خط الفقر …بقلم زين ممدوح
خط الفقر…
بقلم زين ممدوح
كنا صديقين حميمين، منذ الطفولة ونحن معا.
فما من طفل يولد في هذه المدينة إلا وهو رفيقه .
لست أدري من الذي جاء به إلى هنا،وكيف استوطن في المدينة.
أذكر أول لقاء جمعنا،عندما توجهت إلى شراء حذاء رياضي من باتا،فوجدته غال الثمن،فجلست أبكي ،فلم يكن للأطفال حينئذ غير هذا البكاء.
فإذ بيد تربت على كتفي برفق،فالتفت خلفي لم أجد شيئا!
لكني سمعت صوتا يقول لي : لن تسطيع أن تحقق مرادك لأني معك،ولن تهنأ بعيش قط يا رفيق
قلت: من أنت ؟
قال :أنا خط الفقر،أمير هذه البلاد منذ عدة عقود ،وسأظل معك إلى أمد بعيد
فرمقته بعين غاضبه، متحديا هذه النرجسية التي كان عليها.
ثلاثون عاما مضت، نحل جسدي من العمل والجهد الشاق
والأرض مازالت جدباء!
وكلما رأيته في الطريق ينظر إلى ضاحكا ،ويقول بلهجة ساخرة: ألم أقل لك أنا أمير البلاد، وستظل تحت مظلتي طويلا
حاولت حدفه بحجر،هرب واختفى عن ناظري.
في اليوم التالي وجدته يقترب مني وفي يده حقيبة سفر
يضحك ضحكا لم أرَ مثله من قبل
قلت: ما الذي يضحكك هكذا أيها الصديق الأحمق
قال: مشفق عليك
قلت:ولمَ
أخرج ورقة بيضاء
قلت: ما هذا
قال: لقد جائني عقد عمل في الخليج !
قلت :ماذا عني وأين طريقي
قال:سيبقى طريقك مسدود مسدود يا ولدي!!
التعليقات مغلقة.