قصة للنقد: صندوق اللعب للقاصة مايسة إبراهيم إمام

تحية طيبة أصدقائي الأعزاء:

ما رأيكم لو بدأنا بعد المسابقة بنص قصير، هو آخر ما لدي من عندكم، فمن أراد أن يضع نصا له في ميزان السادة النقاد، أو في ذائقة السادة القراء الرفيعة فليرسل لي على الخاص.

أسعد الله أوقاتكم كلها مع ألأستاذة جيهان الريدي

إليكم النص

صندوق اللعب

---

حدثني صندوق اللعب : يَاأَنْتِ ياذات الحب الفاخر العريق يَاأُنْسِي مالى أرى غيما بعينيك يُؤْذِن بهطول المطر؟! يَاأَنْتِ أين ما كان بيننا من أحاديث السمر ؟! ترتشف السعادة فتترنح رأسا وترتج خصرا ؟! أين القهقهات التي تُدَغْدِغُ أنحائي ؟! وتلك اليد الْبَضَّة التي فاض ربيعها بالحياة تلتقط أبنائي ، تنتقي منهم من يرافقها جولة اللعب اليوم ؟! ويأمل كل منهم أن يصبح بيديها مَعْنَى ومَغْنَى سقطت أمطاري بجدارن الصندوق ، فتجعد شبابها الْفَتِيُّ وتكشفت عَورَة شيخوختها الكريهة حينئذ أدرك أجوبة تساؤلاته تمت

أ. بيان ميان

“صندوق اللعب”عنوان شهي يفتح شهية المكان للاحتفاظ بأسرار الطفولة،ويُلْمح لرغبة التملّك والاستقلالية،مكان آمن للاحتفاظ بأشيائنا الثمينة بما فيها ذكرياتنا..الصندوق مكان مغلق كقلوبنا
لايعلم مافيه إلا امتلكنا مفتاحه..
(اللعب)مرحلة زمانية تشدنا إليها الذاكرة
تحمل في طواياها سعادة البساطة والفرح بأشياء زهيدة..ظلال تفيئ إليها النفس المتعبة بثقل السنوات لاستحضار الماضي الخالي من الأعباء..قد لاتكون الطفولة بوزن ماتحمل اللفظة من معنى..لكنها على الأقل تحمل نصيبها من البراءة وحسن الظن والأمل والنشاط والرغبة..
صندوق الطفولة ليس متخيّلا نفرّ إليه من
الظلمة والمجهول..بل هو ذواتنا التي لاتكبر ولاتنضج..ولاتفتح مواجهاتها لصراع الحياة عندما لايفيد العمر في شيئ ولايعدو أن يكون إلا ركاما من السنوات
ولاعجب فالطفولة تحل مشاكلها العصية
بسهولة وتتكيف مع واقعها بمرونة..
ثم يأتي الصوت من أعماق الصندوق منبعثا من الماضي،محمّلا برسائل اللهفة والشوق مستطلعا أخبار الحاضر،متفرّسا في الملامح ولايرى غير الدمع ملء المآقي..وغصص في الحلق تمنع الصوت من المرور..وشجن ثقيل أوهن الأوصال وفي محراب الذكرى تنثال السعادة والصخب والقهقهات والتنافس بين الإخوة على يد الأم وصدرها..من يظفر بحضنها واهتمامها..تمتد يداها تتقرى الحقيقة حين راب الدمع عينيها فتاهت الرؤيا وغارت بين تجاعيد سطح ذلك الصندوق..وانهمل الدمع يروي أخشابه
بلا جدوى لتسفر غمائم الروح عن هول الفراغ والوحدة والهموم وفاجعة الخواء والغربة عن الذات هي الحقيقة المرة التي ينطق بها الواقع..
سرد قصصي وجيز ،امتلك مفتاح النفس وخاض تجربة الاكتشاف والقراءة في الملامح..ليوجز رحلة الإنسان ورحلة الحياة الكامنة في صناديق القلوب
وتكشف عن المتواري بفنيات القصة الجديدة التي استغنت عن العبارة بالإشارة..وعن السرد الطويل بالفلاش باك
أو الإضاءة الاسترجاعية التي توضح الرؤيا والمصير في الزمن الاستباقي..أما البطلة فهي سيدة الأبطال كلهم ..وصانعة الحياة ..الأم وصفتها تغني عن اسمها ورسمها..
جميل ورائق هذا النوع الخفيف الجامع للفنون..ومبدع صاحبه بتمرسه فيه واتقانه لتقنياته..

