لحظة ميلاد بقلم خلود أيمن …مصر
وكأن تلك اللحظة كانت لحظة ميلاد بالنسبة لي حينما اكتشفت شغفي بتلك الموهبة التي حباني الله إياها ، فلم أَدَعْ الفرصة تتسرب من بين يدي وتذهب في أدراج الريح ، لقد استغللت كل لحظة في إفراغ مكنون صدري على تلك الأوراق التي أقابلها بمحض الصدفة حين تقع أمام ناظريّ أو تحت يدي ، سواء أكان ما أكتب خواطر نثرية ، مقالات أو أي نص يعبر عني ، عن شعوري أو شعور أي من البشر ويلمس قلوبهم ، يسكب بداخلها البهجة ويُحيل حياتهم لمسار جديد ، يبث بداخلهم بعض الأمل ، ينتشلهم من شعور الضياع أو التيه الذي قد يتحكم بهم ويسلب منهم حياتهم ، يؤرق أذهانهم ، فطالما كانت تلك الوسيلة هى ما تعبر عني ، أُفْضي بها عما يجول بخاطري فأشعر بأنني كطفل يتعلم الحَبو أو الكلام لأول مرة ويكتشف ذاته وقدراته التي حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ويحاول توظيفها بالشكل السليم الذي يتناسب مع تلك القضايا التي يطرحها من وقت لآخر ، لذا فالميلاد ليس مقترناً بلحظة خروج المرء للحياة وإنما يتمثل في تلك الفرصة التي تُسنَح له ذات يوم وقد يتمكن من اقتناصها إنْ لاحظها جيداً وتمكَّن من رؤيتها والتمحيص فيها قبل أنْ يفقد حماسه تجاهها وقد تتبدد قبل أنْ يكتشفها ويتوقع أنْ تُغيِّر مسار حياته للأبد ، فلا بد أنْ يكون المرء يقظاً ، منتبهاً حتى يتمكن من اكتشاف تلك الهِبات والمَلكات التي مدَّه الله بها وتوجيهها بالشكل الذي يليق به ويعود بالنفع على المجتمع بأسره دون أنْ يسعى وراء الربح المادي المُصاحِب لها …
التعليقات مغلقة.