رؤية الناقد الأكاديمي خضر أبو ماجد لقصيدة “مازال في القنديل زيت يحترق ” للدكتورة وجيهة السطل
مَازالَ في القِنديلِ زيتٌ يُحرقٌ …شعر د.وجيهة السطل
مَازالَ في القِنديلِ زيتٌ يُحرقٌ
مازالَ يومي بالمَحبَّةِ يُشرقُ
مازالتِ الأحبابُ تُرسِلُ عِطرَها
وسؤالُهم عني ندًى يترقرق
(هذا يَراعي صادحًا بحروفِه )
والكلُّ يُصغي إذ يَراعي يَنطِق
والقلبُ يُزهِرُ بالأحبَّةِ مورِقًا
ويقولُ ها هم أقبلُوا وتحَلَّقوا
جاؤوا إليكِ قلوبُهم خَفّاقَةٌ
وحُروفُهم تحنو عليك وتُغْدِق
يا طِيبَ ما جَنَتِ القلوبُ بنبضِها
دفئًا تذوبُ بِهِ فلا تتفرَّق
وعلى ضِفافِ الشعرِ هبَّتْ نَسْمَةٌ
كانتْ بها همَسَاتُ حُبٍّ تَصْدُق
ما أعظمَ الشّعرَ الجميلَ إذا بَدا
بالمُخلِصينَ روائعًا لا
تُسبَق
إنّي بصُحْبَتِكُم سَكَبْتُ مشاعري
وعزفتُها نَغَمًا بِكُم يتأنّق
فغدا الضياءُ على الربوعِ منارةً
والياسَمينُ شذًا بقلبي يعبَق
الناقد الأكاديمي خضر أبو ماجد
فصيدة بليغة من الكامل، مكتملة فنيّاً مبنًى ومعنًى ،تعبّر فيها عن سعادتها ،فيومها يشرق بمحبّة أحبابها، ويزهر قلبها بهم ،وهي مازالت تعطي ،ويصدح يراعها بأسمى عبارات المحبّة والاحترام والمشاعر الطيّبة اتجاههم، وهم يصغون إليها ،يتواصلون معها بشغف وحبّ .
وكان أسلوب التعجّب في قصيدتها غاية في البلاغة والبيان ،إذ بدتْ الشاعرة المبدعة مسرورة بشعر أصحابها الجميل فيها ،والذي يحمل مشاعر المحبّة الصادقة كقولها :
( يا طيب ما جنتِ القلوب بنبضها دفئاً . . . )(ما أعظم الشعر الجميل إذا بدا بالمخلصين روائعاً . . )
وحرف الرويّ ذو جرس موسيقيّ متناغم ،شدّ انتباهنا، وعند قراءة القصيدة بصوت مسموع، يثُبّتُ في ذهننا، وقد تكرّر في القصيدة كثيراً ،ولاسيّما في البيتين الأوّل والرابع، فدلّ على هندسة عجيبة في بناء القصيدة .
حفلت القصيدة بالصور الفنيّة الجميلة التي شرحت، ووضّحت المعنى، وأكّدته ومنها:( مازال في القنديل زيت يحرق ،يومي بالمحبّة يشرق ،سؤالهم ندًى يترقرق ،يراعي ينطق ،القلب يزهر ،حروفهم تحنو وتغدق، جنتِ القلوب دفئاً تذوب به،ضفاف الشعر ،نسمة كانت بها همسات حبّ ،سكبتُ مشاعري ،وعزفتها نغماً ،غدا الضياء منارةً ،الياسمين بقلبي يعبق. . . . . الخ) وهي صور موحية، فيها جدّة ،وتشعّ بدلالات غنيّة وكثيرة، وقد تلوّنت بمشاعرها ورُؤاها، وتبدو الشاعرة من خلالها فرحة ،سعيدة ،محبّة لأصحابها ،وهي صور منسجمة مع مزاجها ،وحالتها النفسيّة .
معتمدةً على التجسيد حيناً وعلى التشخيص أحياناً أخرى، واستطاعت نقل مشاعرها الصادقة الحارّة،وإقناعنا بها ،كما نقلت إحساسها، وعمّقته في أذهاننا .
القافية المطلقة : منحت الشاعرة مساحة إضافيّة للتعبير عن دفقاتها الشعوريّة ،كما منحت القصيدة انسياباً وإيقاعاً متناغماً عذباً .
القصيدة من الطراز الأوّل ،تراكيبها موحية ،ومعجمها الشعريّ غنيّ بالمفردات تلك المفردات التي جاءت مناسبة للمعنى ، وسادتها وحدة الانطباع ،وموسيقاها الداخليّة عذبة .
لاجفّ يراعك، أيّتها العبقريّة المبدعة ،نعم الوفاء لأحبابك .
دمت بخير وعافية ،تحيّاتي لك.
التعليقات مغلقة.