الإنفلات الثقافي مقال بقلم محمد فتحي شعبان
مدخل
المتابع لمجريات الأحداث يشهد بوضوح تمييعا لثقافتنا وهويتنا وذلك نتيجة للغزو الفكري وتأثير الأعلام تلك الحرب الضروس المخطط لها منذ زمن بعيد حتي يصل بنا الحال إلي تلك الدرجة .
ما هي الثقافة ؟؟
ليس هناك إتفاق شامل علي ما يعنيه هذا المفهوم ولكنه نتاج تفاعل العقل مع الطبيعة وتفاعل الأجيال البشرية
عرف إدوارد تايلور الثقافة بأنها ذلك الكل الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعادات الأخري التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع
يتميز هذا التعريف بكونه تعريفا موضوعيا خالصا فهو غير معياري .
أيضا تم تعريفها بأنها هي مجموعة المعرفة المكتسبة بمرو الوقت .
تستخدم أيضا كلمة ثقافة لوصف ممارسات معينة داخل مجموعة فرعية من المجتمع أو ثقافة فرعية أو ثقافة حضارة.
كما تم تعريفها بأنها نظام يتكون من مجموعة من المعتقدات والاجراءات والمعارف والسلوكيات التي يتم تكوينها ومشاركتها ضمن فئة معينة .
وتدل الثقافة علي مجموعة السمات التي يتميز بها أي مجتمع عن غيره .
هذه بعض تعريفات الثقافة ونستخلص منها أن الثقافة هي عادات وسلوكيات ومعتقدات واخلاق فئة معينة داخل المجتمع أو المجتمع أو حضارة .
تأثير الإعلام والغزو الفكري والثقافي
أحد البروتوكولات الهامة من بروتوكولات حكماء صهيون هو السيطرة علي الاعلام بكافة وسائله للسيطرة علي عقول الشعوب وقد كان وهذا أمر محسوس ملموس .
فمن ناحية المعتقدات قاموا بأحياء بعض العقائد والخلافات المندحرة فأحيوا عقائد الخوارج والمرجئة والمعتزلة وأحيوا
الخلافات المذهبية والعقدية واخلوا بعض العقائد التي لا أصل لها واسسو لأديان لم تكن من قبل كالقاديانية والبهائية إلي غير ذلك فأصبحت الأمة في خلاف وتناحر .
ومن ناحية الأخلاق والعادات والتقاليد فحدث ولا حرج أمر لا يكاد يخلو منه بيت اصبحنا مطموسي الهوية مقلدين لما تمليه علينا وسائل إعلامهم .
ومما زاد هذه الأمور سوءا إنتشار المحطات الفضائية وشبكة الأنترنت فصرنا اذنابا بعد أن كنا رؤوسا نستورد منهم كل شئ حتي وجوهنا .
القراءة يا أمة أقرأ
من المخزي أن أمة أقرأ لم تعد تقرأ إن نسبة الأمية التامة عدم القراءة أو الكتابة أصلا في الشعوب المسلمة تصل إلي ٣٧% في الشعوب المسلمة وفي تقرير إحدي الجامعات في عالمنا العربي أكد أن 72% من خريجي الجامعات يتخرجون دون أن يقوموا باستعارة كتاب واحد من مكتبة الجامعة .
تقرير …
نسبة الأمية في اليابان اختفت منذ القرن التاسع عشر ويلعب الكتاب دورا بارزا في حياة الفرد الياباني فمؤسسات النشر اليابانية تصدر 35000 عنوانا جديدا في كل سنة تقريبا.
معدل طباعة الكتاب في البلدان العربية والإسلامية لا يتجاوز 3000نسخة في المعدل العام ولا تنس أن عدد سكان الأمة الإسلامية والعربية أكثر من مليار إنسان
العناوين الجديدة لا تتجاوز 29عنوانا لكل 1000000 فرد مقارنة مع 726 عنوانا في البلدان المتقدمة كما نشرتها منظمة اليونسكو.
وبعد الأمر خطير جدا انظر حولك لتدرك إلي أي مدي وصلنا
صرنا في ذيل الأمم وفقدنا هويتنا فقدنا وجوهنا لنصبح بلا وجه .
التعليقات مغلقة.