصـون بهـا مـع الإحصان ديني.
(٣٩)
هي الوطن الذي إن غـاب عني..
يسـابقـني إلى الشـكوى حنـيني.
(٤٠)
سـألـتُ الله يــوم الحشـر فوزّا..
برضــوانٍ لديــهِ وحــور عِـــينِ.
التعليقات مغلقة.