موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الملك الضليل امرؤ القيس بقلم مدحت رحال

222

الملك الضليل امرؤ القيس بقلم مدحت رحال

( اليوم خمر وغدا أمر )
قاله امرؤ القيس عندما جاءه نعي أبيه .

وقصة ذلك :
أن امرأ القيس بن حجر الكندي قد طرده أبوه لاستهتاره ومجونه ، فهام على وجهه في أحياء العرب مع رفاق من صعاليك العرب ، يتنقلون ويشربون الخمر ،
حتى أتاه خبر مقتل أبيه وهو على ذلك ،
فقال للناعي :
ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا
لا صحو اليوم ولا سكر غدا
اليوم خمر وغدا أمر ،
فصار قوله هذا مثلا .
ولما أفاق من سكره أقسم أن لا يغسل رأسه ولا يشرب الخمر ولا يقرب النساء حتى يأخذ بثأر أبيه ،

ولكن من هو امرؤ القيس ؟
أبوه حجر بن الحارث ملك كندة ،
أمه أخت كليب والمهلهل الزير سالم التغلبيين ،
صاحب أشهر معلقة بين المعلقات
ّلقب بالملك الضليل ، وذي القروح ،

ويمكن أن نقسم حياة امرىء القيس إلى مرحلتين :
_ امرؤ القيس ، الفتى الماجن المستهتر
_ امرؤ القيس ، الملك الذي نفض رداء المجون ، ولبس لامة الحرب للثأر لمقتل أبيه
وحدد هاتين المرحلتين بقوله المشهور :
اليوم خمر وغدا أمر
فاليوم مجون
وغدا شؤون

كان يتهتك في شعره ، وهو من أوائل الشعراء الذين أدخلوا الشِعر إلى مخادع النساء ،

كان امرؤ القيس صاحب أشهر معلقة بين المعلقات المعروفة في الشعر الجاهلي ،
قالها في حبيبته / فاطمة بنت العبيد العنزية ،
أسوق أبياتا منها متجنبا بعض الأبيات الجريئة :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل

وأنكِ قسّمْتِ الفؤاد فنصفه
قتيل ونصف بالحديد مكبل

وبيضة خدر لا يرام خباؤها
تمتعت من لهو بها غير معجل

خرجت بها أمشي تجر وراءها
على أثرينا ذيل رهط مرحل

ويوم عقرت للعذارى مطيتي
فيا عجبا من كورها المتحمل

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة
فقالت لك الويلات إنك مرجلي

وعقر الناقة للعذارى لها قصة طريفة تصور مجون هذا الرجل وجنونه ، لا يتسع المجال لذكرها ،

ويقول في قصيدة أخرى ،
خليلي مرا بي على أم جندب
نُقض لبانات الفؤاد المعذب

ألا ترياني كلما جئت طارقا
وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

كان هذا حاله متنقلا بين احياء العرب وعلى مناهل الغدران مع رفقة من الصعاليك ، يشرب الخمر ويقول الشعر ويطارد النساء ، إلى أن جاءه نعي أييه فقال :
اليوم خمر وغدا أمر ،
وكان يومه غير غده

ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه ،
أوصى أبوه وهو في الرمق الأخير أن المٓلِك بعده من لم يجزع من أولاده ،
وكان امرؤ القيس هو ذلك الولد ،
وشمر لأخذ الثار من بني أسد ،

ويروى بأنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم يقال له / ذو الخلصة ، فاستقسم عنده بالأقداح ثلاث مرات ، وفي كل مرة يخرج القدح الناهي ،
فكسر الأقداح وضرب بها وجه الصنم وقال له كلمة فاحشة ثم قال : لو كان أبوك المقتول ما أعقتني ،

واستنجد بأخواله من بكر وتغلب وسار إلى بني أسد فاستأصل شأفتهم وقتل منهم عددا كبيرا ،
لدرجة أنهم عرضوا عليه أن يفدوه بمائة منهم ،
فرفض ،
فتخاذلت عنه قبائل بكر وتغلب ،
وقد رأوا أنه قد غالى في طلب ثأره ،

هنا بدأت مرحلة أخرى من التيه ،
فهام مستنجدا بالقبائل دون جدوى
فأطلقوا عليه لقب / الملك الضليل ،

انطلق إلى قيصر مستنجدا فأكرمه وقربه ،
ولكنه لم يقدم له ما يريد من عون لياخذ بثأر أبيه ،
وكانت في هذه الرحلة نهايته ،
يقال بأنه قد تم الدس عليه عند القيصر ، فحقد عليه وأرسل إليه جبة مسمومة ، وما إن لبسها حتى تسمم جسمه وتقرح ومات ،
ويقال ( واستبعد ذلك ) بأن الدسيسة كانت أن امرأ القيس قد توصل إلى زوجة القيصر ،
وتقول مصادر أخرى بأن القيصر لم يسممه ،
وأن موته كان لإصابته بالجدري ، فتقرح جسمه ومات ودفن في أنقرة ،
وقد سمي لذلك / بذي القروح ،

هذا هو امرؤ القيس ،
وقفنا معه وقفة مختصرة
وكان يستحق منا الوقوف طويلا لولا مخافة الإطالة والملل ،
ولعل أصدق ما نختم به سيرة الشاعر الماجن هو أن نقول
إذا جاز لنا ذلك :
إن أبا نواس كان امرأ القيس العباسي
وإن امرأ القيس كان أبا نواس الجاهلية
كلاهما كان ماجنا متهتكا فاحشا في شعره

التعليقات مغلقة.