موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة في قصة قصيرة ” لفحات أغسطس” للقاص المصري سيف بدوي بقلم: عاشور زكي وهبة

261

قراءة في قصة قصيرة ” لفحات أغسطس” للقاص المصري سيف بدوي بقلم: عاشور زكي وهبة

أولا: القراءة

ما بين دقات الشيخوخة والوحدة، وطرقات العوز إلى الأنثى يقع بطل قصتنا، وزاد عليها حرارة جو أغسطس لتشكل معا لفحات متلاحقة لهذا الأرمل العجوز في هذا الصيف القائظ.
من المعلوم أن الرجل بحاجة إلى الأنثى في سائر مراحل حياته، والأنثى بحاستها السادسة تدرك سطوة هذه الغريزة على الرجل، فتقوم بالطرق/الهبد على الحديد/الهون النحاسي وهو ساخن كسخونة أغسطس، والعجوز يحاول جاهدا وأد هذا الدق الحثيث على الدماغ بذكراه مع زوجته المتوفاة؛ لكن «الحي أبقى من الميت».
بحركات وئيدة يحاول العجوز التخلص من هذه اللفحات ما بين صعود إلى شقة الجارة الوحيدة ” صاحبة الهون الطارق ” هبوطا إلى شقته شبه المظلمة؛ لكن دون جدوى.
استخدم القاص مفردات ذات إيحاءات جنسية ليست خادشة للحياء: الهون ويده (مسماره)/ الوصف الدقيق لحركات وسكنات الست امتياز بدءا بأصابع اليدين المكتنزة/سمانة الساق/الساعد مرورا بالبطن… انتهاء بعبق العرق المتصبب سخونة وشغفا…
كل هذا زاد من قوة الطرق والعبث في مخ العجوز الأرمل الذي يكابد لفحات خريف العمر؛ لكن تنحل العقد بهبوط الست (امتياز) ب(مائدتها السماوية)! لتكون بردا وسلاما على قلب العجوز، تنهي حالة الحزن والوحدة والجوع المعدي والجنسي للعجوز الأرمل.
في الختام أقدم أرق تحياتي لصديقي المبدع سيف بدوي متمنيا له دوام التوفيق.
الخميس 15/9/2022

ثانيا النص :لفحات أغسطس

دماغه ثقيلة ثقل ذاك (الهون) النحاسي الذي لم تكف جارته عن الدق به فوق راسه حتى هرست مخه .. لم يكن مدركاً لحقيقة ما هو عليه ، أكان نوماً أم يقظة ! .. كل ما يدركه أنه حزين ، وأن هذا (الهون ) الذي يهبد السقف فوقه .. أرحم من تلك الذكرىٰ التي تتسكع داخل روحه بخطواتها الثقيلة بلا توقف . كمن ضل طريقه في متاهة . عليه إذن أن يتخلص من طرقات (الهون) في جمجمته أولاً .. ثم يفرغ لتلك الخطوات التائهة في مسارب روحه .

أنزَلَ ساقيه عن السرير الذي يبخ صهداً .. باسطاً صفحة قدميه على البلاط الرحيم ، ثم تشبثت يده بدُرج التسريحة الذي صار من الصعب إغلاقه منذ سنوات .. ونهض .

لم يَدَعْ لنفسه فرصة لأي تفكير أو تدبر أمر .. فتح باب شقته ، ثم تشبثت يده بعود الخشب الذي يكتسي به الدرابزين المعدني للدَّرَج .. وصعد لينهي أمر (الهون) ، حتى لو اضطره ذلك لأن يُمسك بيده الثقيلة و يهبدها- ولو مرة واحدة – في رأس الست ( امتياز ) . تجمد أمام باب شقتها المفتوح ، بينما كانت تجلس وسط الصالة شبه الفارغة، المفروشة بمشمع ذو وردات حمراء كبيرة وأوراق خضراء مفلطحة ، وقد اختفى كرسي الحمام تحتها اختفاءً مريباً ..مُحْكِمَة على طرف جلابيتها ما بين سمانة ساقها و أول فخذها .. ويدها ذات الأصابع المكتنزة المبرومة قابضة بعنفوان أنثوي على يد (الهون) الذي تهوي به فيرتج كل هذا الجسد تباعاً في ارتدادات تُسلِم بعضها إلى بعض ابتداءً من ساعدها فصدرها فبطنها فجذعها فساقيها .. لتستقر في نهاية المطاف إلى بلاط الصالة . رفعت رأسها و قابلته بابتسامة زادت وجهها ـ المتوقد ـ حُسناً ، وأفسدت ما انتواه وعزم عليه عزماً حين قرر الصعود إليها !