أ. محمود حمدون

النص غارق في الرمزية, يحتاج لتأويلات كثيرة, مثل هذه النصوص شديدة الإيجاز تستعصى على التقييم السريع.

لكنه بحسب رأيي المتواضع, نص مبهر يجذب القارئ إلى بعيد, لا يردّه إلى واقعه بعد ذلك ردًّا حميدًا.. تحياتي للكاتب/ه

الكاتبة الجزائرية مليكة

النص جميل جدا يتمحور في كونه قصة قصيرة
بمعناها الاكثر من رائع يخفي في طياته ما لا يقرؤه
المتلقي يبدو كخاطرة مستوحاة من عالم طفولي
جميل بالتوفيق للكاتبة

أ. محمد الدليمي

نص جميل جدا مع الرمزية استمد قوته وعنوانه كان قطب الاستجذاب فهو يرى ما بين الذكريات والطفولة واستحضار السعادة لتطيب النفس بتلك السعادة ببساطة الاحتياجات وهذا بحد ذاته هو رمز القوة التي يستمدها الانسان لحياته كي يعيش مطمئنا تحيتي للاستاذ القاص

أ. طه هنداوي

أبدع/ت، قصة في غاية الروعة والجمال، بالغة العذوبة، ناعمة الملمس، فلاش باك لذلك الحنين من الصندوق، الذي يذكرها بتلك الفترة التي كانا فيها، ورقتها في التقاط أحد أبنائه/اللعب، كما أن الكلمات بنات الشفاة، والأفكار بنات العقل، و….، لكنه أدرك الإجابة ومنحنا إياها، ألا وهي الشيخوخة، لكنني أحيل ذلك الصندوق إلى حياتنا، فالزوجان كل منهما صندوق لعب للٱخرقبل الزواج وبعده بفترة يلتقط منه لعبه في رقة وحنان وسعادة، لكن الحياة الزوجية تتحول إلى خرس زوجي، لقسوة الحياة فتتجه الأنظار إلى صناديق أخرى، ويضيع كل منهما مفتاح صندوقه القديم، غير أن المفتاح واحد، وهو “كلمة”، فكتبت من واقع خبرتي في مجال علم النفس قصيدة عامية بهذا العنوان، ووضعت لها لحنا أغنيها ولست كذلك:

أغنية كلمة

ليه
عزيزة الكلمة
عندي
وبرضه
عندك؟

ليه تسوقي العند
فيّ

وأنا أعاندك؟

هو يعني عشان
كبرنا؟
وفتّح القطن ف
شعورنا؟
والبذور طلعِت
جوارنا؟
هل ده معناها
دبلْنا؟

ليه كسوف الشمس
جالنا؟
والقمر
خاصم
مجالنا؟
والنجوم
ناكرة
وِصالنا؟
احنا ليه للصوم
وَصلنا؟
طب راح افطر
قبل ما المغرب
ييجي لْـنا
والقضاء
مش مستحب.
قلبي
ع الكلمة دي
شـب.
شب فوق طراطيف
صوابعه
وكل شبّة يقول
يا رب.
صبّـك انت فـ قلبي
صب.
هي مش برضه الحقيقة
قلبك
انتِ
عندي
طب؟
طب يمين بالله
تلاتة
هاكتب الكلمة فـ
قصيدة.
اكتبيها فـ
أي قصة
علقيها فـ
أي قُصة

أبقى فارس
ع المِنَـصّة
وانت ست الحسن
جنبي.
جوّه قلبي
تستخبّي
أجري ادوّر فيه عليكِ
تكشفك أنوار
عنيكِ.
استغمّى بين
إيديكِ
وابدأ أجدل لك قصيدة
مطرّزة بمليوووووووون
باحبك.
..
..
..
هي كلمة.

24/9/2018

أ. مصطفى الخطيب

لايجوز قول شيخوختها الكريهه … لأن الشيخوجة لاتوصف هكذا فى الأطلاق …. ويعد ذلك تنمر

أ. فتحي محمد علي

معنى مبتكر وصور بكر أسست لبيان معالم تلك الشخصية في حقبتها الزمانية.

أ. مي محسن عامر

حلوة بس ليه شيخوختها كريهه ؟
لكل سن حلاوته
الشيخوخه مع الاحفاد اكيد احلي

أ. محمد كمال سالم

شكرا جزيلا لكم أساتذتي وأصدقائي دعمكم الذي لا ينقطع
كان هذا النص المكتنز بالجمال للدكتورة
Dr-Maysa Emam Ebrahem
فشكرا جزيلا لمشاركتها القيمة