موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

يوم في حياة مثقف مصري بقلم.. فوزي خطاب

302

يوم في حياة مثقف مصري بقلم.. فوزي خطاب

أي ذنب فعلت وأي إثم اقترفت حتي ألقى في طريق هؤلاء الذين يخالفونني في النهج والطريقة والأسلوب والتناول والرؤي والأهداف ، والغايات والميول والاهتمامات .لا شك أنه ذنب أعاقب عليه؛ فأنا رجل له طابع خاص وذوق خاص وميل خاص ومنهج خاص لخوض الحياة وتذوق الأيام وتناول الأشياء وتعاطي الأفكار، لا يشغلني ما يشغل الناس ، ولا ينال من يومي ما ينال من يومهم، فلا يشغلني الثراء قدر ما يشغلني الستر في ظل الاحتياج ،أحب الحياة وفقط، ووجودي المحض وسط النقاء والصفاء والبياض ، والبكور وساعات الفجر الأول، ونسمات الصبا ولحظات السكون والهدوء وصمت الأشياء والكائنات ومولد الصباحات الجديدة وانتقاء الرجال واصطفاء القلوب ،مفتون بالقديم مشدود إليه، مدفوع لكل مافيه ، أسير هواه ،تنازعني فيه نفس متمردة بين واقع مفروض وماض مرغوب ووجه رُكِب بالمقلوب ينظر للوراء علي جسد منطلق للأمام ، تستهويني الأطلال القديمة وبقايا الممالك الزائلة فأسير بين بقاياها أتأمل عبارات منقوصة وحكم مقصوصة ونمنمات منقوشة علي جدرانها. أكلم تلك الحوانيت العتيقة ذات الأبواب الخشبية المغلقة بفعل التراب وارتفاع الشوارع حولها وزوال مالكيها وانعدام أصحابها فأستحضر أيامهم الذاهبة وساعات اصطباحتهم وقيامهم للرزق إن هو قعد . أحب الموسيقي الهادئة الناعمة ، وصوت عبد الوهاب القديم والست أم كلثوم ومحمد قنديل وكارم محمود وعبده السروجي وليلي مراد وسيد مكاوي . أحب الأزهر والحسين والسيدة نفيسة وقبة الإمام، أغالب تعب قدمي في حذائي الضيق من كثرة المشي في عماد الدين وسليمان باشا وقصر النيل والأوبرا القديمة وضريح سعد وبقايا الأزبكية تٌحييني رائحة الكتب القديمة والورق .
‎الأصفر المعتق والمعبق برائحة شخوصها و كاتبيها وتأسرني حواديت الوراقين ومكاتبهم ومسامرة العارفين منهم بأصل الكتاب وطبعته والناقلين منه والناسخين عنه ، ترضيني جلسة قصيرة علي دكة خشبية بشارع الألفي أو كرسي خيزران علي مقهي أم كلثوم وكوب من الشاي مع سندوتشيين فول وطعمية من التابعي أو آخر ساعة قبل عودة سريعة بالمترو إلى حيث أريد ، حيث الصباح ؛ لألقى أناسا ليس بيني وبينهم نقطة التقاء أو شيء مشترك سوي مبني ومكتب ومجموعة أوراق.

التعليقات مغلقة.