موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

نور .. قصة قصيرة بقلم أسماء عبد الراضي محمد قنا / مصر

280

نور .. قصة قصيرة بقلم أسماء عبد الراضي محمد
قنا / مصر

أخبرتني الطبيبة أنها ستكون ولادة سهلة، لا أدري إذا ما كانت صادقة، أم أنها لم ترغب أن تضيف إلى قلبي مخاوف جديدة؟ لكن ما أشعر به الآن يؤكد أنها ما قالت إلا ابتغاء طمأنتي، رحيم أيضا يفعل ذلك، يحاول أن يشعرني بأن كل شيء طبيعي، طبيعي تماما.
“هل يمكن ألا يقلق؟”
أمي كذلك ظلت تضاحكني حتى اللحظات الأخيرة قبل مجيئي إلى هنا، تحكي لي تفاصيل إخوتي باستغراق عجيب، تصنّع الهدوء واضح في طريقتها التي تقر بأنها تحاول إخفاء القلق..!
“هل لا أشعر بهم أنا؟”
اعتدت قراءة الناس عبر نبرات أصواتهم، أراهم من خلال كلماتهم دائما، أميز جيدا بين الهادئ والذي يفتعل الهدوء، بين المحب والمتملّق، بين الخائف القلق والذي لا يبالي.
تم تجهيزي لدخول العمليات، شعرت بيد رحيم تربّت على كتفي، وشفتاه تطبعان قبلة أخيرة على خدي، جاءني صوته هامسا:

كوني قوية كما عودتني، أنا هنا أنتظرك يا أميرتي!
وددت لو كان باستطاعتي تسجيل كل تفصيلة اليوم، تمنيت أن أصف لكم غرفة العمليات بكل ما تحويه، لكن أنّى لي ذلك؟!
بين يدي الأطباء الذين لا أراهم، تذكرتُ أياما خلت، أصبحت مجرد ذكرى ..
تذكرتني في عمر السادسة، يوم التحاقي بمدرسة النور والأمل، ولأن بيتي بعيد عن المدرسة، التحقت بالقسم الداخلي منها، لا يمكنني نسيان أول يوم لي هناك، كانت أمي قد صفَّفت لي شعري وضفَّرته ضفيرة طويلة، زينت نهايتها بتوكة حمراء جميلة اشترتها لي منذ يومين، جهَّزت حقيبة ملابسي وكل متعلقاتي؛ لأنني سأبيت خمسة أيام كل أسبوع في المدرسة.
بعد انتهاء أول يوم دراسيّ، ذهبتُ إلى الغرفة التي سأبيت فيها مع زميلاتي، فنادتني المشرفة، اصطحبتني إلى غرفتها، أمسكت بالضفيرة وقصتها فجأة دون أن تمهّد لي الأمر أو تخبرني بالسبب.!
وضعت يدي على شعري لأفهم ماذا حدث فقلت باكية:

فين ضفيرتي، فين توكتي؟
أعطتني الضفيرة بالتوكة، وهي تقول:

خدي ضفيرتك إحنا مش فاضيين نسرّح لحد.
منذ ذلك اليوم، توقف شعري عن النمو، أصبح لا يغطي سوى ثلاث فقرات من ظهري.
تذكرت خِطبةَ بنات العائلة الواحدة تلو الأخرى، حتى الأصغر مني خطبت وتزوجت، سمعت نحيب أمي المكتوم، حزنا على فتاتها الوحيدة.
“من ذا يقبل أن يتزوج من عمياء؟!”
حتى جاءني رحيم وأجاب عن ذلك السؤال، لا أحد يقبل إلا إذا كان كرحيم، أحببت حبَّه لي، خوفَه وحرصَه عليّ، بفضل أمي والأجهزة الحديثة أصبحت أتقن الكثير من أعمال البيت، وبوجود رحيم إلى جانبي أضحى كل شيء يسيرا، أضحى رحيم النور الذي أرى به العالم من حولي، يقول لي دائما كلما تحاورنا في موضوع ما
“أنتِ المبصرة يا أميرة ونحن الأكفاء!”
عندما أخبرتنا الطبيبة باحتمالية إنجابنا لطفل كفيف، بسبب عوامل وراثية، حاول أن يهون عليّ:

لا أريد أطفالا أنا، لا أريد سواكِ..!
صممت على خوض التجربة، من يدري؟ هل دخلوا في علم الله؟ هو مجرد احتمال، قد يكون وقد لا يكون.
عشنا تسعة أشهر في قلق، وضع الجنين في الأيام الأخيرة لم يكن مستقرًًا، واليوم جاءت اللحظة التي انتظرتها كثيرا، ترى هل سأتمكن من إسعاد رحيم بأن يصبح أبًا لطفل طبيعي، أم أنني سأضيف إلى همومه همًّا جديدًا.
بعد خروجي من غرفة العمليات، دخلت أمي، يخترق شهيق بكائها أذني، يلهج لسانها بحمد الله وشكره، تبعها رحيم، أسرع بإمساك يدي، قبَّل راحتها التي غرقت في دموع فرحته، وهو يقول:

ماذا سنسمّيه؟ كيف لم نفكّر في اسم يا أميرتي؟ كيف؟! تمّت

التعليقات مغلقة.