نطفٌ مشوهة… شعر د. ريهان القمري …اللوحة: Cain smiting Abel :Sebastiano Ricci and Marco Ricci

نطفٌ مشوهة… شعر د. ريهان القمري …اللوحة: Cain smiting Abel :Sebastiano Ricci and Marco Ricci

قابيلُ ردَّكَ يا أُخيَّ حُطاما
هابيلُ نادى في أخيهِ سلاما

“إني أخافُ الله” إذ تعلو يدي
فوقَ اليدين ولو حَمَلْتَ حُساما

نُطَفٌ وجاءتْ من معينٍ واحدٍ
فلمَ الخصامُ و ذا القتالُ ترامى ؟

هابيلُ آوته الجنانُ بقلبِها
قابيلُ عاش كميتٍ أعواما

نفسُ الجريمةِ كلُّ يومٍ بيننا
هذا ابن آدمَ لا يريدُ خِتاما

نُطفٌ تشوَّه خَلقُها و أصابَها
مسٌ من الشيطانِ صار سُقاما

تسري سموما في البطونِ و داؤها
أضحى وباءً يُسقط الأرحاما

من صُلبِ آدمَ هل نمتْ أجسادُها ؟
أم صلبِ إبليسَ الرجيمِ تنامى ؟

ما كان إبليسُ اللعينُ بمؤمنٍ
ماكان قسيساً و لا حاخاما

أبناءُ إبليسَ اللئيمِ تناثروا
لم يتركوا بين العبادِ وئاما

يتبادلون الفُحشَ في أفعالهم
بين الورى يتنابزون كلاما

صاروا كأفعى شاع صوتُ فحيحِها
في كل موتٍ تستلذُ طعاما

القتلُ و الموتُ البطيءُ طريقُهم
ويُوزعون السُّمَّ و الآلاما

قتلٌ بوأدِ الروحِ في أجسادِنا
يأسٌ يميتُ القلبَ و الأحلاما

قتلٌ بذبحِ الدمعِ في مُقلٍ رأتْ
سيفا يُقطِّعُ جفنَها و سهاما

القتلُ مسعاهم …وقودُ حياتِهم
يتلذذون بطعمِهِ أياما

قابيلُ عاشَ حماقةً أعوانُها
رفعوا لها الأنصابَ و الأزلاما

تسعى مع الأحقادِ كالدُّودِ الذي
في كلِّ دربٍ يستحلُّ حراما

مرضٌ يُشوًِهُ كلَّ روحٍ بيننا
و يُميتُها مثلَ الجذامِ تماما

حاشا لقلبٍ مؤمنٍ هذا الردى
حاشاه نورًا أن يكونَ ظلاما !!!

اللوحة : قابيل يضرب هابيل

Sebastiano Ricci and Marco Ricci

Cain smiting Abel