“المصحح” ….بقلم محمد كمال سالم
_ياللهول!
لا لم أقصد هذه الكلمة؛ أقصد ….
لم تباغتني الفكرة إلا عندما أصبحت عند مبنى الإذاعة المصرية في”ماسبيرو”، ولي من الأيام ماأحاول قدح ذهني لأجد فكرة القصة المناسبة لتسجيلها في برنامج “هذه قصتي” الشهير.
لايزال لدي وقت حتى أكتبها، ولكن أين؟ لا أريد أن أكتبها في “الأستوديو” ؛فأبدو أمام الناس كتلميذ بليد ساعة الإمتحان.
نعم…هذا أنسب مكان، على الكورنيش هنا في أقرب مكان لماء النيل ومنظره الساحر الذي يفجر قريحتي.
بسم الله
ياللهول!
لا؛لم أكتب هذه الكلمة، لا تكتب عني، لوحة المفاتيح تلك ( الكيبورد) تعتقد أنها تصحح ما أكتب!
إن ما قصدت كتابته:
كما بهلولأصبحت بفعل كل تلك الملابس التي أرتديتها وأنا ذاهب لصلاة الفجر، فنحو البين أقصد فنحن الآن في شهر يناير عز الصقيع، لست وحدي على هذا الحال، كل الرجال كما الأشبال أقصد كما الأشباح في طريقهم لصلاة الفجر في السماء لا في الشتاء.
لوحة المفاتيح هذه
ستصيبني بالجنون!
المهم: عند عودتي من المسجد؛ تشعبطت كتبت تعلقت؛ لاتشعبطت بالسياج الحديدي للمسجد ، ألتقط أنفاسي؛ فقد شعرت باختناق ودوار شديد، أحد أقراني في المسجد، وجاري في العمارة المواجهة لبيتي، قد جاء يشيعني بل كتبت جاء يتفقدني ؛ لايشيعني!
رفع غطاء سترتي عن وجهي:
_ حاج محمد؟
*نعم يا حاج أحمد، تقبل الله.
منا ومنكم، ماذا بك؟ هل أنت بخير؟ *ألتقط أنفاسي فقط وأشعر بدوار مريض قلب مثلي؟
*نعم، ويفترض ألا أتعب هكذا، بعد أن ركبوا دعامة تصحيح لشرياني.
لاهذا عادي، أنا أيضا الطبيب قال لي: إن الدعامة لها فترة نقاهة، لا بد أن تمر بها، ثم أضاف وهو يدس يده في جيبه: تأخذ قرص تحت اللسان ليقتلك
هل هذا معقول؟ هل سيقول لي الرجل هذا؟! قال ليسعفك ليس ليقتلك!
قلت للرجل:
*لا ياحاج أحمد، أخذته مرة واحدة وكاد أن يقتلني.
إذاً ؛ هيا توكأ عليَّ حتى أوصلك. *أتعرف يا جاري العزيز، كم انتظرته سن التقاعد هذا؟! يا لسخرية القدر! حلمت بالمتعة بفراخي_ بفراغي؛ فإذا بي أصبحت مشغولا بالذهاب للأطباء، بمشاوير مكوكية بين وزارة السحتة والتهميش الصحي وزارة الصحة والتأمين الصحي، بتحذيرات الطبيب من فرط الحركة؛ ياللمفارقة العجيبة!
حتى المسجد؛ قال فلتذهب إليه مرة واحدة في اليوم، وهذا من الصعب أن أقبله.
أنا أيضا ياحاج محمد، قضيت عمري في عمل شاق، حتى اللقمة كنت آكلها وأنا مستغرق في عملي، لم يمهلني الركض وراء لقمة العيش الحصول على متعة من متع الحياة، ولما تقاعدت قلت لنفسي، الآن أستطيع أن أستمتع بحياتي، أتفرغ لعائلتي، أن آكل مااشتهيته طوال عمري؛ ولم أستطع؛ فإذا بالطبيب يمنعني من تناول أشهي الطعام، وألا آكل غير المسلوق. *لا تبتئس يا حاج أحمد، ففي أيامنا تلك ؛وبفضل التعويم_ والثقافة الغذائية الحديثة، يستوي العليل والصحيح ؛ ولن يأكل أحد.
لم أكتب التعويم تلك بل كتبت التعليم التعليييييم!
ودعت الرجل إلى بيته، أنهيت وردي من القران الكريم، وأنا في طريقي لغرفة نومي، سمعت نفيرا متسارعا لسيارة إسعاف، هرولت نحو النافذة أتفقد الأمر، فإذا بالمسعفين يحملون الحاج أحمد لمثواه الأخير
كتبتوالأمر خطير؛ لم أكتب لمثواه الأخير، حسبي الله فيك أيها الهاتف أفسدت فرصتي في الحصول على قصة ناجحة، لا فائدة منك، سأرميك ألآن في الماء… برؤ برؤ برؤ
نعم ؛ يمكنك الآن إن تنطق الكلمات صحيحة.
التعليقات مغلقة.