نُورَانِ فِى صَرْحِهِ …شعر صفوت راتب الغندور
١_ طُفْ بِالْبِلَادِ جَمِيعًا، لا تَدَعْ بَلَدَا
وعُدْ إِلَى مِصْرَ وانْشُدْ فِى المَدَى مَدَدَا
٢_ هُنَا الْبِلَادُ الَّتِى خَطَّ الزَّمَانُ لَهَا
مَجْدًا عَلَى مِثْلِهِ التَّارِيخُ مَا شَهِدَا
٣_ أَرْضٌ تَجَلَّى عَلَيْهَا اللهُ تَكْرِمَةً
بِنُورِهِ وبِنُورِ الأنْبِيَاءِ هَدَى
٤_ كَمْ مِنْ نَبِىٍّ دَعَا لِلَّهِ مُبْتَهِلَا
لِوَجْهِهِ كُلُّ وَجْهٍ خَاشِعٍ سَجَدَا
٥_ عَلَى ثَرَاهَا؛ فضَاعَ الْمِسْكُ مُكْتَنِفَا
تِلْكَ الرُّبُوعَ،وأضْحَى عَيْشُهَا رَغَدَا
٦_ يَا فِطْرَةَ اللهِ فِى قَوْم لَهُ عَرَفوا
قَبْلَ الْخَلَائِقِ، قَوْمٌ أُلْهِمُوا الرَّشَدَا
٧_ كَانُوا دُعَاةً إِلَى التَّوحِيدِ؛ إذْ نَقَشُوا
عَلَى الْحِجَارَةِ مَا يَسْتَقْطِبُ الْخَلَدَا
٨_ دانُوا لِرَبِّ الْوَرَى، نَادَوْا بِوِحْدَتِهِ
والْبَعْثُ كَانَ لَهُمْ، والْخُلْدُ مُعْتَقَدَا
٩_ مَنَاهِلًا خَلَّفُوا مِنْ عِلْمِهِمْ بَقِيَتْ
عَلَى الزَّمَانِ، وشَمْسًا نُورُهَا اتَّقَدَا
١٠_ حَضَارَةٌ مِنْ جَلالِ السِّحْرِ رَوْعَتُهَا
لَهَا الْمَنَاقِبُ، هَلْ تُحْصُونَهَا عَدَدَا ؟
١١_ يَسْتَكْشِفُونَ، وكَمْ سِرٍّ بِهِ دُهِشُوا !
وكَنْزُ أَسْرَارِهِمْ فِى الدَّهْرِ مَا نَفِدَا
١٢_ واسْتَطْرَقَتْ فى رُبُوعِ الْأَرْضِ آيَتُهُمْ
وفِى دِمَانَا جَرَتْ كَالنِّيلِ مُطَّرِدَا
١٣_ عَلَى شَوَاطئِهِ، رَكْبُ الزَّمَانِ جَثَا
وحَلَّقَ الْمَجْدُ فِى آفَاقِهِ غَرِدَا
١٤_ نَحْنُ الأُلى روَّضُوا النِّيلَ الْجَمُوحَ، غَدَا
يَسْتَشْرِفُ الْأَرْضَ والْوِدْيَانَ متَّئِدَا
١٥_ غنَّى الْهَوَى حَالِمًا، والشَّمْسُ مُرْسِلَةٌ
فِى كُلِّ صُبْحٍ، بَدِيعًا، دُرَّهَا الْغَيَدَا
١٦_ مَنْ قَلَّبَ الْأَرْضَ يَسْتَجْلى نَفَائِسَهَا ؟
مَنْ جَابَ أطْرَافَهَا، والسُّبْلَ قَدْ مَهَدَا ؟
١٧_ يَا يُوسُفِىَّ الْهَوَى، إِنَّ الْعَزِيزَ عَلَى
خَزَائِنِ الْأَرْضِ، أَسْدَى لِلزَّمَانِ يَدَا
١٨_ مِنْ كُلِّ فَجٍّ أَتَوْا، والْأَرْضُ قَاحِلَةٌ
مِنْ بَعْدِ أَنْ أُرْهِقُوا فِى بِيدِهَا صَعَدَا
١٩_ مِصْرُ الْمَلَاذُ لِمَنْ ضَاقَتْ بِهِ سُبُلا
تَبْقَى مَلَاذًا، ويَبْقَى رُكُنُهَا السَّنَدَا
٢٠_ كَمْ طَامِعٍ فِى ثَرَاهَا، والثَّرَى لَهَبٌ !
