قراءة انطباعية في ومضة قصصية للأديب المصري إبراهيم الشابوري
بقلم: عاشور زكي وهبة
أولا : النص
فطنة
استدعىٰ مفاتيح الماضي؛ أغلق أبواب الفتن.
ثانيا: القراءة
١.العنوان: فطنة
مصدر من فعل ثلاثي فَطَنَ، فطُنَ، فطِن. إن الأفعال الثلاثة توحي بالسداد والحذاقة /الحصافة /الحنكة / الحكمة /الرصانة ويقابل ذلك:الغفلة /الحمق/الجهل /الرعونة /البلادة/السذاجة والطيش. وشتان بين النقيضين.
٢.صدر الومضة
استدعى مفاتيح الماضي.
يتكون الصدر من مفردات ثلاث استدعى /مفاتيح / الماضى
الفعل الثلاثى (استدعى) يفيد الاستحضار لشيء غائب فإذا علمنا أن المستحضر هو {مفاتيح} لعصور مضت في طي التاريخ ومفتاح: اسم آلة على وزن مفعال وحينما يأتي الاسم في صيغة الجمع النكرة فهو يفيد الكثرة. ومفاتيح التاريخ الماضي عديدة يمكن أن تكون التراث الموروث/ العادات والتقاليد /القيم والأخلاق الدينية/ ﴿القرآن والسنة النبوية} /خبرات العصور المنصرمة لحكماء الأزمنة القديمة وكلها مفاتيح تركها لنا الأجداد لتكون نبراسا لنا وهادية للصراط المستقيم والطريق القويم وتحقيق مبادئ الخير والحق والجمال في الكون السعيد لتكون حياتنا جنة على الأرض هذا مايود صدر الومضة القصصية إخبارنا به. فماذا عن عجز الومضة؟
٣. عجز الومضة
أغلق أبواب الفتن
النتيجة التي أحدثها الاستدعاء لحكمة الأولين وخبراتهم وقيمهم القويمة لم تُستخدم مفتاح للغيب المستقبلي؛ بل مغاليق لأبواب الفتن المعاصرة أو الحالية التي أصبحت كقطع الليل المظلم تأتي إلينا من حدب وصوب تتداعى علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فتن عاصفة تزلزل الدول والمجتمعات الراسخة وتتصدع من هولها القيم الخلقية إذ تدعو إلى الإنحلال والشذوذ والإلحاد والكفر وتشيع القتل والتفكك المجتمعي والأسري باسم الحرية المنفلتة دون ضبط رشيد، ولا ربط حميد لأخلاقنا العربية والإسلامية الراشدة ومن الحكمة والفطنة الأكيدة أن نستخدم مفاتيح الماضي الحميدة لغلق أبواب الفتن العنيدة…
٤.المفارقة والإدهاش
التضاد اللفظي بين مفاتيح وغلق
وبين الماضي الظاهر والفتن ظاهرة وباطنة
وجاءت مفردتا مفاتيح وأبواب جمع نكرة لتعددها لدينا وجاءت مفردة الفتن مُعرفة لأننا نعاصرها ونعاهدها ماثلة أمام أعيننا تناطح وتقاتل من أجل القضاء على قيمنا وتماسكنا واتحادنا في مجتمعنا وثقافتنا الإسلامية الحكيمة ومن الحكمة والفطنة أن تكافح كل أشكال الفتن التي تحجب فطنتنا وتزيلها لتسود فتن الجهل /الغفلة/ الرعونة /الحمق إلخ
والفطن من ينجو باعتصامه بحبل الله المتين وسنة النبي الأمين كما قال:
{تركت فيكم ماإن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب وسنتي}
الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
فمن باب إيماني وتطهري يجد الوامض ترياقا ناجعا للفتن في التمسك بحكمة الأولين وفطنتهم وئدا للفتن المحدقة ودرا للمفاسد الحالقة للدين والمحرقة للدنيا ومن عليها والدنيا ماهي إلا باب للآخرة والمؤمن كيس فطن وهو أيضا من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والفتنة يرادفها معان كثيرة نذكر منها: الإثم /الإختلال /الإضطراب / البغضاء / الثورة / الجمال الفاتن /الجنون /الخبل /السحر/الشحناء/ الشغب /الضلال إلخ
ومن أكثر مضادتها شيوعا
الأمن/الأمان/الإيمان/الإرتياح /الحصافة/التعقل/الرزانة/ السكينة هذا يعني أن الفتنة مضادها الفطنة.
ولي ومضة في نفس السياق:
نقمة
اختفتِ الفطنة؛ احتفتِ الفتنة.
فاللهم جنبنا الفتن ماظهر ومابطن إنك على كل شيئ قدير.
في الختام أحيي صديقي الأديب المبدع ابراهيم الشابورى متمنيا له دوام التوفيق.
الثلاثاء ٢٠٢٣/١/١٠
التعليقات مغلقة.