موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رفاق الدرب بقلم.. محمد كامل حامد

74

رفاق الدرب بقلم.. محمد كامل حامد


اضطرتني ظروف الحياة القاسية أن أستوطن هذا المكان، بين بقايا حياة ذابلة وأرواح هائمة تبحث عن مستقر لها، تسللت في جنح الليل، أعددت إقامتي البسيطة مما تبقي لي من أثاث متهالك، أرغمت نفسي على البقاء وانا أعاهدها على العودة القريبة، ضاقت الحياة بما رحبت أمامي، تراكمت الديون فآرقت ليلي، لم أكن الوحيد الذي يقتحم هذا السكون الآبدي، سبقني الكثير والكثير ممن طرقوا الأبواب التي لا توصد أبدا في وجه أحد.
صارت الحياة والعدم سواء، ألملم بقايا نفس متهلهلة وروح كسيرة، أغلق الباب لأواجه وحيدا الخوف الذي صار يلازمني، أقلب دفاتر الماضي بتفاصيلها ودفئها، أعود صبيا يلهو وحوله الآحباب.
أحتضن الوالد الذي سقط في غفلة، أستعيد الحياة في أحلامه المفقودة، أستند إلى ذاك الجبل الذي حملني صغيرا بين ذراعيه، أمضي في دروب غابت عن الحياة ولكنها متجسدة في ذاكرتي.
ببطء تمر الساعات، وفي ليلتي الثانية أتى بعض الزائرين لمسكني الجديد، وجوه كأنها عائدة من زمن بعيد مضى، نظراتهم تتعقّبني. ترحيبهم بقدومي يفوق تصوًراتي، نشأت بيننا علاقات صداقة متينة، استمرّت زياراتهم لشهور متتالية، أحاطوني بالدفء الذي لم أعهده من قبل، بثت قلوبهم الطمأنينة لروحي، شاركتهم حياتي الجديدة؛ متخففا بهم من هذه التلال الكئيبة التي تجثم على قلبي، بصفاء يسردون حكمتهم وأصغي لهم، تتسع صدورهم لما يجيش بداخلي.
علي قبر والدي وقفت متألما لفراقه، جالت بخاطري كلماته الرصينة، مازالت حكمته تنفذ إلى صدري، حولي أرواحهم التي لم تفارقني ليلة واحدة، تسري ابتساماتهم فتهوّن وحدتي، عانقتهم ورجوتهم ألا يفارقوني، فالحياة باتت بينهم أكثر أمانا، قبل أن انصرف لمحتهم يتسسللون إلى داخل القبور المحيطة، ينفذون رغم وجود الأقفال والأسوار، حاولت اللحاق بهم، ولكنهم غابوا عن المشهد تماما وتلاشت صورهم، جمعت ما تبقي داخلي من قوة، وفي هدوء تخيرت أحد القبور ورقدت..

التعليقات مغلقة.