كانت قد هَبَّت واقفة حين رأته ، وأسرعت نحوه بقدمين حافيتين مستدقتين ، أما هو – والذي خَبِرَ فتنة خطو امرأة بقدم حافية – كان قد أُسقط في يديه حين استقرت أمامه بجسدها الذي ينز عرقاً تحت جلابيتها التي لم تعد صالحة لستر أي شيء !

كان لا بد أن يقول شيئاً .. أي شيء .. وإلا فلم يجرح ستر بيوت الناس في نهارٍ حارٍ كهذا .. تلجلج قليلا .. ثم طلب منها معتذراً ( تلقيمة بن ) ، فخبطت بكفها على لحم صدرها ثم أشارت بسبابتها إلى عينها ( من عيني .. حاضر ) كان يتفادى النظر إليها بعد أن استدارت تخطو بقدميها الحافيتين خطوات متعجلة نحو المطبخ ، لكنه نظر .. ورأي .. حتى اختفت .. ولم يبق سوى هو و ( الهون ) الذي يستقر في منتصف الصالة صامتاً ثقيلاً . حين عادت لم تجده ، فَخَطَت على البسطة ونزلت درجتين ونظرت من بين قضبان الدرابزين الحديدية لتجد بابه مغلقاً . كانت ساعة العصر قد انقضت .. وهو يجلس على طرف السرير بلا حركة منذ نزوله من شقة الست ( امتياز ) ، تطارده صورتها و مشيتها وعرق جسدها ، ثم مدد جسده على السرير .. مستسلماً لكل شيء بلا قيد أو شرط ، حتى غفا . ربما لم تكن سوى غفوة استغرقت دقائق معدودة .. أفاق منها على رائحة البن التي تتماوج من دكان “ابراهيم الجمل” تخترم جمجمته ونخاشيشه ممتزجة برائحة العطارة المعتقة المنبعثة من تلك الدكاكين الصغيرة كعلب الكبريت بسوق العطارين . كان حزيناً .. وحيداً ..و جائعاً .. انفردت به ذكريات تلك الأيام حين كان يتململ من نومة العصاري فيجدها جالسة بجواره وبيدها ورقة من الكرتون ( تُهَوِّي ) على جسده المدد وقد لوحته لفحات اغسطس .. ثم تبتسم له واضعة يدها تحت ظهره فيعتدل ، فتناوله كسرة الخبز الناشف ، المبلول بالماء ، وقد (حَنَّته ) بطبقة رقيقة من الجبن الأبيض المالح ، وعلى صينية المونيوم يقف منتصباً كوب الماء البارد ، و بجواره قهوته المرة في الفنجان الأبيض برسمة دقيقة لروميو وجوليت . يدرك أنها ليست هنا ، وان مثانته ستنفجر خلال دقيقة أو دقيقتين .. وأن عليه النهوض وحيداً بلا يدها .. والمرور عبر تلك الصالة الساكنة ، شبه المظلمة، نحو الحمام .. ليفك حسرته ، لكنه لم يفعل ، ولم يحركه إلا طرقات لحوحة على الباب يبدو له من وقعها أنها لم تكن لأول مرة ..

كانت الست ( امتياز ) تسد ضلفة الباب المفتوحة وبيدها صينية من الألمونيوم ، وقد استقر فوقها طبق تراصت به أصابع كفتة الجمبري المحمرة ، وبجواره فنجان أبيض برسوم دقيقة لروميو و جوليت ، و كنكة نحاسية يتصاعد منها بخار لطيف عَبِقَ برائحة بن ممتزجة برائحة جسدها .

من مجموعة : لفحات أغسطس (تحت الطبع)

saif_badawe

التعليقات مغلقة.