قالت حفيدتي …بقلم السفيرة د.سلوى بنموسى المغرب
جدتي جدتي كم عمرك ؟
أجبتها : لم السؤال يا شقية ؟ ردت أنا عمري ستة ..
وأنا : تقريبا في العقد 6
صاحت حفيدتي : لا لا جدتي
انت لا تعرفين عملية العد ؟ يعني أنا وأنت ستة ؟ أنت أكبر مني أنا طفلة صغيرة !
جذبتها لروحي وقلت لها : طبعا أنت الحبيبة والصغيرة والجميلة ..
أردفت :جدتي
لم تملي حياتك ؟؟
انا أمل لعبي ..وثيابي ..
قهقهت ضحكا وأنا أداعب شعرها الحريري : أجل حبيبتي سئمت عدة أشياء ووجوه وأماكن ومأكولات وحلويات وزيارات ..
قالت : لا لا ليس لهذه الدرجة جدتي
أنا سئمت معلمتي في الصف الأول ! وجاءتني في الصف التاني فقبلت بها ..ونسيت معاقبتها لي أمام الفصل كله لانني لم انجز الواجب المدرسي ؟!
والله نسيته جدتي نسيته .. وبس أنا شاطرة جدتي أنا شاطرة والله
طمأنتها : أجل حبيبتي أنت مجتهذة ومطيعة وصادقة ..
قبلتني وبدت كم يتذكر شيئا ما ..ثم أردفت : جدتي هل سقطت يوما أرضا ؟ آلمك الأمر..سال القليل من الدم ..ذعرت ؟؟
رددت نعم صغيرتي : سقطت ثم سقطت ثم سقطت مرارا وتكرارا ..
أبكي قليلا وأقف من جديد بكل قوة … آه الدم سال من قلبي وروحي يا قرة عيني ..
لم أفهم جدتي : الدم يخرج من القلب والروح أيضا ؟
مسحت رأسها وتشابكت أيدينا أجبتها : لا عليك لما ستكبرين ستعرفين كل شيء أميرتي ..فلا تستعجلي الأمور ..
أين جدي ؟ سألت ..
قلت : في السماء
تعجبت : لم لم تذهبي معه ؟؟ ألا تحبينه ..ألا تشتاقين إليه ..
نالت مني هاته المرة ..
بدموع سخية أجبتها : لم يحن بعد وقت صعودي للسماء يا حلوة
ترجتني ..جدتي جدتي ..
خذيني معك للسماء
أنا أحبك جدتي كثيرا كثيرا ..
أقفلت فاها وصوتها بيدي اللطيفة قائلة لها : لا حبيبتي مكانك هنا في ضيافة الرحمن جئت لهنا بأمر ربي ؛ من أجل هدف معين؟! وسوف تفلحين فيه وتكملين المشوار .. صاحت أي هدف جدتي ؟
أنا بنت صغيرة ..
أجبتها : الآن العبي وغني ..
عيشي غاليتي طفولتك .. وغدا استعدي لخوض غمار الحياة وستفتح لك الابواب والآفاق ؛ وستكتشفين بنفسك سرك في الحياة وهدفك وعملك ..
لا تنسي انسانيتك حبيبتي ابقي دوما مطيعة وحبوبة وراضية وقنوعة وصابرة ومؤمنة ..
قالت : اجل جدتي سأكون مثلك ..
قلت : لا ستكونين لنفسك لوحدك ..
لا أحد يأخذ مكان الآخر
الكل خلقه الله تعالى ليدلي بدلوه ..ويختار طريقه المنير والعلي القدير سبحانه وتعالى يبارك لنا أعمالنا وأفعالنا وأرزاقنا وصحتنا وذريتنا
التعليقات مغلقة.