حُبِّي إِليهِ في الـَّظلامِ ضِيـاءُ شعر محمـد إبراهيـم الفلَّاح
حُبِّي إليهِ في الـَّظلامِ ضِياءُ
وَأنا بِدُونكِ يا مُنايَ هَباءُ
قالوا عَنِ الحُبِّ العَذاب وَأقْسَمُـوا:
سِرُّ الوَبالِ عَليكَ حاءٌ باءُ
أهواكَ لا أدْري أسِحْـرٌ مَسَّني
أمْ أنَّـهُ قَدَرٌ عليَّ وَداءُ
شَتَّانَ بينَ الـَّظـامِئِ اللامُرْتَوِي
والمُرْتَوِي حُبًّا إليهِ دَواءُ
خَيرُ الهَوى ما كان عِنْدَ المُشْتَكـى
رغْمَ العَنا طُولَ الزَّمان شِفـاءُ
هذا الَّذي جَرَفَ البَلاءَ بِلَحْظِهِ
عَنْ صَدْرِ صَبٍّ رِيحُـهُ أنْـواءُ
واللهِ ما مَسَـحَ الدُّمُــوعَ بِكَفِّـهِ
إلَّا وَتِبْرٌ في الخدودِ مُضاءُ
لو أوْدَعُوني ألفَ قَبْـوٍ مُظلِــمٍ
فدُنُــوُّهُ والبُعْــدُ عَنهُ سَـوَاءُ
وَلَقَـدْ رَأيْتُ الأرْضَ تَرْثِي بُعْــدَهُ
تَبْكِـي كَواكِـبُ فَقْـدَهُ وَهَوَاءُ
لَكِنَّها كالرُّوحِ فيِّ وَما نأتْ
فأنا رَسُـولُ العِشْــقِ وَهْيَ حِرَاءُ
نَجْـرانُ وَالقُدْسُ الشَّـريفُ وَبابِـلٌ
فَتَّشْنَ عَنها كَي يُرَدَّ بَهاءُ
وَلَقَـد عَهِدْتُكَ يا زَمانُ تَقُـولُها:
“مَجْـدُ العُرُوبَةِ ما بَقَتْ حَوَّاءُ”
وَلأنَّني القَعْقاعُ في حُبِّي لها
لَحِقَتْ بِحَاءِ الحُبِّ عِندي رَاءُ
أنواء: جمع نَوء وَهي الرياح شديدة السرعة
تِبْر: سبائك الفضة قبل أن تُضْرب نُقودًا والذهب في لونه الأحمر قبل أن يُصاغ
لَحْظ: النظرة الحانية بطرف العَينِ
التعليقات مغلقة.