هذه الأرض لنا …بقلم عماد صالح.
أنتِ التي أحببتها وشكوتُ همِّي همِّي لها
وحسبتُ أنِّي في هواها عاشقٌ نالَ مناها
ومرَّ في عيني بيتُ شعرٍ كأنَّهُ عانقَ هواها
ومررتُ بها وأيام العمر هاربة تقصدُ يمَّها
أنا من أسكرهُ البعد وضناه
أنا النحيل فارقني ثوب العيش
وغارت شرايين الموت والحياة
ليِّنُ الحرف عطوف
يلمُّ بيدهِ ثمار حقله
وحمدُ الله على شفاه
ونمضي على رصيف الحكايا
ووعودنا تائهة في أزقة المدينة
هذه الأبواب لمن ؟
والنوافذ والشرفات لمن ؟
حدَّثتني ذات يومٍ مسنة في الحيِّ
عن نهرٍ كالوريد هنا
عن أشجارٍ كانت تتعانقُ هنا
عن المطر والثلج
والريح العتية
وعن طيبة أهل الحيِّ
وعن التاريخ
ومن كتبَ التاريخ يا جدتي ؟
أليستْ أيدٍ عربية ؟
يمنى ويسرى
سمراء وبيضاء
وحنطية
تخجلُ حجارُ الأرض
وسنابلُ القمح الكريمة
وتخجلُ الأسماء الكبيرة
من قاماتها الصغيرة
وأخجلُ أنِّي هنا
أحاولُ لملمةَ حروفَ قصتي
مع فتاة الحيِّ الجميلة
وكأنها البذور تنتظرُ تحت التراب
تتيمَّمُ عند بزوغ الفجر
وتجهشُ بالبكاء
تقيمُ الصلاة
وترفعُ الدعاء
خذني إليكَ أيها الحزن
مكبَّل اليدين
والأفكار سجينة العقل
وحدها الدمعة حرَّة
مثلما الشمس حرَّة
والأمطار حرَّة
على شواطئ الحلم
رستْ سفينة النضال
ثقيلة ومدججة
محفور على الفولاذ
تاريخ الصنع
والصانع العتيد
ومن أين أتوا بالخشب
وكيف طوَّعوا الحديد
كتبوا عليها بالخط العريض
الوطن العربي
وبقية الشعارات
براقة جذابة
وآلة عملاقة
تلتهم الأحرار
وتلفظهم عبيدا .
التعليقات مغلقة.