التنافس مع الذات بقلم .خلود أيمن
إن المنافسة صعبة في أي مجال كان خاصةً إنْ كنت تحاول إثبات جدارتك أمام مَنْ هم في نفس دائرة اهتماماتك ولكنها قد تكون أكثر جدوى إنْ كنت تنافس ذاتك ، تُثبِت لها أنك قادر على التطور نحو الأفضل ، سد كل الثغرات التي وقعت بها في الماضي ، إصلاح ذلك التلف الذي حلَّ بها وكأنها صارت كقطعة عفن لا تُجدِي على الإطلاق ، ليتك تعلم أن تلك المنافسة الشرسة مع ذاتك هي الأصلح والأجدر والأبقى لك لامتنعت عن إقحام ذاتك في تلك المعارك الخاسرة مع الآخرين طيلة الوقت ، لأدركت أن الوقت المُهْدَر فيها كان من الأفضل لك استخدامه في خدمة ذاتك والعمل عليها بالشكل الذي يجعلها في حال أكثر تقدماً من ذي قَبْل ، فإنْ غيَّرت البؤرة التي تنظر منها للأمور لأيقنت كم البلاهة والسفه الذي كنت تتعامل به مع ذاتك في الماضي بلا أدنى اكتراث بالمستقبل الذي قد تَخُطَّه بيديك إنْ كنت تملك خطة مدروسة تسير عليها بنمط مضبوط إلى حين تحققها بمشيئة الله وبفعل جهودك الجبارة التي لا تتوقف البتة ، فبهذا ستكون إنساناً ناجحاً رابحاً في كل أمور حياته لا يتذوق طعم الخسارة مطلقاً بفعل تركيزه فيما هو مفيد ، مُجدٍ ، غير آبه أو ملتفت لتلك التفاهات والترهات التي يركض وراءها الجميع بلا أي تفكير فيما هو قادم فيضيع حاضرهم كما يضيع مستقبلهم أيضاً بلا تحقيق أي إنجاز يُذكَر ، وتلك هي الغفلة التي لا بد أنْ يبتعد عنها الجميع وألا يسقطوا في براثنها المُوحِشة القاتلة حتى لا تفتك بهم وتُنهِي حياتهم بلا طائل ، فعلى المرء أنْ يفكر جيداً قبل الشروع في أي أمر كان ولو كان مجرد فكرة تنبثق بذهنه فيحاول تنفيذها أو خُطة يضرب بها خِصمه وهذا من أسوأ ما قد يفكر فيه فهو يُدمِّره قبل أنْ يُحطِّم الآخر ويهدم حياته ويُفقِده عنصر الثقة حينما يفقد ثقة الجميع وتهتز صورته أمامهم بلا قدرة على استعادة وضعه السابق ، فعلى الجميع أنْ ينشغل بذاته فقط دون تسليط الضوء على الإيقاع بالآخرين بأي طريقة كانت فهذا هو سبب الفشل والشقاء المُلْحَق بالجميع …
التعليقات مغلقة.