معاوية وظل الناقة بقلم مدحت رحال
لست من أرداف الملوك
ولكن انتعل ظل الناقة
معاوية ابن أبي سفيان ينتعل ظل الناقة !!
تعالوا نسمع القصة من أولها ،
بعد فتح مكة .
وعام الوفود ،
الذي وفدت فيه القبائل العربية على المدينة المنورة أرسالا تعلن ولاءها لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
وتعلن دخولها في الإسلام ونبذ عبادة الأوثان ،
كان / وائل بن حجر الحضرمي ،
سليك أحد ملوك اليمن ، قد وفد على النبي عليه الصلاة والسلام فيمن وفد معلنا إسلامه .
ويقال إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بشر به أصحابه قبل قدومه قائلا :
( يأتيكم بقية أبناء الملوك )
وكان القادم هو وائل بن حجر الحضرمي .
رحب به رسول الله وأكرم وفادته وقرب مجلسه ودعا له :
( اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده )
وأقطعه أرضا واستعمله على الأقيال من حضرموت .
أرسل معه رسولُ الله معاويةَ ابن أبي سفيان ليدله على تلك الأرض ،
ولما لسعت الرمضاء معاوية وكان يمشي راجلا قال لوائل :
أردفني خلفك ،
وكان وائل راكبا ناقته ، فقال له :
لست من أرداف الملوك .
فقال معاوية : فأعطني نعلك .
قال وائل : لست ممن ينتعل أحذية الملوك ،
ولكن انتعل ظل الناقة .
وتدور الأيام ،
وتؤول الخلافة إلى معاوية ،
( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
وصادف أن جاء وائل إلى الشام وقد جاوز الثمانين ،
ودخل على معاوية وهو على كرسي الملك
فلما رآه معاوية عرفه ،
فقربه إليه وأجلسه معه ،
وفي رواية أنه نزل عن الكرسي وأجلسه مكانه .
ثم ذكره بالذي كان ببنهما وأمر له بمال ،
فأبى وائل أخذ المال وقال :
أعطه لمن هو أحق به مني .
وددت لو رجع بنا الزمان لأحملك بين يدي لِما رأيت من حلمك .
وفي رواية عن علقمة بن وائل أو والده قص عليه قصته مع معاوية وقال :
وودت لو رجع بنا الزمان لأحمله بين يدي .
لي تساؤل :
هل كان معاوية فقيرا إلى درجة أنه لا يملك نعلا ,
وأبوه هو أبو سفيان بن حرب زعيم مكة ومن كبار تجارها
وأثريائها ؟
ومهما قيل عن شح أبي سفيان ،
فمن باب الوجاهة ومظاهر الزعامة ما كان ينبغي أن يترك ابنه حافي القدمين .
ولكن ،
هذا ما روته كتب الأدب والتاريخ .
التعليقات مغلقة.