تحديق مقدس في النفس…نثر شاعري بقلم عبدالحميدالقائد – البحرين
ينحني كي يصعد إلى عالمِ الروح
أمام بواباتِ الحرم
يقفُ مذهولًا
من الضوءِ وهو يخترقه
يحيله إلى نهرٍ من الزعفران
الوجوه المتدفقةُ كالسيلِ في الطرقات
اللغاتُ وهي تنثرُ كلماتها على الأثير
المرتمينَ على الأرصفةِ بزادٍ قليل
الألسنةُ وهي تلهجُ بدعاءٍ عميق الأركان
العيونُ المحدّقةُ في البيتِ العتيق
جاؤوا هنا بحثًا عن أنفسهم التائهة
عن دفءٍ ينقذهم من السقوطِ الأبدي
كي يكونوا واحدًا لا اثنان
السماءُ هنا تتحدثُ لغة سرية
لا يفهمها غير السادرين في الخشوع
هنا تترك روحك وتمضي لكي تتبعك
تظللكَ من انهمارِ القسوةِ على الصدر
هنا ارضُ الصمتِ رغم الضجيجِ المفرط
صمتُ النفسِ وهي تبحثُ عن عنوان
لن تعودَ خالي الوفاض
سوف تتبعكَ المآذنُ والساحاتُ الرخامية
أينما يمٍمتَ دمك أو وجهكَ
تعود مغسولَا بالزمزم حتى دون ماء
يا أيها الغريبُ العائدُ من أرضِ التاريخ
توقّف لحظةَ وحدّق
في الأنوارِ وهي تغزو مَساماتك
وانظر عند عودتك من نافذةِ الطائرة بعمق العرّافين
ستخبركَ بالسرًِ الكُثبان
التعليقات مغلقة.