موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

هذا العالم يحبني وهذا العالم يكرهني… بقلم هنا سعد

169

هذا العالم يحبني. وهذا العالم يكرهني…

بقلم هنا سعد


     الطفلة "مسرة" لسان حالها يقول : هذا العالم يحبني، ويفرح لوجودي ويتضح ذلك جليًا من خلال تعاملها تجاه الأشياء والأشخاص من حولها؛ فهى تتعامل بلطف مع الأطفال من نفس العمر؛ تتبادل معهم اللعب التي تحبها عن طيب نفس، وتمنحهم ابتسامة جميلة كل يوم، وترسل للجميع قبلات بيدها الصغيرة تنثرها في اتجاههم عبر الهواء 
     أما الطفلة "وجد"مزاجها سئ بشكل عام، ترفض الأطفال، تبادر بدفعهم على الأرض قبل أن يقوموا بدفعها، تمسك بلعبتها المفضلة دائما ولا تتركها أبدًا حتى لا يأخذها أحد من هؤلاء المتطفلين حسب اعتقادها 
     الطفلة مسرة أثناء حمل والدتها بها؛ كانت أمها هادئة، تتمتع بالسلام النفسي، والاستقرار، تستقبل حملها برضا. 

أما والدها؛ فكان يبتعد عن أسباب الشجار مراعيًا ظروف حمل الأم، يعمل على دفء الحياة الأسرية لأنه يتفهم التغيرات الصحية والنفسية التى طرأت على الزوجة
وبعد ميلاد مسرة؛ كانت الأم تلمس كف يديها وقدميها بحنان، تشعر بسعادة أثناء إرضاعها، تتركها ترضع حد الشبع (لبنًا وحنانًا) وتنظر إلى وجهها ببسمة لطيفة.
إذا بكت؛ تفهم لغة بكائها (جوع، بلل، مغص، لدغة ….” وتسجيب بذكائها وفطنتها إلى احتياجها
تكوّن لدى مسرة منذ العام الأول مفهوم: أن هذا العالم يحبني، ينتظر وجودي؛ فاستقبلته هى “بقانون الحب” وستقدم له فى المستقبل الولاء والعطاء وحسن النوايا وستكون اسمًا على مسمى
أما “وجد” فكان الوالدان أثناء الحمل كثيري الشجار، المنزل غير مستقر، أو رافضين للحمل من الأساس
وبعد الميلاد كانت الأم تعتبر أن بكاء “وجد” نوعا من الدلع غير المبرر وإن أعمالها ستتعطل إذا استجابت لكل بكاء، ونفذت بعض النصائح التى سمعتها بعدم الاستجابة لبكاء الرضيع حتى لا يتعود على ذلك
أثناء الإرضاع كانت تتأفف حتى تنتهى الطفلة وأحيانا كانت تجذب نفسها منها قبل الشبع لأنها سمعت أن الطفل الذي يرضع حد الشبع سيكون غبيًا عندما يكبر، وقد يكون ذلك لقضاء بعض الأعمال ثم تعود لإكمال إرضاعها عندما تفرغ من مهامها
فتكوّن لدى وجد مفهوم أن هذا العالم يكرهني ولم يرغب فى وجودي فاستقبلته (بقانون البقاء للأقوى) وأن الصراع سمة هذا العالم الظالم فإما أن تكون ظالمة أو مظلومة تأخذ حقها ولو بالعنف وإلا ضاع
إذا لم تكن مصرة على كل طالباتها بلا تنازل فلن ينفذها أحد، غير مكترثة لمشاعر الآخرين
لذلك تستقبل “وجد” العالم بأسلحة الهجوم وسوء الظن فإما أن تكون جانية أو مجني عليها وسينمو لديها فى المستقبل مشاعر الاستنكار والأنانية والبخل فى كل شئ خاصة إذا تم عقابها عقابا شديدا لضبط عملية الإخراج

هكذا يؤثر نمط التربية على الطفل (سلوكه ومعتقداته وافكاره ومشاعره تجاه نفسه والناس والمجتمع) منذ اليوم الأول بل منذ اللحظة الأولى للحمل فلابد من الانتباه لهذا جيدًا ؛ لأن الوالدان وخاصة الأم بالنسبة لوليدها؛ هي العالم كله فإما أن يكون العالم محبًا أو يكون كارهًا

التعليقات مغلقة.