القُدْسُ لَنَا …
الحبيب المبروك الزيطاري
القُدْسُ لَنَا
گَسِّرْ قُيُودَكَ يَا وَطَنْ
أَطْلِقْ جَنَاحَكَ فِي اَلْمِحَنْ
أَسْرِعْ فَمَنْ رَغِبَ اَلْعُلَا
سَبَقَ اَلصَّوَاعِقَ وَالزَّمَنْ
وَتَلا نَشِيدَ مُجَاهِدٍ
حَمَلَ اَلرِّسَالَةَ وَالْكَفَنْ
وَعَلَا صُرَاخُ دِمَائِهِ
وَسْطَ اَلْعُرُوقِ وَمَا سَكَنْ
أُذِّنْ بِثَوْرَةِ شَامِخٍ
فَقَدَ اَلْكَرَامَةَ وَالْمُؤَنْ
مَاذَا سَيَخْسَرُ بَعْدَهَا
فَالشَّعْبُ قَدْ دَفْعَ اَلثَّمَنْ
وَالْكَوْنُ أَصْبَحَ صَامِتًا
رَضِيَ اَلْمَظَالِمَ وَالْخَنَنْ
وَبَقِيتَ وَحْدَك صَابِرًا
صَمَتَ اَلْمُؤْذِنُ وَالْوَثَنْ
قَدْ حَاوَلْوْ تَدْجِينَنَا
جَرَحُو شِفَانَا بِالْرَّصَنْ
لِبِسُوا عِمَامَةَ نَاسِكٍ
وَالْخُبْثُ يَرْتَعُ بِالْبَدَنِْ
حَتَّى غَدَتْ أَصْوَاتُهُمْ
حَقّا مَصَبًّا لِلْعَفَنْ
خُطَبُ المَذَلَّةِ عِنْدَهُمْ
تَأْتِي بِرَائَحَةِ النَّتَنْ
وَتَلَوْا سَرِيدَة خَانِعٍ
صِيغَتْ حُرُوفا مِن وَهَنِْ
شُهَدَاؤُنَا سَقْطُو هُنَا
لَمْ تُبْدِ عَيْنُهُمُ اَلشَّجَنْ
بَلْ حَاولْوا تَخْدِيرُنَا
نَثَرُوا اَلْمَفَاتِنُ وَ القِيَنْ
نَصَبُوا شِبَاكّا حَوْلَنَا
رَفَضَتْ إِرَادَتُنَا اَلْحُقْنْ
وَ اهْنَاْ فَأَنْتَ مُحَصَّنٌ
وَ عَلَى تُرَابِكَ مُؤْتَمَنْ
وَهَبَ اَلْحَيَاةَ مُنَاصِرًا
مَا أَتْبِعَ اَلْكَرَمُ اَلْمِنَنْ
إِنْ كَانَ حَتْمًا مَوْتُنَا
ثَمَنُ اَلْكَرَامَةِ فَلْيَكُنْ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
التعليقات مغلقة.