آلهة مصرية قديمة بقلم الأستاذ / سيد جعيتم
(المقالة الأولى)
أحاول إلقاء بعض الضوء على الآلهة المصرية القديمة التي كانت تمثيلاً للظواهر الطبيعية والاجتماعية ، فالحضارة المصرية القديمة قائمة علي التدين، ونرى الآلهة والإلهات في كل جوانب الحضارة المصرية القديمة، ويوصف الإله بأنه ثابت وواثق فالآلهة سادة الحياة ، عظماء أقوياء طيبون رحماء نبلاء عادلون يتجلون مثل الشمس.
(١)
الإلهة نية/ نيث
(الأم العذراء) الخفية
إلهة الحرب والصيد
معنى كلمة «نية» في المصرية القديمة: (هي أو الموجودة – أو التي وجدت).
تُسمى الإلهة «نيّث» في النصوص الفرعونية بـ «سيدة الغرب»، وتكتب «نية أو نيث»، وهي طبق للنصوص الفرعونية المختلفة تمثل إلهات متباينة، والتي ولدت في عصور مختلفة، ومراحل متعددة من الحضارة الفرعونية، وترتبط عبادة «نيث» بتشخيص على هيئة بِركة الماء الأولية التي ظهر منها إله الشمس- رب الأرباب الفرعونية «رع»، وتصوّر عادةً فوق رأسها «كرمز لمكوك النول»، كما تُعرف بأنها ربة الحرب حيث كانت تصور إنسان بالكامل لكنها كانت تحمل درعًا عليه سهمان
متقاطعان ويعد الدرع الذي يحمل سهمين متقاطعين هو الرمز المادي المقدس للإلهة «نيت».
ظهرت عبادتها من عهد الأسرة الأولى، كان مركز عبادتها في دلتا النيل الغربية في المقاطعتين الرابعة والخامسة، وكانت الإلهة الحامية لساوى «سايس» عاصمة المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحري (صا الحجر الحالية)، وقد امتدت عبادتها في كل البلاد المصرية، وهي الأم العظيمة للإله (رع).
وقد أصبحت فيما بعد على رأس الثالوث الذي كان يتألف من «أوزير» الزوج في «منديس» (تل الربع)، ومن ابنيهما «أرى- حس- نفرا» الذي كان يمثل على شكل أسد وديع.
قيل عنها:
ـ ولدت في الأول، في الوقت الذي لم يكن قد ولد فيه أحد. وقالت عن نفسها:
ـ تقول: لقد خلقت من ذاتي
كانت نيت واحدة من الآلهة الثلاثة المسيطرين في المدينة القديمة تاء سنية أو أيونين (المعروفة حالياً بأسنا)، والتي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، نحو 55 كم من مدينة الأقصر، في محافظة قنا.
ولأن نيت إلهة الحرب والصيد فإن شعارها كان (سهمان متقاطعان على درع)، وتذكر أيضًا على أنها إلهة شرسة، فهي أنثى بشرية ترتدي تاجا أحمر وتحمل القوس والسهم وأحيانًا الحربة، وتم وضع هذا الشعار على قمة رأسها عند تصويرها، وكانت بشكلها كألهة للحرب تعتبر صانعة لأسلحة المحاربين وحارسة لأجسادهم عند موتهم.
وصولجان الرأس فوقها يعتبر رمزاً للحكم والسلطة) وعلامة عنخ (رمزاً الحياة).
وقد ظهر أول تمثيل مجسم بشري لها في فترة الأسرات المبكرة، على إناء الديوريت للملك ني متر من الأسرة الثانية، الذي وجدت في هرم زوسر (الأسرة الثالثة) في سقارة، وقد تم تأسيس مركز عبادة نيت الرئيسي في الدولة القديمة في ساو (صالحجر الحالية) بواسطة الملك حور عحا من الأسرة الأولى، في محاولة لجذب سكان مصر السفلى لقبوله كحاكم لمصر الموحدة حديثاً، وكان لها معابدها الخاصة في منف العاصمة مما يشير للمكانة السياسية الرفيعة التي كانت لها، وظلت (نيت) مهمة وإن كان بدرجة أقل، في الدولتين الوسطى والحديثة. ومع ذلك، استعادت عبادتها أهميتها السياسية والدينية خلال الأسرة السادسة والعشرين عند ازدهرت مدينة سايس، وكذلك شاعت عبادتها في هذا العصر في إسنا في صعيد مصر.
في بعض أساطير الخلق، تم توصيفها على أنها أم (لرع وعيب)، وعندما أضيف عليها أوصاف أنها إلهة مائية، كانت تعتبر أيضا أماً للإله سبك (التمساح). وكان هذا الارتباط مع الماء، أي النيل، أدى إلى اعتبارها أحيانا زوجة للإله خنوم، وربطها بمنابع نهر النيل. وكانت مرتبطة مع سمك البياض النيلي، “فقد تصوَّر المصريون الأقدمين أن الكون بدأ غمرًا ويمًّا هائلًا مظلمًا، أطلقوا عليه اسم (نون) وإن من (نون) خرج إله الشمس (رع) بقدرته وحده، لينشر الضياء والحرارة على الأرض، من أجل ظهور اليابس، وتكون التربة صالحة للزراعة،
وباعتبارها إلهة للخلق وللنسيج، كان لها أن تجدد العالم على نولها يوميا. ويسجل جدار داخلي للمعبد في إسنا سرداً للخلق نيت وهي تخرج في بداية الخلق أول أرض (التي سميت بعد ذلك بالإله تاتنن) من المياه الأزلية (نون) في بداية الخلق، وكل ما تتصور في قلبها يأتي إلى حيز الوجود بما في ذلك ثلاثين إلهاً. ومع عدم وجود زوج معروف لها وصفت بأنها «الإلهة الأم العذراء»:
وقيل إن نيت تدخلت في الحرب الملكية بين حور وست، على العرش المصري، وأوصت بأن يحكم حورس.
التعليقات مغلقة.