موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

سرياليزم… بقلم عصام الدين محمد أحمد

377

سرياليزم


بقلم عصام الدين محمد أحمد


أغلق الحقيبة،أركنها جوار الدكة.
لم أقرر- بعد- وجهتي، ففي الذهن أكثر من مقترح.
ألم أقل لك- قبلا- أن للفراغ حيرته الشائكة!
أف..زبل الحمام المنثور فوق الدكة رسم فوق بنطلوني خطوطاً سريالية، وأضحي تبديله بآخر حتميا.
وما العيب في الخطوط السريالية؟ عموما القرية خالية ولن يراك أحد.
هديل الحمام ينغم الأجواء، الفروج ينبش الأرض، تخور الجاموسة المربوطة أمام الدار، وصدي نهيق حمار في الأفق.
مابال عيني تطرف الآن؟
أهش الفراخ، تثبت ولا تتحرك، الديك يستأسد ويكشر في وجهي.
لماذا لا تجرب التسكع؟
ربما تقدم علي زيارة مرسم صديقك القاهري!
أو لتركب طريق القرشي في الجبل الغربي.
وعلي ذكر القرشي فأن الناس يؤكدون أن أصدقاءه من الجن، في سالف الزمان دلوه على مخبأ الكنز، أقصد أنه استخدم الحيلة لمعرفة السر؛ بعثر اللبان والحبهان والمستكة والبخور فوق المجمرة، فطفقت الأدخنة معبأة القبو، اختنق القرشي، فقبله الجان قبلة الحياة، تلاءم ولم يفق مرهفا السمع ، فعرف من شجارهم مكان الكنز، ومن يومها والقرية تحاصر بيته بعيون جفاها النوم منذ شهر، جميعهم يؤجلون الري وتفليت الحشائش وتقليب التربة لحين مشاركته السر.
وها أنا منزو فوق الدكة لا أعرف ماذا أفعل.
أأفتش عن السرداب، وأستخرج التمثال؟
ويمكنك الصعود فوق السطح، تتسلق حزم الحطب لتطالع صفحة السماء.
لماذا لا تركب النجوم نجمة وراء نجمة؟
تبحث عن عالم جديد، لا تصدق قول علماء الفضاء فأدمغتهم فاضية!
طرقات تتوالي علي الباب، أجر لسان المغلاق، يزيق الباب، صديقي القاهري يزيحني من وجهه، يدلف إلي المندرة، لم يمهلني لحظة للترحيب به، جحظت عيناه علي بيوت العنكبوت المتراشقة في الزوايا، يُخرج من حقيبته لوحة زيتية، يصيح في حبور:
ما رأيك في عبقريتي؟
أنظر إلي اللوحة؛ ظلال سوداء، تتداخل معها بقع صفراء وحمراء، أشباح بنية وخضراء وبيضاء تنتشر علي الورقة، وطاولة هلامية التكوين تعتليها زجاجة، وبجوارها كأس، تخرج منه أبخرة، تضفي علي محيطها اللوني أهتزازا، تؤطر اللوحة قوالب زرقاء.
غامت عيناي في انثناءة صباح وهي ترفع الجرة فوق رأسها، وانحناءة جلبابها المزركش المصاحبة لقدها اللدن والراسم لعلامة استفهام متماوجة، ينزلق من يدي حبل الجاموسة التي تعب الماء في جوفها، تغمز لي بطرف لواحظها.
لماذا لا تقترب منها أو تنبسط هي في وقفتها؟
لماذا لا تنحت لها تمثالا وتضعه في محرابك؟
أتتوجس خيفة من أصدقاء القرشي؟
الجاموسة تبرطع، تجري، وأنا خلفها ألهث.
أيقظني من سرحاني بلكزاته الوبرية، ارتجفت علي حفيف اللوحة الساقطة، خشيت أن يندلق الكأس، وأن تتماهي الأشباح بامتزاج الألوان،وأخيرا نطقت:
التكتلات اللونية تصيبني بالقلق.
مازالت القرية مرابضة في دائرة حول القرشي، ورفيقي يستعرض تصاويره، وحقيبتي تنطرح أسفل الدكة، والفئران ترتع بين شكاير الأسمنت، انتفضت فجأة واقفا، فلاحظ صديقكم تهويمات زبل الحمام فوق سروالي، فارتفع صوته مهللاً:
ممتازة هذه التكوينات التأثيرية!
كفأت علي الخبر ماجوراً، لحست الرايب عن آخره ولم أدع لضيفي لحسة.
ألم يأن وقت الرحيل؟
ولمن أترك هذا الرفيق؟
ضجيج خارج الأبواب، تشعلقت بأسياخ النافذة، الفلاحون يمتطون الموتوسيكلات، يضيئون البطاريات، يمسكون أجهزة الريموت كنترول، يتصايحون في اللاسلكي، يرتدون فوق رؤوسهم مقاطف حديدية، ينتشرون وفق خطة محكمة، يجرجرون الجبل من قفاه، يقتحمون الكهوف، يفتشونها، لاشيء فيها.
يمتصون رماله بأشعة أزونية، يزهقون، يُلغون الشعاب، يقتطعون أطراف الجبل، يحولونه إلي برج، يحفرون في جدره الشبابيك، ينسون الجبل في قلب القرية، بعض الرجال يراقبون دار القرشي محتمين بأسوار البرج، والآخرون يغادرون الدروب قافلين إلي بيوتهم، صديقي يرسم في أوراقه الأغبرة والرمال.
تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.