فَأَىُّ عَادٍ عَدَا إلَّا بِهَا وُئِدَا !
٢١_ يَحْمِى الْعَرِينَ بِهَا أُسْدٌ إِذَا انْتَفَضَتْ
تَلَبَّسُوا فِى الْخُطُوبِ الْبَأْسَ والْجَلَدَا
٢٢_ لِيُلْبِسُوهَا ثِيَابَ الْعِزِّ مِنْ حُلَلٍ
تَبْقَى، ويَبْقَى لَهَا فى الدَّهْر ِمُنْفَرِدَا
٢٣_ يَا صُورَةً منْ جَمَالٍ جَلَّ صَانِعُهُ
مَنْ اصْطَفَاهَا بقرآنٍ بِهِ عُبِدَا
٢٤_ اللهُ قَالَ ادْخُلوا مِصْرًا، وأمَّنَهَا
انْظُرْ بَنِيهَا، وسَلْ عَنْهَا الَّذِى وَفَدَا
٢٥_ يَمْضِى الزَّمَانُ ولا تَبْلَى مَعَاهِدُهَا
يَحْكِى مَنَاقِبَهَا التَّارِيخُ مُحْتَشِدَا
٢٦_ فِى كُلِّ آنٍ لَهَا مَجْدٌ تَتِيهُ بِهِ
مَنْ فِى الدُّنَا مِثْلُنَا بِالْمَجْدِ قَدْ خَلَدَا ؟
٢٧_ إنَّا بَنَيْنَا عَلَى آثَارِ مَنْ سَبَقُوا
وقَدْ رَفعْنَا بِعِلْمٍ فِى الذُّرَى العُمُدَا
٢٨_ تُعْلِى النِّدَاءَ خُشُوعًا أَلْفُ مِئْذَنَةٍ
قَدْ جَاوبَتْهَا أُلُوفٌ، والنِّدَا صَعَدَا
٢٩_ ومِصْرُ مِنْ أَلْفِ عَامٍ كَانَ أَزْهَرُهَا
نُورَانِ فى صَرْحِهِ الْقُدُسِىِّ قَدْ عُهِدَا
٣٠_ قُرْآنُ رَبِّى،يَحُفُّ النُّورُ صُحْبَتَهُ
ويَسْتَفيضُ الشَّذَى مِنْ مَجْلسٍ عُقِدَا
٣١_ هُنَا قُلُوبٌ بِذِكْرِ اللهِ عَامِرَةٌ
لا تَرْتَجِى غَيْرَهُ عَوْنًا ومُعْتَمَدَا
٣٢_ وسُنَّةُ الْمُصْطَفَى رِفْدٌ بِهِ امْتَثَلَتْ
نَهْجَ الْجَمَاعَةِ، لا تَفْرِيقَ، لَا بِدَدَا
٣٣_ الدِّينُ قَصْدٌ؛ فَلَا غَلْوَاءَ نَعْرِفُهَا
سَمْحٌ؛ فَلَسْتَ تَرَى فى نَهـْجِهِ أَوَدَا
٣٤_ الْمَصْدَرَانِ هُمَا، رُكْنَا شَرِيعَتِنَا
عَطَاءُ رَبِّكَ مَوْفُورٌ لِمَنْ وَرَدَا
٣٥_ مَنَارَةُ الْأَزْهَرِ انْتَهَجَتْ عُلُومَهَمَا
مَا نَدَّ عَنْ أصْلِهُ عِلْمٌ ولَا شَرَدَا
٣٦_ انْسبْ إلَى أَهْلِهِ الْأَفْضَالَ،جُمْلتَهَا
ومَنْ بِعِلْمٍ دَعَا للَّهِ، واجْتَهَدَا
٣٧_ يَارَبِّ بِالنَّصْرِ أيِّدْ ثلَّةً نُذِرَتْ
لنُصْرَةِ الدِّينِ، تُعْلِى شأنَهُ أبَدَا
٣٨_ واحْفَظْ مَنارةَ هَذَا الدِّينِ، أزهَرَهُ
واهْدِ السَّبيلَ لِمَنْ سَاحَاتِهِ قَصَدَا
التعليقات مغلقة.