استغلال الأطفال بقلم.. خلود أيمن
لقد كان ذلك الصبي أشعث الشعر وقد استغل والداه تلك النقطة لاستدرار عطف الناس لإعطائه المال دون جهدٍ شاق ، فلقد أرسلاه كي يلتقط رزقه كما يدَّعون عن طريق التسول الذي كان المصدر الوحيد لاكتساب الرزق من وجهة نظرهم المُنحَطة ، فلِمَ تُشقِي ذلك الطفل الذي يجب أنْ يتمتع بحياته ويعيشها كبقية الأطفال وليس كلقيط أو متسول يسعى لجلب بعض الأموال الزهيدة من الأغنياء بمذلة وهوان ؟ ، لِمَ تَضطرَّه للشعور بالنقص والدنو بسبب تقصيرك وتهاونك في أداء دورك المُحتَّم عليك كشخص بالغ يدرك جيداً ما يقع على كاهله من مسئوليات كرعاية هؤلاء الأطفال بما يملك من قوة وصحة حباه الله إياها كي يعمل وينفق على مَنْ يعولهم ؟ ، فكَسبْ القوت من عرق الجبين إنما هو أمر يسعى إليه الكثير من البشر ويكونون في انتظار تلك المرحلة حتى يشعروا بأنهم قادرون على تسيير حياتهم دون اللجوء لأحد أو الاعتماد والاتكال عليه ، فالقوة البدنية يجب أنْ تُستَغل فيما يفيد ويُدِر المزيد من المال عليك وعلى كل مَنْ يحيطون بك وليس لادخارها وتعذيب الأطفال وتعريضهم للشقاء والجهد المضني الذي يفوق أعمارهم ويتجاوز قدراتهم ، فعلينا أنْ نعلم أن لكل مرحلة طموحات وأحلام ومميزات ، وعلينا أيضاً أنْ نَدَعْهم ينعمون بتلك الفترة قبل أنْ تطحنهم مشقات وصعوبات الحياة فيما بَعْد وألا نضعهم في تلك الظروف المُهينة التي قد تَحُط من قدرهم وسط زملائهم لمجرد التكاسل عن العمل أو عدم امتلاك الرغبة في البحث عنه مهما كان عملاً ضئيلاً ، فالأهم أنْ تنظر وترأف بحال هؤلاء الصغار فلم تجلبهم كي تُشقِيهم ولكن كي توفر لهم حياة كريمة هانئة بعيدة عن الذل والمهانة والفقر والمخاطر التي تحيط بهم من كل جانب في تلك البيئة المحيطة التي تزرعهم فيها في وقت باكر جداً عن المطلوب ، فهؤلاء الصغار نعمة سوف تُسأل عنها وتُحاسَب على معاملتك لهم وحفاظك على حياتهم من الشرور والأذى والمهالك ، فكن على قدر تلك المسئولية العظيمة التي حباك الله إياها …
التعليقات مغلقة.