الحب الحقيقي بقلم .. حاتم الغيطاني
الحب الحقيقي يكمن في العطاء بلا مقابل فالحب عطاء وليس كلاما أجوف فارغا بلا فعل… فهو عطاء لا ينتظر جزاء ولا شكورا
فلا تحلو الدنيا دون عطاء
سواء كان عطاء واجبا أو مندوبا…
ولذلك نجد من تخلو قلوبهم من الحب ماهرين مبدعين حذقين في فن اصطناع الأعذار للهروب من الواجبات أو المندوبات.. وهي استراتيجية و أسلوب الضعفاء، ولا أقصد الضعيف في بدنه، أو ماله، أو علمه، أو عزوته – فهي أعذار مقبولة – وإنما هو ضعف في النفس من جبن؛ فيلقي ما يحتاج إلى شجاعة على غيره من الشجعان…
أو بخل وشُح ؛ فيلقي ما يجب عليه إنفاقه على غيره من المنفقين…
أو كسل، و إيثار راحته؛ فيلقي ما يجب عليه من جهد على غيره من المجدين العاملين…
وهي أنوع من الطمع والأنانية ؛ لأنه تربى على فلسفة الأخذ فقط وعدم العطاء.. فهي متعته النفسية غير السوية.. وعندما يجد هذا الشخص من حوله يسكتون على أفعاله؛ يتأقلم معهم، ويألفهم، ثم تزيد أطماعه بسكوتهم عنه وعدم تقويم معوجه ويعتبر حقا مكتسبا لأنه نسيه كواجب… ولكن الكارثة بالنسبة له عندما يصادفه شخص لا يسكت عن حق ضائع له، أو لغيره فيكون بالنسبة له هو الصداع الدائم والعدو اللدود ؛ لأنه كشف له لثامه أمام نفسه مجرما ضعيفا تافها لا يعرف الحب إلا حب نفسه… وما أوجع هذا الإحساس لمن يحس !
والأوجع منه على أنفسنا أنه ربما لا يتأثر ،بل يجادل، ويصارع وربما يقاتل؛ حتى يحافظ على مكتسباته التي تعود عليها، ويعتقد أنها من حقوقه الأصيلة الثابتة، ويخاصم ويعادي كل من نازعه، أو حاوره .
وعلاجه بالمواجهة والمصارحة من الجميع فلا مجاملة، ولا مصانعة، ولاملاينة له؛ حتى يقنع بخطئه ويُقوِّم معوجه، ويعيش سويا في عالم الحب الحقيقي… يعطي، ويأخذ.. ويأخذ، ويعطي.. مثل بقية الأسوياء؛ ثم يتوج بتاج سيد القوم خادمهم .
فالحب الحقيقي عطاء بلا مقابل أو ثمن.
فتحية لكل إنسان… يطيع الله
وتحية لكل أم أوأب…. يعطي
وتحية لكل ولد…. بار بوالديه
تحية لكل زوج…. يكرم زوجته
وتحية لكل زوجة…. تطيع زوجها
وتحية لكل عامل….. يتقن عمله
وتحية لكل معوج…. يُقوِّم نفسه.
التعليقات مغلقة.