آلهة مصرية القديمة ” الحلقة الثالثة ” بقلم / سيد جعيتم
الإله (رع)
ملك الآلهة/ رب الدولة والعرش
ظهرت عبادة (رع) في كل جوانب الحضارة المصرية القديمة، ورغم وجود أعداد لا تحصى من الآلهة إلا أن (رع) ظل على رأس الآلهة الرئيسية وقد توحدت فيه معظم صفات الآلهة، وقد أجريتُ مقارنة بينه وبين زويس كبير آلهة الأوليمب فوجدت أنه لا مقارنة ف (رع) أفضل بكثير، وبما أن (رع) إله الشمس فقد دلل على قيادته للآلهة بتمثيله على هيئة رجل يرتدى تاج الفرعون ويحمل على رأسه قرص الشمس وله رأس صقر أحيانًا، وقد انتشرت عبادة الشمس منذ عهد الدولة القديمة، ولعل السبب في ذلك أن ملوك الأسرة الخامسة الذين حكموا من عام 2560 ق. م إلى 2420 ق. م ينتمون إلى كهنة (رع)، وقد أرتبط البشر، منذ فجر التاريخ، بـ(الشمس)، فكانت الإله والمقدس الأول عبر الحضارات، حتى أصبح عدم سطوعها فال شؤم، ولم يقتصر ذلك على مصر القديمة فقط بل في جميع حضارات أهل الأرض قديما، وقد اعتبر المصريون القدماء كسوف الشمس على أنه صراع بين الثعبان (أبوفيس) وإله الشمس، حيث يرمز الثعبان للشر والفوضى، ويحاول جاهدا إغراق المركب الشمسي الذي ينقل الشمس، إلا أنه يفشل في كل مرة، وساد الاعتقاد أن لـ(راع) رحلة كل ليلة في مركب الشمس المقدسة إلى العالم التحتي (دوات) يكافح فيها ضد قوى الفوضى تحت الأرض ويعبر رع خلال تلك الرحلة 12 بوابة تمثل 12 ساعة هي عدد ساعات الليل (من 5 مساء وحتى الخامسة صباحا) لتسطع الشمس في الصباح من جديد على العالم، فتهرب الأفعى الكبيرة (أبوفيس) وهي من آلهة الفوضى والشر ويساعده في الرجلة الإله) ست) حيث يقف على مقدمة المركب ويهدد الأفعى (أبوفيس) برمحه حتى لا تقترب.
وطوال الألف الثانية ق. م كان اسم (رع) يضاف إلى اسم كل إله تقريباً (أمون رع، خنوم رع، سوبك رع، منتو رع… إلخ) لإضافة قوة وتقديس على هذه الآلهة، وقد اعتقد الإنسان المصري القديم بأن هناك آلهة لكل شيء، للسماء وللأرض وللشمس وللقمر وللنجوم
وللرياح حكوا عنها أساطير، ف (رع) إله الشمس من نسل أبيه (نو) وأمه (نون)، ابنته (حتحور/ سخمت)، أبنائه (شو، تفنوت، باست) ويجب أن نلاحظ أن نفس الأبناء أحيانًا ينسبون لغير رع، وبما أن (رع) إله الشمس والسماء فقد كان يمثل القوة والطاقة وهو خالق كل شيء حي، أوجد جميع المخلوقات عن طريق استدعائها بأسمائها السرية، لكنه خلق الإنسان من دموعه وعرقه، وأنه خلق نفسه بنفسه.
وكانت مدينة (أون) هي مدينة الشمس بالمصرية القديمة أو بالإغريقية هليوبوليس كما أسماها اليونانيون، كانت مركز عبادة الشمس وهي مدفونة تحت ضاحية عين شمس ووفقا للمعتقدات المصرية القديمة تقوم المدينة على الموقع الذي بدأت فيه الحياة، رمز لـ(رع) بالمسلات في هليوبوليس وفي الكرنك، من ضمنها مسلتان من حتشبسوت، واحدة منهما في باريس وقد بنى له رمسيس الثاني بهو الأعمدة بالكرنك، وشيد له معبد أبو سمبل.
التعليقات مغلقة.