عبرات … شعر أحمد رستم دخل الله ..
فؤادي مُثقَلٌ هادرْ وعقلي مُتلَفٌ حائرْ
صدى الوجدانِ ينقلني إلى قعرِ الحشاالجامرْ
كأنّي في سرابِ غِوىً بلا ماضٍ ولا حاضرْ
أُغافلُني وأَحملُني على جُنْحٍ بلا طائرْ
أرى وجهَ الثّرى نَزِفاً عبوساً مُحزَناً صاغرْ
أرى فِتناً أرى مِحناً وجَهلاً يكسرُ الخاطرْ
أرى التّاريخَ مُعتَمِراً ملامحَ شيخِنا الخائرْ
وما رجلٌ أخو جَلَدٍ يقودُ شتاتَنا الخامرْ
ألا يا أمةً ذُبِحَت من استعمارِها الغادرْ
وظلّت رهن أخيلةٍ بِلا سقفٍ لها ساترْ
وما رشدٌ بلا صبرٍ وما عونٌ على الفاجرْ
ولا حبٌ بِلا أملٍ يُزيلُ خلافَنا الخاسرْ
وما لِصيامِنا فِطرٌ وما لِليلِ من آخرْ
ومافي أُمّةِ الحمقى سوى ضربٍ على الحافرْ
كما الأنعامِ يسبقُنا جَموحٌ بِالكلا غائرْ
وراعٍ بات يعرِفُنا كَ خوّانٍ ومُتآمرْ
فنحنُ صنيعُ فرقتِنا وعِزّتُنا بلا ناصرْ
يُمزّقُ شملَنا مَكِرٌ ويقصي دينَنا كافرْ
أما من فارسٍ صَلفٍ يُغطّي رأسَنا الحاسِرْ
ترى ألّا مُقامَ لنا ولا سيفاً لنا شاهرْ
تُرى قد غادرت قلمي مَعانٍ تُؤنسُ السّاهرْ
وتُشفي مَن بهِ وجعٌ وتَهدي الوالِهَ النّاظرْ
أما من شاعرٍ فَحلٍ يَقدُّ قميصَنا الفاخرْ
يرجُّ نسيجَهُ حتى نشمَّ دناءَةَ الماكرْ
سلامٌ من صبا بردى من الأحشاءِ والخاطرْ
لِمَن قالوا لنا حُبّاً تعالوا فالوفا عامرْ
لِمن صبروا على أملٍ وأبقوا حظَّنا وافرْ
لمن أعطوا وما شَحّوا بُعَيدَ دناءةِ التّاجرْ
شجوني ما لها قلمٌ يؤدّي دورَهُ السّاخِرْ
وخطبي لا يؤانسُهُ سوى تعويذةِ السّاحرْ
A, R, D
التعليقات مغلقة.